بلينكن: لم تعد إسرائيل بحاجة لاتفاق سلام مع الفلسطينيين فلديها ما هو أفضل
خاص – المساء برس|
“ما يفعله بنيامين نتنياهو هو الصواب وهو ما يريده غالبية الإسرائيليين”، هذا حديث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن حين جاء إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي في الأول من مايو الجاري، وهو ما يكشف أن الخلاف بين الإدارة الأمريكية ونتنياهو مجرد دعايات إعلامية كاذبة للتظليل على الرأي العام وخداع الشعوب.
وتقف أمريكا بالكامل مع كيان الاحتلال الإسرائيلي وليس صحيحاً أنها تختلف مع نتنياهو، واستمات بلينكن في الدفاع عن نتنياهو عندما كان في تل أبيب آخر مرة، وحاول بلينكن عندما بدأت الإدارة الأمريكية ترى أن الغضب يتصاعد ضد نتنياهو في الداخل الإسرائيلي، حاولت إدارة واشنطن أن تسعف نتنياهو، بتحسين صورته وإظهار تصرفاته وقراراته في إدارة الحرب على الفلسطينيين وفي تعامله مع ملفات عديدة أبرزها ملف الأسرى بأنها القرارات الصحيحة والصائبة وأن المعارضين لها في الداخل الإسرائيلي متأثرون فقط بما ينشر من معلومات “سطحية” في وسائل التواصل الاجتماعي المهيمنة على ما يتدفق للناس من معلومات يومية مثل تدفق الدم في الشرايين حسب تعبير بلينكن.
في خبر لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” الإسرائيلية، ترجمه “المساء برس”، كُشف عن تصريح خطير لبلينكن، غير أن هذا التصريح لم ينقل للإعلام العربي أو العالمي واقتصر فقط على بثه في الداخل الإسرائيلي، كونه ينفي الرواية الأمريكية التي حاولت تسويقها من أن بايدن على خلاف مع نتنياهو وسياساته وهي الرواية التي حاول البيت الأبيض تعميمها على الرأي العالمي لإبعاد الولايات المتحدة عن دائرة الاتهام والتورط المباشر في جرائم الإبادة الجماعية من قبل كيان الاحتلال الإسرائيلي بالسلاح والمال الأمريكي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة طوال الـ7 الأشهر الماضية.
قال بلينكن “حكومة بنيامين نتنياهو معقدة، ومهما كان رأي المرء في نتنياهو أو حكومته الحالية، فمن المهم أن ما يجب أن نفهمه هو أن الكثير مما يفعله نتنياهو ليس مجرد انعكاس لتوجهاته وسياساته، إنه في الواقع انعكاس لموقف الغالبية العظمى من الإسرائيليين في هذه اللحظة”.
وضمن سياق ما قدمه بلينكن من شرح حسب ما نشرت الصحيفة العبرية، قوله “بينما كان الفلسطينيون في السابق يشكلون عقبة أمام التوصل إلى اتفاق سلام، فإن إسرائيل أصبحت غير مهتمة بإبرام اتفاق. للتبسيط، فإنه بعد إنشاء دولة إسرائيل، شهدت إسرائيل عقوداً من الرفض العربي لها بشكل أساسي، وانتهى هذا الرفض بقيام مصر والأردن بالاتفاق مع إسرائيل وتطبيع العلاقات، وتبع الدولتان العربيتان دول أخرى. ثم كن هناك بضعة عقود من الزمن عاشتها إسرائيل من الرفض الفلسطيني، لأن الصفقات التي تم طرحها على الطاولة في كامب ديفيد وعبر إيهود أولمرت وآخرون كانت ستمنح الفلسطينيين ما بين 95 إلى 97% مما كانوا يسعون إليه، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك، لم نعطيهم الموافقة (لم نمنحهم كلمة نعم)، الآن أعتقد أن العشر السنوات الماضية ربما أصبح فيها الإسرائيليون مرتاحين لهذا الوضع الراهن، وكما أقول، لا أعتقد أن الأمر مستدام”.
بلينكن حاول تبسيط الشرح للمجتمع الإسرائيلي بأن ما يفعله نتنياهو يصب في مصلحة (اليهود) وذلك بتقديمه مكاشفة واضحة عن الاستراتيجية الأمريكية الإسرائيلية لإدارة الصراع في المنطقة العربية بما يجعل إسرائيل هي الدولة المهيمنة على الجميع حتى وإن حدث ذلك على المدى الطويل، أي أن على الإسرائيليين ألا يستعجلوا وأن لا يتأثروا بكل ما ينشر من معلومات سطحية في وسائل التواصل الاجتماعي وأن عليهم أن يدركوا أن كل خطوة مرتبطة بتاريخ سابق وأحداث ماضية وسياسة محددة ولتحقيق أهداف طويلة المدى.