حسن عليق يكتب عن قرار أردوغان المتأخر
وما يسطرون – حسن عليق – المساء برس|
ما إن علم أردوغان باحتمال التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة (هدنة طويلة تمهّد لانسحاب إسرائيلي ووقف للحرب) حتى أعلن قطع العلاقات التجارية مع كيان الاحتلال. هذه العلاقات نفسها التي كان أنصاره يزعمون إنها مقطوعة، أو يقولون إنها لمصلحة الفلسطينيين!.
بعد سبعة أشهر من تصدير النفط الأذربيجاني إلى “إسرائيل”، وبعد سبعة أشهر من تصدير وقود الطائرات إليها، وبعد ستة أشهر من المساهمة في تعويض النقص في الانتاج الغذائي في مستوطنات شمال فلسطين وجنوبها، وبعد خمسة أشهر على تعويض جزء أساسيّ مما نقص في موانئ الاحتلال نتيجة العمليات اليمنية في البحر الأحمر، وبعد خمسة أشهر على رفض نواب حزب العدالة والتنمية مناقشة قضية العلاقات التجارية مع كيان الاحتلال في البرلمان التركي، وبعد سبعة أشهر على زعم أنصار أردوغان أن الحكومة التركية لا يمكنها التدخل في عمل شركات القطاع الخاص التي تتعامل تجارياً مع “إسرائيل”، بعد سبعة أشهر على فتح القواعد العسكرية التركية لسلاح الجو الأميركي لتهديد أعداء “إسرائيل” … باختصار، بعد سبعة أشهر متواصلة من مشاركة نظام حزب العدالة والتنمية في الإبادة، قرر أردوغان الإعلان عن قطع العلاقات التجارية مع “إسرائيل”، في اللحظة التي شارفت فيها المعركة على نهايتها.
هنا لا يجوز القول “أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبدا”. أبداً. عندما كان الشعب الفلسطيني يتعرّض للإبادة، وكان في أمس الحاجة لموقف وقرار، كان اردوغان وحزبه يقفون في محور الإبادة.
لكن، هل يمكن البناء على الموقف؟
الأيام المقبلة كفيلة بتوضيح الأمر، وفقاً للآتي:
هل ستستمر الشحنات التجارية بين تركيا والكيان؟
هل سيوقف أردوغان النفط الآتي من أذربيجان إلى الكيان عبر ميناء جيهان التركي؟
هل سيتم التراجع عن القرار قريباً في حال بدأ تنفيذه فعلاً؟
اردوغان تحت الاختبار. منذ بداية الحرب وقف في محور الإبادة، مع الكثير من البهلوانيات الكلامية. والخروج من ذلك المحور يحتاج إلى الكثير لإثبات الصدقية. أن تكون عضواً في الناتو، يعني أنك حكماً في محور الإبادة، ومخالفة ذلك لا يتم بالبهلوانيات الكلامية وإعلان وقف التعامل التجاري خمس مرات. لنراقب ونرَ.