سبع عجاف.. عن سنوات الانتقالي
وما يسطرون – عادل الحسني – المساء برس|
هي السبع العجاف اللاتي أكلن ما قدم آخرون للقضية الجنوبية، فمنذ ما سُمِّي بـ “إعلان عدن التاريخي” في الرابع من مايو 2017م، والذي أسس لظهور المجلس الانتقالي الجنوبي، تحول مسار القضية الجنوبية من تطلعات غالبية الجنوبيين بالحصول على عدالة مجتمعية وتحسين مستوى المعيشية وغيرها من التطلعات التي منَّى الجنوبيون بها أنفسهم سنوات، لتصبح القضية الجنوبية مجرد جسر عبور استغله الانتقالي للوصول إلى ما وصل له.
بالصوت العالي والشعارات الثورية التي كثيرًا ما كانت تلعب بمشاعر الجنوبيين، قدَّم الزُّبيدي وعودًا كانت أشبه بالحلم للشارع الجنوبي، وقد استجاب جزء من الشارع الجنوبي لتلك الدعوات التي أتت في وقت لم يكن معظم الجنوبيين مستوعبين فيه الحرب التي انتقلت إلى عدن سنة 2015، إضافةً إلى وجود شحن ديني وحشد إعلامي يمهد لانفصال شطري اليمن، في ظل الحرب التي صادمت فيها صنعاء عدن .
عديد العوامل لعب عليها الانتقالي، ليبني عليها رؤيته، ومع توالي الأشهر، انقشع الضباب عن الشارع الجنوبي، وما أن فتر التأييد وبدأ الانقلاب الشعبي على الانتقالي ووعوده، حتى أحدث صراعات من اللاشيء، وصنع عدوًا جديدًا للجنوبيين، وقام بطرد الحكومة والتخلص من رموز المقاومة، وشن حربًا على كل من خالفه حتى من المكونات الجنوبية التي ظلت حاملًا لقضية الجنوب لأكثر من عقدين، وعلى رأس تلك المكونات “الحراك الثوري الجنوبي”.
صورة الانتقالي باتت واضحة بعد سبع سنوات، وبعد أن كان إعلان عدن وهم لبعض الجنوبيين المتحمسين، تحول إلى عنوان عريض لكارثة حقيقية حلَّت بعدن والجنوب، فقد كان إيذانًا بانطلاق مسلسل من الفوضى والقتل والفساد والظلم، وعودة للنزاعات المناطقية والمحسوبيات والنهب، وانتشار العصابات المسلحة، وازدهار التجارات السوداء للمخدرات والخمور والأسلحة، وازدياد أعداد السجون، وتوسع رقعة معاناة المجتمع.
ضلل الانتقالي أتباعه، ورفع شعارات العدالة والكرامة التي أضمرت ظلمًا صارخًا وأيامًا أكثر سوداوية على الجنوب وأهله.
نادى الانتقالي بالسيادة واستعادة الأرض، وباع الأرض والسيادة للخارج، وتخلى عن جزر ومناطق حيوية، وسقطرى هي المثال الماثل.
صعد الانتقالي على دماء التضحيات، وداس على رؤوس البؤساء، ليفرش الأرض ورودًا تحت أقدام الإمارات في الجنوب.
الانتقالي هو بندقية مصوبة على الجنوبيين أنفسهم، فالدولة التي يريدها قد حوَّلت عدن إلى معسكر كبير يتصارع عليه المتخاصمون، وأرهق لحج وقسَّم أهلها، وأدخل أبين وكرًا من الفوضى، وسلم شبوة للصراع، وأغرق حضرموت بالافتراق، وطمس هوية سقطرى، ويريد بالمهرة سوءًا .
لم يقدم هذا الكيان إلا الشر، فمن اصطف مع الصـ ـهـ ـيونية، وحارب الإسلاميين إلا من رضيت عنه أبو ظبي، وصم الآذان عن آلام الناس، وأضاع الأرض والثروات، وقتل وسجن وعذَّب وشرَّد اليمنيين، وامتطى جهود غيرها ثم ضربهم، لا يستحق إلا أن يكون كيانًا منبوذًا ملعونًا.
فهل بقي للانتقالي شعرة وصل بينه وبين الجنوب والجنوبيين؟