ليست دولة.. (كيان الاحتلال) عبارة عن قاعدة عسكرية تحتاج لـ(4) دول بكل إمكاناتها العسكرية للدفاع عنها
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
دفع الكيان الإسرائيلي ومعه الإعلام الأمريكي والإعلام العربي المتصهين بتقديم سرديات للرد الإيراني العسكري على كيان الاحتلال منافية لحقيقة ما حدث، حيث هدفت إسرائيل من السرديات الزائفة إلى التقليل من أهمية الهجمة الإيرانية وإنكار حقيقة أن الردع الإسرائيلي انهار تماماً.
لكن ومع محاولة تكريس روايات تحاول تقديم إسرائيل على أنها المنتصرة، فإن هناك ما يبدد هذه الروايات ويفندها وباعترافات وإقرارات من الأمريكيين أنفسهم وحتى من الإسرائيليين، وعلى سبيل المثال ما حاولت إسرائيل وأمريكا الترويج له من أن “إسرائيل وأمريكا نجحتا في الدفاع عن إسرائيل ضد الهجوم الإيراني وتحقيق الردع”، فالإسرائيليون يقولون إنه لولا الدفاع عن إسرائيل من قبل الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين والأردنيين إلى جانب إسرائيل طبعاً لما تمكنت إسرائيل من صد معظم الهجمات الإيرانية، وهذا يعني أن إسرائيل لا تستطيع أن تدافع عن نفسها وتحتاج إلى 4 دول بكل عتادها العسكري وإمكانياتها لتوظيفها بالكامل للدفاع عن إسرائيل ضد هجوم من قبل دولة واحدة فقط.
السردية الإسرائيلية والأمريكية التي حاولت تقديم نتائج الهجوم الإيراني على أنه دليل على نجاح الدفاع عن إسرائيل وتحقيق الردع، كان الهدف منها بالنسبة للإسرائيليين “طمأنة الداخل الإسرائيلي الذي يشهد نزوحاً وهجرة عكسية من قبل المستوطنين الذين لم يعودوا يشعرون بالأمان حال بقائهم في فلسطين المحتلة”، كما تهدف هذه السردية إلى إيهام الإسرائيليين بأن “إيران لا تستطيع إلحاق الضرر بإسرائيل”، لكن هذه الدعاية مكشوفة ومفضوحة، فإسرائيل تحتاج لأربع دول 3 منها من كبرى القوى العالمية من ناحية القوة العسكرية للدفاع عنها ضد أي هجوم خارجي.
ذلك يعني أن إسرائيل ليست دولة بل عبارة عن قاعدة عسكرية لـ(أمريكا وبريطانيا وفرنسا) وعندما تعرضت هذه القاعدة العسكرية لهجوم خارجي اشتركت الثلاث الدول ووظفت كل إمكاناتها العسكرية المنتشرة في المنطقة للدفاع عن هذه القاعدة بما في ذلك مشاركة المنظومات والقوات التابعة لها والموجودة داخل القاعدة ذاتها في صد هذا الهجوم، ومع ذلك ورغم أن هذه الدول الثلاث استخدمت أراضي وأجواء دول أخرى في المنطقة ودفعت بإحدى الدول المجاورة للمشاركة أيضاً في صد الهجوم إلا أنهم جميعاً فشلوا في التصدي للهجوم بشكل كامل واستطاع الطرف المهاجم تحقيق جزء من أهدافه العسكرية والدليل على ذلك تدمير القاعدة العسكرية الإسرائيلية.
لم تنجح إسرائيل وأمريكا ومن معهما في ترويج وتكريس رواية (انتصار إسرائيل على إيران) على الرغم من التصريحات الإسرائيلية الداعمة لهذه الرواية مثل تصريح وزير دفاع الاحتلال يوآف غلانت والذي قال “مع الولايات المتحدة وشركاء إضافيين تمكنا من الدفاع عن أرض دولة إسرائيل”، وأيضاً ما قاله المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري والذي زعم قائلاً “اعترضنا 99% من المسيرات والصواريخ التي أطلقت باتجاه أراضاضينا، 170 مسيرة إيرانية و30 صاروخ كروز و120 صاروخاً باليستياً لم تتمكن أي منها من اختراق أراضينا”، وما بثته قناة الحرة الأمريكية من عناوين أبرزها “تمكنت إسرائيل من صد الهجوم الإيراني (غير المسبوق) بفضل نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي المتطور والمساعدات الحاسمة التي قدمتها الولايات المتحدة”، وأيضاً ما بثه الإعلام العربي المتصهين مثل قناة العربية السعودية التي عناوين شاشتها العاجلة “رد إيران: نجاح للردع وهزالة للنتائج الميدانية تثبيت التفوق الإسرائيلي وآفاق التصعيد”.
ولعل أبسط رد على كل هذا الإعلام والتضليل الذي مارسته إسرائيل وأمريكا والإعلام المتصهين العربي المتحالف معهما، هو ما التقطته كاميرات هواتف الفلسطينيين وبعض الإسرائيليين للحظات اختراق الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية لأجواء كيان الاحتلال وتساقطها كالمطر على أهدافها داخل الكيان.
وبعيداً حتى عن الفيديوهات التي تثبت زيف الادعاءات الإسرائيلية، صدرت تصريحات عديدة غربية تؤكد فشل الردع الإسرائيلي الأمريكي البريطاني الفرنسي الأردني ضد الهجوم الإيراني، حيث قال جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب في تصريح لشبكة سي إن إن الأمريكية حين كان يتحدث عن رد إسرائيل على الضربات الإيرانية، أشار إلى أن “ما شهدناه الليلة كان فشلاً ذريعاً في الردع الإسرائيلي والأمريكي.. فشلاً ذريعاً”، ويضيف بولتون “الفشل في ردع 200 صاروخ كروز وباليستي ومسيرة، بعد التقييم النهائي للأضرار أعتقد أنه على إسرائيل والولايات المتحدة إعادة تحديد معادلة الردع بصورة جذرية”.
حتى المراكز الإسرائيلية الحكومية ذاتها تقر بفشل الردع وفشل التصدي للهجوم حيث قال معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي إن “إسرائيل والولايات المتحدة فشلتا في ردع إيران عن الهجوم”، ويضيف المعهد التابع للموساد الإسرائيلي “تمكن الإيرانيون من إلحاق الأذى بإسرائيل، من دون إلزام واشنطن على الرد بالتعاون مع تل أبيب”.
والخلاصة: أنه مهما حاول الكيان ومعه واشنطن وأبواقهم الإعلامية العربية المتصهينة التقليل من نتائج الرد الإيراني، فإنه لا يستطيع أحد أن ينكر أن العملية العسكرية الإيرانية أغرقت أجواء كيان الاحتلال بالصواريخ والمسيرات لعدة ساعات، وأثارت الذعر والرعب لدى مستوطني الكين ونجحت الصواريخ والمسيرات في الوصول لأهدافها لا سيما القاعدة العسكرية التي انطلق منها الهجوم على القنصلية الإيرانية.