الحسني يكتب: رسالتي للأنصار والإصلاح
وما يسطرون – عادل الحسني – المساء برس|
هذه كلماتي النابعة من حب وحرص على اليمن أولًا ثم على الكيانات الوازنة ذات الثقل الوطني والتأثير الإقليمي
الأنصار والإصلاح مستهدفان، ولكن لا يُراد القضاء عليهما
فكيف يُفسر ذلك؟
إنَّ المخابرات العالمية ووكلائها الإقليميين يعلمون جيدًا تفاصيل الجماعات والحركات المحلية الفاعلة في دول المنطقة، ويعلمون أي الجماعات اليمنية التي تمتلك حواضن ومشروع وبرنامج وهدف وحيازة، ولا يمكن نكران أنَّ أنصار الله والإصلاح هما الأعلى تصنيفًا بين الجميع، فإلى جانب القاعدة الفكرية والمنطلق الديني، فلهما حضور سياسي وجاهزية عسكرية لا يمكن تجاوزها.
قد يكون اليوم موقع الأنصار أقوى ومتقدم على الإصلاح فيما يخص المشاركة في قضايا الأمة؛ ذلك أنَّ قيادة الجماعة مدركة لدورها وتواكب الأحداث، وقد تمكنت من صناعة رؤية موحدة يؤمن بها كل منتمي الجماعة.
جماعة أنصار الله هي جماعة يافعة فتيَّة، تعيش إحدى أهم مراحلها، ولها مخزون بشري كبير، كما وتحركها الدماء الشابة النشطة والمتفاعلة بصدق مع كل حدث، ولا ننسى كذلك وجود الحليف الصادق.
والإصلاح كذلك كان له وجود ضخم في سنوات مضت، وانحسر وجوده شيئًا فشيئًا، ولكن لا يزال تأثيره حاضر، وهو امتداد للإخوان المسلمين في العالم الإسلامي، ويمتلك فكرة وأيدلوجية وعلاقات تحافظ على اندثاره.
تراشق الكلام المُرسل بين أفراد من الجماعتين، كمن يقول بإنَّ أنصار الله صناعة غربية، أو من يقول بإنَّ الإصلاح منخرط مع صـ ـهـاينة العرب، فجميع ذلك طرح لا يرقى إلى أن يتم مناقشته والرد عليه، فالجماعتان يمنية، وهما هدف فعلي للخارج، سواءً بالصراع المباشر أو بالهضم وقصقصة الأجنحة.
الطيران الذي ضرب الأنصار في جنوب اليمن والساحل الغربي وفي مناطق نفوذه في شمال الوطن، قد ضرب الإصلاح على مشارف عدن وشبوة.
الفرق أنَّ هناك جماعة قررت الرد والحفاظ على القرار اليمني والدفاع عن الحق اليمني، وهناك جماعة خفضت الرأس، وكان لها حسابات أخرى، وسمَّت الأمور بغير أسمائها، واعتبرت المعتدي حليفًا.
من مصلحة الخارج وجود صراع بين الأنصار والإصلاح، صراع يُبنى على الأيدلوجية، ويُوقد بالجُند والسلاح، ليتم ضمان بقاء اليمن منطقة صراع أبدية، وبطبيعة الحال فإنَّ الصراعات لا تولد إلا اضطرابات وخسائر، وهو ما يبحث عنه الغرب ووكلاء المنطقة للأهداف العامة والخاصة.
الإخوة في الأنصار والإصلاح
خذوها مني ودعوها بي، والله لو التقيتم بصدق ووفاء، وتنازل بعضكم لبعض؛ لحُلت الكثير من مشاكل اليمن، وأهمها الحرب العبثية، ولخرجت قوى الخارج تجر أذيالها.
من عدل التاريخ أن تتصدر الفئة الأكثر ثباتًا، وهي سنة الله في خلقه، وقد كان للإصلاح فتراته، ولو أنَّ الهدف الوطن فيجب أن تكونوا سندًا وركنًا شديدًا للبناء والنماء.
أما الإخوة في أنصار الله، لم تصلوا إلى هذه النقطة إلا بعد صدق العمل، واعتبار اليمن القضية الأم، ولو أردتم معيَّة الله في قادم المراحل فاعملوا بالأسباب، وافتحوا أبوابكم للجميع، واحتووا كل من ينتمي إلى اليمن.
لا بد من القيام بخطوات عملية جادة، كوجود ضمانات حقيقية تمهد عودة الإصلاح وغيره إلى المشهد السياسي في صنعاء، وتفعيل دور مؤسساتهم ومعاهدهم وجامعاتهم، والعودة إلى مقراتهم.
نحن في مرحلة الحرب الأخيرة، وعلى القاعدين على كراسي صنعاء التفكير بالتالي، فانتهاء الحرب يعني بداية لمرحلة جديدة، وعقلية السلم تختلف تمامًا عن عقلية الحرب، وبناء الدولة يساوي صعوبة الدفاع عن أرضها.
نحن بحاجة لطي صفحة الماضي، وأن نكون كبارًا بحجم البلد الذي ننتمي إليه، وأن نكون عظماء بقيم ديننا العظيم الذي يجمعنا.
واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا