الحرية لا تأتي من فراغ .. رسالة إلى المستهزئين من حمل السلاح

وما يسطرون – محمد بن عامر – المساء برس|

إلى أولئك الذين يستهزئون من حمل السلاح لحماية الأوطان، إلى الذين يظنون أن القوة تكمن في الكلمات المعسولة والمواقف الملتوية في وقت الحرب، إلى الذين يتخذون من العلم ذريعة للتخاذل والهروب من المسؤولية، أوجه هذه الكلمات:

أيها المستهزئون من حملة السلاح، إنكم تغطون أعينكم عن رؤية الحقيقة والواقع الذي يحتم على الأحرار حمل السلاح دفاعًا عن أنفسهم ووطنهم وأرضهم ومبادئهم وقيمهم وعن الإنسانية.

أيها المستهزئون إنكم بمواقفكم هذه تظهرون سطحية تفكيركم وتفاهة منطقكم الذي يرى في حمل السلاح همجية وتخلف وإسائه لحامليه.

ألا تعلمون يا إمعة القوم إن حمل السلاح شرف وتضحية، وهو واجب على كل حر أبي يرى في وطنة وأمته ملاذه الآمن وملهمه في الحياة.

ألا تعلمون إن الأوطان لا تبنى بالكلمات المعسولة ولا بالمواقف المنمقة، بل بالدماء الزكية والتضحيات الجسام.

إن من يستهزئ ويسخر من حملة السلاح لحماية الأوطان، إنما يظهر جهله بالعلم في المقام الأول. فالعلم الحقيقي ليس في النظريات والمعارف وحسب، بل هو تطبيق عملي ودفاع عن الحق في وجه الباطل. العلم قوة، والقوة الحقيقية تكمن في القدرة على حماية ما تؤمن به.

أيها السطحيون لقد جهلتم معنى أن تكون حرًا. فالحريّة لا تأتي من فراغ، بل تكتسب بالدفاع المستميت عن مبادئكم وقيمكم. إنكم بتخاذلكم هذا، تتخلون عن أعز ما تملكون، عن كرامتكم وعزتكم، وتجعلون من أنفسكم أدوات رخيصة في يد الطغاة.

أيها السطحيون حمل السلاح ليس عملاً همجيًا كما تظنون، بل هو قمة التحضر عندما يتعلق الأمر بحماية ما هو عزيز عليكم. إنه تعبير عن وعيكم وحرصكم على ألا تكونوا عبيدًا ذليلين، بل أسودًا تحمي عرينها بشموخ وإباء.

إن من يستهين بحمل السلاح لحماية وطنه وقضايا أمته، إنما يظهر قصور نظره وسطحية تفكيره. ذلك أنه لا يرى أبعد من أنفه، ولا يفقه في العلم إلا قشوره.

العلم الحقيقي، أيها التافهون، هو ما ينقذ الأرواح، ويداوي الجراح، ويبني الحصون المنيعة، ويدافع عن الحق، ويكشف زيف الباطل.

فليخجل من يستهين بحمل السلاح في وجه الطغيان، ولينظر إلى التاريخ بعين فاحصة، ليرى كيف بنيت الأمم ووقفت شامخة بسواعد أبنائها الذين حملوا السلاح حين لزم الأمر. ولتعلموا أن من يسخر من هذا الفعل، إنما يسخر من نفسه ومن جبن يقيم في أحشائه.

استفيقوا من غفلتكم. انظروا إلى ما هو أبعد من مصالحكم الضيقة. انظروا إلى العالم من حولكم، إلى الظلم والقهر الذي يعاني منه الأبرياء. انظروا إلى الدماء التي تسيل، إلى الدموع التي تنهمر، ثم أخبروني، هل ما زلتم تظنون أن حمل السلاح أمرٌ يستحق الاستهزاء والسخرية؟

قد يعجبك ايضا