بالتفاصيل الدقيقة.. أدوار الدول العربية التي شاركت سراً في صد الهجوم الإيراني على إسرائيل
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
كشف تقرير لمجلة إنترسبت الأمريكية، كتبه الصحفيان، دانيال بوجوسلاف وكين كليبنشتاين، عن طبيعة مساهمة ومشاركة بعض الدول العربية في التصدي للهجوم الإيراني ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي والذي وقع السبت الماضي.
وقال التقرير “على الرغم من أن العراق والأردن والسعودية شاركوا بشكل مباشر في الدفاع عن إسرائيل، واعترضوا الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيراني ودعموا العملية الدفاعية عن إسرائيل، فإن كل جميع هذه الدول الثلاث ليست على استعداد للاعتراف علناً بمشاركتها، وأمريكا تتفهم رغبة هذه الدول في عدم الاعتراف علناً بمشاركتها في حماية إسرائيل مع أمريكا”.
كما كشف التقرير أن هناك دولاً أخرى اشتركت في الدفاع عن إسرائيل لكن بشكل غير مباشر، وهي “قطر والإمارات والكويت والبحرين” والتي ساهمت من خلال ارتباطها بشبكة الدفاع الجوي والصاروخي التي تقودها الولايات المتحدة.
وتأكيداً لما كشفه زعيم أنصار الله السيد عبدالملك الحوثي في خطابه أمس الخميس من أن الولايات المتحدة الأمريكية هي من قادت بشكل كامل التصدي للهجوم الإيراني، يكشف التقرير الأمريكي نقلاً عن مصادر عسكرية، أن “ضباطاً عسكريون أمريكيون تمركزوا في جميع أنحاء المنطقة لتنسيق الرد الموحد وتدريب الشركاء السريين”.
ويضيف التقرير أن الشركاء السريين الذين دافعوا عن إسرائيل وحاولوا حمايتها من الهجوم الإيراني يبذلون قصارى جهدهم لإنكار أدوارهم، ومع ذلك فإنهم يتواصلون سراً مع إسرائيل وأمريكا لإبلاغهما أنهم لن يستمروا في مواصلة التعاون مع إسرائيل إلى هذا المستوى في حال عادت إسرائيل وصعدت من جديد ضد إيران.
مستويات المساهمة العربية في الدفاع عن إسرائيل من الهجوم الإيراني
بحسب إنترسبت، فإن الأردن وبحسب اعتراف النظام الأردني نفسه، شارك بطائراته الإف 16 في التصدي للهجمات الإيرانية حيث انضمت كل طائرات الأردن الحربية من طراز إف 16 إلى سرب الطائرات من نفس النوع الأمريكية والبريطانية والفرنسية والإسرائيلية التي حلقت كلها في سماء الأردن وقامت بإسقاط عدد من الطائرات بدون طيار الإيرانية فوق الأجواء الأردنية وفوق رؤوس المواطنين الأردنيين.
الأردن لم تجد حرجاً في الاعتراف بهذه الخيانة مبررة فضيحتها بالقول إنها “تواجه كل ما يشكل تهديداً للأردن وأن أولويتهم حماية الأردن وحماية حياة الأردنيين”، حسب ما قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إضافة لتأكيد الملك الأردني لاحقاً حين قال مبرراً مشاركة الأردن في صد الهجوم الإيراني بأن “أمن الأردن وسيادته فوق كل اعتبار”، باعتبار أن دخول الطائرات المسيرة الإيرانية الأجواء الأردنية للمرور منها بهدف الوصول إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة هو انتهاك للسيادة الأردنية، بينما لا يرى ملك الأردن أن استخدام الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا وإسرائيل للأجواء الأردنية طوال الـ12 ساعة التي استمرت خلالها العملية العسكرية الهجومية الإيرانية من أجل التصدي للطائرات الإيرانية انتهاكاً لسيادة الأردن، كما لا يرى العاهر الأردني أن استخدام أمريكا قاعدة موفق السلطي الجوية في الأردن كمنطلق للطيارين الأمريكيين بطائرات إف 15 إي الأمريكية من أجل المشاركة في التصدي للهجوم الإيراني فوق الأجواء الأردنية، لا يراه ملك الأردن انتهاكاً لسيادة بلاده.
