كيف أحكم اليمن سيطرته على أهم الممرات البحرية في العالم ؟
وما يسطرون – حلمي الكمالي – المساء برس|
بعد اصطياد القوات المسلحة اليمنية أكثر من 102 سفينة إسرائيلية وأمريكية وبريطانية دعماً للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، يمكن القول بأن اليمن بات صاحب الكلمة العليا في أهم وأكبر المعارك البحرية في العصر الحديث، وصاحب اليد الطولى في أهم الممرات البحرية في العالم، في وقت يواصل التحالف الأمريكي البريطاني حصد خيباته المتراكمة على وقع انتصارات القوات المسلحة اليمنية التي حولت أساطيل كبرى القوى الإستعمارية الغربية إلى مادة للتندر والسخرية.
وفي عودة سريعة إلى العمليات العسكرية اليمنية الأخيرة وبينها التي استهدفت سفينة ومدمرة أمريكيتين في خليج عدن، وسفينة إسرائيلية في المحيط الهندي، يمكن ملاحظة أن معظم العمليات اليمنية ضد السفن الأمريكية التي حدثت مؤخراً تمت خارج منطقة البحر الأحمر، ما يشير إلى أن هذه المنطقة الحيوية باتت خالية من السفن الأمريكية أيضاً إلى جانب الإسرائيلية، وهذا لا شك له دلالاته العسكرية والإستراتيجية على مسرح المواجهة.
وكان قائد أنصار الله في اليمن، عبدالملك الحوثي، قد أشار في خطابه الأخير، إلى أن حركة السفن الأمريكية التي كانت تمر عبر البحر الأحمر انخفضت بنسبة 80%، مؤكداً أن “هذا انتصار وإنجاز كبير بعون الله تعالى”، وموضحاً أن الأمريكي استبدل حركته إلى طرق بعيدة مثل المحيط الهندي، ورغم ذلك يواجه خطرا متزايدا يوما بعد آخر. وأضاف السيد الحوثي أن ” عمليات التأمين على السفينة الواحدة لبعض الشركات في أمريكا بلغت 50 مليون دولار، وهذا غير مسبوق ويمثل مشكلة حقيقية لهم”.
ويجب الإشارة هنا إلى أن خلو الممر البحري الهام من حركة السفن الأمريكية، يأتي بالتزامن مع إعلان 3 دول أوروبية سحب بوارجها من البحر الأحمر، ما يعني أن هناك مخاوف حقيقة لدى أمريكا والدول الأوروبية من الاستهداف اليمني الذي بات وقوعه أمراً واقعا لا محالة تدركه هذه الدول، وهو ما يكشف مدى دقة الأسلحة اليمنية في إصابة أهدافها، وهذا بدوره يؤكد حقيقة أن القوات المسلحة اليمنية باتت تفرض سيطرة كاملة على أهم الممرات البحرية في العالم.
وفي مقابل هذه السيطرة الذي يُثبّت اليمن من خلالها معادلته البحرية، تفقد الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والكيان الصهيوني وبقية القوى الغربية، هيمنتها على المنطقة الإستراتيجية، بالتالي فإن هذه المعادلة من الطبيعي أن تنعكس تداعياتها تلقائيا على مستقبل التحالف الأمريكي الأوروبي في البحر الأحمر الذي يظهر اليوم متشظياً وفي أسوأ حالاته مع إخفاقاته المتواصلة في فك الحصار اليمني المفروض على الملاحة الإسرائيلية.
بالتالي، يمكن التأكيد أنه ومثلما أسقطت المقاومة الفلسطينية الردع الإسرائيلي في 7 أكتوبر وما تلاه من صمود وثبات خلال معركة طوفان الأقصى، فإن اليمن قد أسقط عملياً قوة الردع الأمريكية الغربية في البحر الأحمر، لاعتبارات السيطرة والنفوذ بالنسبة للحضور الأمريكي الذي يتهاوى اليوم تحت رحمة الصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية، وعمليات الاستهداف المركزة لها على إمتداد المنطقة البحرية الحيوية، في ظل فشل عسكري وتقني للتحالف الأمريكي الأوروبي.
إلى ذلك، فإن سقوط قوة الردع الأمريكية الغربية في منطقة البحر الأحمر، سيكون له تأثيرات مباشرة على مستقبل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، باعتبار أن سقوط هذه القوة سيرفع تلقائياً الحماية على الكيان الصهيوني، والذي بدون أدنى شك لن يستطيع بمفرده تحمّل الضغوط التي تشكلها جبهات المقاومة المساندة لغزة، وعلى رأسها الحصار اليمني الذي تسبب بشلل كبير في الاقتصاد الإسرائيلي باعتراف العدو نفسه، وهذا قد يضعنا أيضاً أمام متغيرات جديدة على الساحة الإقليمية والدولية.