حتى اليوم.. الرياض ترفض عرض زعيم أنصار الله (إطلاق طيار سعودي و4 ضباط كبار مقابل إطلاق قيادات حماس المعتقلين بالسعودية)
خاص – المساء برس|
لا تزال السعودية ترفض منذ العام 2020 وحتى اليوم العرض الذي قدمه لها زعيم أنصار الله بشأن القيادات الفلسطينية المعتقلين لدى السعودية.
وكان زعيم أنصار الله السيد عبدالملك الحوثي في خطابه يوم 26 مارس 2020 بمناسبة الذكرى الخامسة لشن العدوان على اليمن من قبل التحالف السعودي المدعوم أمريكياً، قد قدم عرضاً للسعودية يتمثل بصفقة تبادل أسرى بين صنعاء والرياض على أن يكون الأسرى المفرج عنهم من قبل الرياض هم قيادات حركة حماس الذين كانوا موجودين في السعودية والذين تعرضوا للاعتقال من قبل النظام السعودي عام 2019 ووجهت لهم تهم “دعم جماعات إرهابية” في إشارة إلى دعم المقاومين في فلسطين.
وقال الحوثي حينها “نعلن استعدادنا التام للإفراج عن أحد الطيارين الأسرى مع أربعة من ضباط وجنود المعتدي السعودي مقابل الإفراج عن المختطفين من حركة حماس”، معبراً عن “استنكارنا الشديد لما تقوم به السلطات السعودية من اختطاف لأعضاء في حركة حماس ومحاكمتهم”.
ويوجد لدى صنعاء عدد من الأسرى من الضباط والطيارين السعوديين الذين تم أسرهم أثناء المعارك بين قوات صنعاء والتحالف السعودي الإماراتي، ومن بين هؤلاء الأسرى عدد من الطيارين الذين تم أسرهم بعد استهداف طائراتهم بالدفاعات الجوية اليمنية، حيث وبرغم ثقل هذا النوع من الأسرى والذي كان يمكن لصنعاء استغلاله لدفع السعودية للمضي نحو صفقة تبادل أسرى للإفراج عن أكبر عدد من الأسرى اليمنيين، إلا أن زعيم أنصار الله فضّل التخلي عن هذه الورقة والقبول بإطلاق سراح أحد الطيارين مع 4 ضباط آخرين من القيادات السعودية المأسورين لدى صنعاء مقابل أن تطلق السعودية سراح المعتقلين الفلسطينيين من حركة حماس الذين كانوا مقيمين في السعودية بشكل رسمي وكانوا ممثلين عن حركة حماس في السعودية.
وكانت السعودية وفي عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والذي هندس لصفقة القرن التي شملت التطبيع العلني بين الإمارات والكيان وأعلن القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي وأعلن أن الجولان السوري المحتل أيضاً هي أراضٍ تابعة للاحتلال الإسرائيلي، كانت الرياض حينها قد بدأت بالمضي في خطوات التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي وتمهيداً لذلك باشرت الرياض باعتقال قيادات حماس الموجودين داخل الأراضي السعودية وتوجيه تهم زائفة لهم لتبرير اعتقالهم.
وبعد إعلان زعيم أنصار الله عن صفقته المعروضة أمام النظام السعودي، أصدرت قيادة حركة حماس في اليوم التالي بياناً رسمياً ردت فيه على “مبادرة السيد عبدالملك الحوثي بخصوص المعتقلين الفلسطينيين في السعودية”، حيث نشرت الحركة في موقعها الرسمي تصريحاً صحفياً جاء فيه إن الحركة “تابعت باهتمام المبادرة المقدرة التي أطلقها السيد عبد الملك الحوثي بخصوص مبادلة الأسرى لديهم مقابل إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين في المملكة العربية السعودية”.
وأعلنت الحركة تقديرها العالي لما وصفته بـ”روح التآخي والتعاطف مع الشعب الفلسطيني ودعم صموده ومقاومته”، وأضافت “ونعبر عن شكرنا على هذا الاهتمام والمبادرة”.
وجددت الحركة في بيانها مطالبة السعودية “بضرورة الإفراج العاجل عن جميع المعتقلين الفلسطينيين من سجون المملكة” مشيرة إلى أنها تطالب السعودية بالإفراج عن المعتقلين باستمرار على مدى قرابة عام كامل، لافتة إلى أن آخر هذه المطالبات “دعوة رئيس المكتب السياسي للحركة الأخ المجاهد إسماعيل هنية لملك السعودية الملك سلمان بن عبد العزيز للإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين الذين لم يسببوا ضررا للمملكة، واحترموا أصول الضيافة في بلد شقيق دون مقابل أو شرط، فلا ذنب اقترفوه ولا جرم قاموا به”.
ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم، وعلى الرغم مما يقترفه كيان الاحتلال الإسرائيلي من جرائم وحشية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وفي الوقت الذي تقف فيه حركة حماس ومجاهديها في كتائب القسام ومعهم حركة الجهاد الإسلامي ومجاهديها في سرايا القدس كحائط صد منيع لمنع الاحتلال الصهيوني من احتلال قطاع غزة، يواصل النظام السعودي اعتقال قيادات حماس داخل السعودية في الوقت الذي تزعم فيه السعودية أنها تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، إضافة إلى ما يمارسه الإعلام السعودي من حملات تشويه وتشكيك وتظليل ضد المقاومة الفلسطينية وكل من يساند المقاومة الفلسطينية في المنطقة، وتقديم خطاب إعلامي يتبنى بشكل واضح الخطاب الصهيوني.