لماذا احتاجت أمريكا لعملاء على الأرض في اليمن؟ “اعترافات المسؤولين الأمريكيين”
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
من المتوقع أن تحدث الضربة الأمنية اليمنية ضد تحركات العدو الأمريكي والإسرائيلي الاستخبارية التجسسية، صدمة قوية لدى المسؤولين الأمريكيين ومتخذي قرار الحرب والمواجهة والقيادات العسكرية المعنية بالحرب ضد اليمن في البحار والممرات المائية.
يعود السبب في ذلك إلى أن العدو الأمريكي والإسرائيلي عانا بشدة من فشله الاستخباري على الأرض والذي انعكس على الأداء العسكري بهجماته الجوية داخل اليمن والتي أثبتت فشلها لعدم استنادها لمعلومات استخبارية حقيقية وصحيحة.
ومع رؤية الولايات المتحدة لضرورة إيجاد البنتاغون ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية طريقة لاختراق الخطوط الأمامية للقوات البحرية اليمنية على الأرض للحصول ولجمع المعلومات الحقيقية والفعلية عن الترسانة العسكرية للقوات اليمنية، اتجه الأمريكان لعملائهم في مناطق سيطرة التحالف وعلى رأسهم بالطبع، طارق عفاش وشقيقه عمار الذي صنعته المخابرات الأمريكية منذ عهد عمهم علي عبدالله صالح والذي قدم الكثير من الخدمات للولايات المتحدة ضد بلده أبرزها تدمير منظومات الدفاع الجوي والصواريخ اليمنية التابعة للجيش اليمني بذريعة أنها قد تقع بأيدي الجماعات المتطرفة، وبما أن الشقيقان يسيطران بقواتهما الممولة إماراتياً على الجزء الجنوبي من الساحل الغربي لليمن قرب مضيق باب المندب وقرب أيضاً مناطق سيطرة القوات المسلحة اليمنية التابعة لصنعاء فإن العيون الأمريكية اتجهت إليهما بالتأكيد لتكليفهما بمهمة تشكيل خلية استخبارية تجسسية لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل لجمع معلومات عسكرية عن قدرات وأماكن وإمدادات وتكتيكات القوات البحرية اليمنية التي تشن هجوماً على الملاحة الإسرائيلية ومنعت عبورها من مضيق باب المندب والبحر الأحمر بالقوة.
لكن سقوط هذه الخلية التجسسية التي يمكن تسميتها (أمركية إسرائيلية) وتدميرها من قبل جهاز الأمن والمخابرات اليمني، يمثل صفعة جديدة يمنية بوجه الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب الصفعات السابقة التي وجهتها صنعاء لواشنطن وقواتها وتحالفها من بعد 7 أكتوبر العام الماضي.
وأقر المسؤولون الأمريكيون العسكريون بما في ذلك قيادات البنتاغون أمام لجان مجلس الشيوخ الأمريكي أثناء استجوابهم وسؤالهم عن أسباب إخفاق الولايات المتحدة برغم ما تملكه من قوة بحرية في حماية السفن التي حظرت صنعاء عبورها من مضيق باب المندب من الضربات الصاروخية اليمنية.
وقال الأدميرال مارك ميجيز، قائد “كاريبر ستريك2” المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات “دوايت دي آيزنهاور” لشبكة سي إن إن، قبل مدة، “إن الولايات المتحدة ليس لديها سوى القليل من المعلومات الدقيقة فيما يتعلق بما يمتلكه الحوثيون من هذه الأسلحة”، والتي وصفها (أي الأسلحة) بـ”الفتاكة للغاية”.
وخلال جلسة استماع في الكونجرس الأمريكي مع قيادات عسكرية أمريكية معنية بالحرب على اليمن في البحر الأحمر، اعترف مسؤول أمريكي بأن قدرة الجيش على تقييم نجاح حملته ضد من أسماهم “الحوثيين” في اليمن، محدودة بسبب افتقاره إلى المعلومات الاستخبارية في المنطقة.
وقال المسؤول الأمريكي في البنتاغون دانييل شابيرو ، في جلسة استماع الكونجرس حول العمليات الأمريكية في البحر الأحمر، إن الولايات المتحدة “لا تعرف القدرة الكاملة لترسانة الحوثيين المستخدمة في الضربات في البحر الأحمر، على الرغم من أن الإدارة كانت تعمل على جمع تلك المعلومات الاستخبارية”.
واعتراف مسؤول بالبنتاغون أن بلاده كانت تعمل على جمع معلومات استخبارية عن ترسانة السلاح اليمني، يؤكد أن للولايات المتحدة عملاء كانوا يعملون لصالحها ضد الجيش اليمني المساند للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، غير أن الفشل في رفع معلومات حقيقية كشف مدى ضعف الاستخبارات الأمريكية ووهمية المعلومات الاستخبارية التي تجمعها من مناطق الحكومة اليمنية التابعة لقيادة صنعاء.
وفي تقرير سابق لمجلة الـ”فايننشال تايمز” الأمريكية، قال مسؤولون أمريكيون إن “محاولة الجيش الأمريكي لوقف الهجمات المتمركزة في اليمن على السفن في البحر الأحمر تتعرض للعرقلة بسبب عدم كفاية المعلومات الاستخبارية حول ترسانة المسلحين الحوثيين وقدراتهم الكاملة”.
وأضاف مسؤولون حاليون وسابقون في تقرير فايننشال تايمز، إن “البنتاغون شهد انخفاضا في المعلومات الاستخباراتية بشأن اليمن بعد انتهاء حملة الطائرات بدون طيار ضد تنظيم القاعدة في جنوب البلاد والتي تم تنفيذها في عهد الرئيسين باراك أوباما ودونالد ترامب”، الأمر الذي يؤكد أن خروج عملاء الولايات المتحدة من صنعاء الذين كانوا يعملون لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) تحت غطاء عملهم في السفارة الأمريكية بصنعاء، خروجهم من اليمن بعد 21 سبتمبر 2014 أفقد الاستخبارات الأمريكية والبنتاغون ما كانوا يحصلون عليه من معلومات تجسسية واستخبارية بكل سهولة سابقاً.