العربية: إسرائيل أثبتت أنها أقوى دولة في المنطقة.. وول ستريت جورنال: إسرائيل لا تستطيع الدفاع عن نفسها
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
في سياق الدفاع العربي المتصهين وبشكل مستميت عن كيان الاحتلال الإسرائيلي ومحاولة التشويش على الهجوم الإيراني على كيان الاحتلال الإسرائيلي، شن الإعلام العربي المتحالف مع كيان الاحتلال حملة إعلامية تشكيكية بشأن الهجوم الإيراني بدءاً بالترويج قبل الهجوم لرواية أن إيران لن تجرؤ على الرد على العدوان الإسرائيلي على قنصليتها في دمشق ومن ثم التشكيك في حقيقة الهجوم وسرد رواية أن الهجوم عبارة عن مسرحية متفق عليها بين طهران وتل أبيب، إلى أن وصل الأمر بقناة العربية السعودية لأن تنشر تحليلاً زعمت فيه أن الهجوم الإيراني على إسرائيل كشف أن الأخيرة لا تزال هي القوة العسكرية العظمى في المنطقة، تقول “العربية” هذا على الرغم من أن الإعلام الأمريكي ذاته يقر بأن إسرائيل دولة لا تستطيع حماية نفسها.
وفي تقرير لقناة “العربية” قالت القناة السعودية أن “المواجهات العسكرية الأخيرة أظهرت أن (إسرائيل) بفضل الدعم الأمريكي الغربي غير المحدود لا تزال الدولة الأقوى عسكرياً في المنطقة”، وهذه الرواية تقدم فيها القناة العربية إسرائيل على أنها قوة لا تقهر، بينما الإعلام الأمريكي ذاته يقدم الأمر على أنه هزيمة وفشل ردع إسرائيلي كون التصدي لجزء من الهجوم الإيراني لم يكن ليحدث لولا تشغيل أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وبعض الدول العربية المطبعة مع الكيان أيضاً مثل الأردن كل إمكاناتها العسكرية الأرضية والبرية والجوية والفضائية من أجل التصدي لهذا الهجوم، وهو ما يعني أن إسرائيل لا تستطيع الدفاع عن نفسها وأن كل السلاح الأمريكي والغربي المنتشر في المنطقة هو من عمل على التصدي للهجوم الإيراني، ومع ذلك فشل هذا التصدي في وقف الصواريخ الإيرانية التي وصلت أهدافها وضربت القواعد الإسرائيلية والمطارات المستهدفة.
في تقرير لها تقول الصحيفة الأمريكية الأشهر، وول ستريت جورنال، إن نطاق الهجوم الإيراني يجعله من بين أكبر الهجمات التي شوهدت في الحروب الحديثة.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن “قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها من دون مساعدة خارجية باتت سؤالاً مفتوحاً”.
وفي إشارة إلى أن إسرائيل لم تساهم إلا بالقدر اليسير من التصدي للهجمات الإيرانية، إشارة إلى حجم ضعف الدفاع الإسرائيلي، قال معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي إن “إسرائيل عملت الليلة الماضية (أي ليلة الهجوم الإيراني) للمرة الأولى، كجزء من تحالف، الأمر الذي يحد من حرية العمل في الاستجابة”.
كما قال المسؤولون الأمريكيون عقب الهجوم الإيراني، وفي محاولة منهم لعكس نتائج الهجوم وتصويرها على أنها انتصار لإسرائيل وأمريكا، قالوا إن أجهزة الاستخبارات ومنظومات الرصد والإنذار والتصدي التي بنتها أمريكا والغرب على مدى العقود الماضية في المنطقة العربية أثمرت وأتت أكلها بحماية إسرائيل” وذلك يعني أن التواجد العسكري الأمريكي والغربي في المنطقة العربية بما يمتلكه من ترسانة سلاح ومنظومات تجسس ورصد ودفاعات وأجهزة استخبارات إنما هو كله لحماية كيان الاحتلال الإسرائيلي الذي يغتصب ويحتل أراضينا العربية في فلسطين وجزء من سوريا ولبنان.