أما العراق فلم تكن مشاركتها مشاركة مباشرة، أو على الأقل لم تكن للعراق مشاركة بمحض إرادتها، فكما هو معروف فإن العراق لا يزال حتى اليوم خاضعاً للهيمنة العسكرية الأمريكية بما في ذلك المجال الجوي العراقي المتحكم به من قبل الجيش الأمريكي المتواجد في العراق، مع ذلك خرج رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني محاولاً تبرئة بلاده من أن تكون قد انطلقت منها أي هجمات نحو إسرائيل، وهو تصريح يكشف حجم الهوان والضعف لدى القيادة العراقية الحليفة لأمريكا التي لا تريد أن ينسب إليها أي عمل بطولي ضد العدو الإسرائيلي، لكن السوداني أيضاً لم يعلق على انتهاك الأمريكان لأجواء بلاده من خلال استخدام الجيش الأمريكي للأجواء العراقية من أجل إسقاط بعض الصواريخ الباليستية الإيرانية باستخدام منظومات الباتريوت التي لم تكن تعترف واشنطن من قبل أنها تنصب منصات دفاع صاروخي باتريوت في العراق وبشكل غير معلن، وكما هو حال الأردن ذهب السوداني إلى القول “العراق يرفض استخدام مجاله الجوي من أي دولة، لا نريد أن ينخرط العراق في منطقة الصراع”، وليس بيد العراق أي وسيلة لمنع أي اختراق لمجاله الجوي سواءً كان هذا الاختراق من إيران أو كيان الاحتلال الإسرائيلي، ولكن كان الأشرف لرئيس الوزراء العراقي الصمت وعدم التعليق أفضل بكثير من تبني موقف الذل والهوان والخنوع لإسرائيل، إذ أن من العيب على دولة سبق أن أطلقت 39 صاروخاً باليستياً على كيان الاحتلال الإسرائيلي قبل عقود أن يأتي اليوم الذي ترفض فيه مرور صواريخ أو طائرات لدولة إسلامية مجاورة لها فوق مجالها الجوي بقصف ضرب كيان الاحتلال الإسرائيلي الذي يحتل ويغتصب الأراضي العربية الفلسطينية.
أما السعودية فلا تزال مشاركتها المباشرة محل شك، فبينما تقول الصحافة الإسرائيلية أن السعودية اعترفت عبر مصدر سعودي مسؤول تحدث لوسائل إعلام إسرائيلية منها إذاعة كان نيوز الإذاعة العامة الإسرائيلية الناطقة بالإنجليزية، بأنها ساعدت التحالف العسكري الإقليمي الذي تم تشكيله حديثاً لمواجهة وصد الهجوم الإيراني، ذهبت السعودية إلى نفي هذه الروايات زاعمة إنها لم تشارك في اعتراض الهجمات الإيرانية.
أما المشاركة السعودية غير المباشرة فقد تأكدت بالفعل من خلال فتح المجال الجوي السعودي أمام الطائرات الأمريكية الخاصة بتزويد المقاتلات بالوقود في الجو، حيث ظلت الطائرات الأمريكية من طراز كي سي 135 الخاصة بتزويد المقاتلات بالوقود في الجو، ظلت تحلق في المجال الجوي السعودي خلال مدة الضربة الإيرانية، وتقيم الولايات المتحدة قاعدة جوية لها خاصة لتزويد الطائرات بالوقود في الجو داخل السعودي وتحديداً في قاعدة الملك عبدالعزيز الجوية في الظهران.
أما المشاركة الأخيرة للسعودية في الدفاع عن كيان الاحتلال الإسرائيلي فقد تمثلت أيضاً في أن كل أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية ورادارات الرصد والمراقبة الجوية في المناطق الشرقية للسعودية قد جرى استخدامها وتوظيفها بالكامل ضمن السبع طبقات وأحزمة التي شكلتها أمريكا قبيل الضربة الإيرانية من أجل حماية إسرائيل من الهجوم الإيراني ومحاولة التصدي له والذي لم يفلح كلياً في صد الهجوم الإيرني.
وفي المحصلة، تختلف مستويات المشاركة العربية المتصهينة في حماية كيان الاحتلال الإسرائيلي من استهدافه من قبل إيران وهو الاستهداف الذي يأتي في سياق توسع الصراع وتمدده في المنطقة بسبب استمرار كيان الاحتلال الإسرائيلي بحربه العدوانية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة للشهر السابع على التوالي، حيث تختلف مستويات المشاركة من بلد إلى آخر، إلا أن الأكثر وقاحة من بين هذه الدول هو النظام الأردني الذي لم يكتفِ بالمشاركة التصدي للهجمات الإيرانية ضد إسرائيل فقط بل ويتفاخر ويعترف علناً بأنه قام بإسقاط عدد من الطائرات المسيرة الإيرانية التي كانت موجهة ضد إسرائيل وهو موقف يستدعي من الشعب الأردني إعادة النظر في قيادته التي تضع الأردن رهينة السيادة الإسرائيلية والأمريكية من دون أي اعتبار لسيادة الأردنيين على مقدساتهم وبلادهم.