مصدر بالخارجية اليمنية لـ”المساء برس”: دول “أسبيدس” الأوروبية شرعت بالتنسيق المباشر معنا منذ اليوم الأول ولا صحة لوساطة عمانية
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
نفى مصدر في الخارجية اليمنية في صنعاء، صحة الأنباء المتداولة، بشأن سبب زيارة قائد القوة البحرية الأوروبية المنتشرة في المنطقة الممتدة من مضيق هرمز حتى خليج عدن (أسبيدس)، لسلطنة عمان والتي تداولت مواقع إخبارية إن سببها توجه القوة الأوروبية للتنسيق مع صنعاء عبر وساطة عمانية.
وكانت بعض الدول الأوروبية قد شكلت قوة عسكرية بحرية مكونة من 4 سفن حربية جرى إحضارها للمنطقة بهدف حماية سفن الملاحة التجارية الأوروبية أثناء عبورها من مضيق باب المندب بعد أن قررت صنعاء منع الملاحة الإسرائيلية من العبور من المنطقة رداً على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة واستمرار فرض الحصار على الشعب الفلسطيني هناك، حيث تشكلت هذه القوة بعد أن بدأت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بتصعيد التوتر وعسكرة البحر الأحمر وخليج عدن بهدف حماية سفن كيان الاحتلال الإسرائيلي وإعادة فرض عبورها بالقوة من البحر الأحمر إلا أنها فشلت في ذلك واضطرت لشن هجمات عدوانية ضد اليمن والتي فشلت أيضاً في إيقاف وتحييد اليمن عن تنفيذ قراره بقطع كلي للملاحة الإسرائيلية من العبور من مضيق باب المندب.
وقال المصدر في الخارجية اليمنية بصنعاء في تصريح خاص لـ”المساء برس”، إن ما تداولته بعض وسائل الإعلام من أن (أسبيدس) طلبت من سلطنة عمان التخاطب مع صنعاء لفتح قنوات اتصال بين القوة الأوروبية وصنعاء غير صحيح، وأكد أن التنسيق بين الدول الأوروبية المشاركة في (أسبيدس) مع الجمهورية اليمنية عبر صنعاء هو قائم وبشكل مباشر من دون أي وسطاء منذ أن اتخذت الدول الأوروبية قرار تشكيل هذه القوة البحرية الرمزية، حيث أشار المصدر الدبلوماسي إلى أنه “لم تحضر القوة البحرية الأوروبية أسبيدس إلى المنطقة إلا بعد أن قامت الدول الأوروبية المشاركة بالتنسيق بشكل مباشر مع صنعاء وبشكل رسمي وذلك لضمان عدم حدوث صدام عسكري بين البحرية اليمنية وقوة أسبيدس، إلا أنه لم يتم الإعلان من قبل الدول الأوروبية عن هذا التنسيق بشكل رسمي تجنباً لأي صدام سياسي مع الولايات المتحدة الأمريكية خاصة أن هذا التنسيق جاء بعد أن رفضت هذه الدول طلب أمريكا بالمشاركة معها في التحالف الثنائي الأمريكي البريطاني العسكري ضد اليمن وخاصة بعد أن رأت الدول الأوروبية النتائج العكسية التي ارتدت على الملاحة الأمريكية والبريطانية بعد شن البلدان عدواناً على اليمن لحماية ملاحة كيان الاحتلال وانتهى الأمر بضم القيادية اليمنية للسفن الأمريكية والبريطانية إلى قائمة السفن المحظور عبورها من باب المندب”.
وقال المصدر إن دول الاتحاد الأوروبي شرعت وبادرت هي بالاتصال والتنسيق مع صنعاء بشكل رسمي ومباشر بدون وسطاء أو طرف ثالث، وذلك قبل أن يتم تشكيل “أسبيدس”، وأكد المصدر لـ”المساء برس” أن منتصف فبراير الماضي كان الاتحاد الأوروبي قد اختتم اتصالاته الرسمية والمباشر مع صنعاء للتنسيق بشأن عمل القوة البحرية الأوروبية (أسبيدس).