كما يقول المحلل العسكري في صحيفة “إسرائيل هيوم” الإسرائيلية، يوآف ليمورإنه، “مجدداً، “يتبيّن أنّ الكلام الإستعلائي المغرور في جانب، والواقع في جانب آخر”، في إشارة إلى تعليقات المسؤولين الإسرائيليين على نتائج الهجوم الإيراني العسكري والذي قاموا بتصويره على أنه هجوم فاشل وأن إسرائيل تفوقت في التصدي له.
وأكد المحلل العسكري الإسرائيلي بالقول “من دون الولايات المتحدة يصعب على إسرائيل حماية نفسها”، ويضيف “وفي الطريق ضمّوا إليهم بريطانيا، فرنسا، وألمانيا، إلى جانب عدد من دول المنطقة (السعودية والإمارات ومصر والأردن) التي وقفت جميعها مثل سور منيع إلى جانب إسرائيل”.
قناة العربية السعودية التي حاولت أن تكون صهيونية أكثر من الصهاينة أنفسهم، قالت في تقريرها إن “إسرائيل تمكنت من خلال شبكة دفاعها الجوية والتي تعتبر الأكثر تطوراً عالمياً من صد المسيرات والصواريخ الجوالة التي أطلقتها إيران والتي بلغ عددها مجتمعة نحو 200، بل إن جزءاً كبيراً منها أسقطته المقاتلات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية فوق الأراضية السورية والعراقية، بينما تكفلت منظومات إسرائيل للدفاع الجوي مثل القبة الحديدة ومقلاع داوود من تولي أمر ما وصل منها إلى أجواء إسرائيل”.
وأضافت القناة السعودية وهي متفاخرة بإسرائيل “أما الصواريخ الباليستية التي أطلقتها إيران والتي قدر عددها بحوالي 110 صواريخ فقد تمكنت منظومات آرو 3 الإسرائيلية بمساندة منظومات الباتريوت الأمريكية من تدمير 103 منها بالجو، فيما سقط فقط سبعة صواريخ في داخل قاعدة جوية إسرائيلية ومحيطها في صحراء النقلب مخلفة أضراراً مادية خفيفة ولم تؤد إلى إغلاق القاعدة، ولم يسقط أي إصابات ولا خسائر في البنية التحتية والعتاد الإسرائيلي”.
هذه الرواية التي تبنتها القنوات العربية المتحالفة مع إسرائيل، مصدرها كيان الاحتلال ذاته الذي حاول من خلالها إظهار الدعم الغربي والحماية الغربية لإسرائيل على أنه تحالف، وعلى أن إسرائيل ليست لوحدها وأن من يفكر في الاعتداء على كيان الاحتلال عليه أن يعرف أنه يعتدي على كل الدول التي عملت على التصدي للهجوم الإيراني والتي أوردها المحلل العسكري الإسرائيلي بأنها (أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والأردن ومصر والسعودية والإمارات)، ولكن في حقيقة كشف هذا الهجوم وطريقة وطبيعة التصدي له كيف أن القدرة على حماية إسرائيل مرهون ومشروط بطبقات الحماية المحيطة بالكيان وهذه الطبقات تتقدمها الترسانة العسكرية الأمريكية المنتشرة في المنطقة ومعها الترسانة العسكرية الغربية والأراضي والأسلحة والإمكانات العسكرية العربية في الدول المطبعة مع الكيان الصهيوني والتي مثلت كما وصفها الصحفي الإسرائيلي سياجاً منيعاً حال دول تعرض إسرائيل لأذى جسيم، كما كشف الهجوم الإيراني كيف يعمل النظام الدفاعي الغربي المخصص لحماية إسرائيل كما كشف أيضاً الدول العربية التي ساهمت في حماية كيان الاحتلال الإسرائيلي كالأردن التي ساهمت في إسقاط الطائرات المسيرة الإيرانية باستخدام سلاح الجو الملكي الأردني.