وأكد المصدر أن الاتحاد الأوروبي، خلال النصف الأول من فبراير الماضي، بادر بالاتصال بشكل رسمي ومباشر مع صنعاء وحينها أكد الاتحاد أنه لا علاقة له أبداً بتحالف الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وأن مهمته عبر قوة (أسبيدس) منفصلة تماماً وليس لها أي أهداف عدوانية تجاه اليمن وأن تشكيل القوة الرمزية كان بطلب من شركات النقل الأوروبية التي شكت للاتحاد الأوروبي صعوبة المرور بطريق الرجاء الصالح، على الرغم من أن صنعاء أوضحت منذ البداية أنها لا تستهدف أي سفن لأي دولة من مختلف دول العالم باستثناء السفن الإسرائيلية أو المتحهة أو القادمة من وإلى كيان الاحتلال الإسرائيلي إضافة للسفن المملوكة لأمريكا وبريطانيا فقط، فيما بقية سفن دول العالم المختلفة يمكنها أن تعبر من مضيق باب المندب بأمان وسلام، إلا أن حالة الإرهاب التي خلقتها الولايات المتحدة الأمريكية بعد قرار صنعاء حظر الملاحة الإسرائيلية من باب المندب، دفعت بشركات النقل العالمية إلى رفع مخاطر الإبحار من باب المندب واتخاذ قرار تجنب العبور منه والاتجاه لطريق الرجاء الصالح ظناً منها أن هذا الإجراء سيكون مؤقتاً وأن واشنطن ستتمكن من فرض إعادة الملاحة الإسرائيلية من باب المندب بالقوة، لكن مع استمرار قرار الحظر اليمني بسبب استمرار العدوان على قطاع غزة وفشل الردع الأمريكي في تحييد البحرية اليمنية، وجدت الشركات الملاحية الأوروبية التي اتخذت قرار تجنب العبور من المندب، صعوبة في مواصلة رحلاتها عبر الرجاء الصالح خاصة أن ذلك أدى لتزايد الأسعار وتأخر وصول البضائع في مواعيدها إضافة إلى ارتفاع كلفة النقل والتأمين الأمر الذي دفع بالشركات إلى التقدم بطلب للاتحاد الأوروبي بتشكيل قوة بحرية عسكرية ترافق سفن الاتحاد أثناء عبورها من خليج عدن وباب المندب والبحر الأحمر.
وقال المصدر الدبلوماسي في صنعاء، أن الأخيرة أكدت للاتحاد الأوروبي حينها أن الاتحاد ليس مضطراً لأن يشكل قوة بحرية لحماية سفنه التجارية وأن صنعاء تضمن للاتحاد الأوروبي سلامة وأمان عبور سفن الاتحاد التجارية من مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وأكد المصدر بقوله “ومع ذلك اتفقنا مع الاتحاد الأوروبي حينها بشأن هذه القوة البحرية واتفقنا على البقاء بشكل مستمر على تواصل ودائم ومنضبط بحيث يكون هناك تعاون وتكامل في المعلومات لتمرير السفن التي لا ينطبق عليها مواصفات السفن الممنوعة”، مشيراً إلى أن من نتائج التنسيق المباشر بين الاتحاد الأوروبي وصنعاء هو قرار رئيس المجلس السياسي الأعلى (المجلس الرئاسي) مهدي المشاط، بإنشاء “مركز عمليات التنسيق الإنساني وتنسيق العبور الآمن” لتنسيق عبور السفن غير المحظورة بشكل آمن وسلس.
وكانت وسائل إعلام محلية قد نشرت اليوم الأربعاء، معلومات نسبتها لمصادر وصفتها بـ”المطلعة” زعمت أن زيارة قائد قوة (أسبيدس) لسلطنة عمان ولقائه بسفير إحدى الدول الأوروبية لدى السلطنة هدفها “الطلب من الجانب العماني التنسيق مع صنعاء لمنع الصدام بين قوت صنعاء وقوات أسبيدس” وأضافت أن القوات الأوروبية “تحاول فتح قنوات اتصال وتنسيق تمكنها من مرافقة السفن التجارية الأوروبية وضمان عدم تعرضها لهجوم”.