مشهد إنساني لا يُنسى
وما يسطرون – محمد بن عامر – المساء برس|
من أحد شوارع العاصمة اليمنية صنعاء، تبرز لنا لقطة إنسانية رائعة تعكس روح التضحية والعطاء
مساء ذلك اليوم، وبينما كانت قطرات المطر تتساقط بغزارة، ومع برودة الأجواء التي تعصف بكل شيء، كان هناك رجل من رجال المرور يقف على زاوية إحدى الشوارع يراقب حركة السير بنفس العزم والإصرار اللذين اعتاد عليهما.
وفي تلك الأثناء، وسط أمطار السماء الداكنة، حين يتنقل الناس بسرعة بحثًا عن ملجأ يأويهم من غزارة المطر، كان هناك رجل من ذوي الاحتياجات الخاصة يجلس على حافة الرصيف برفقة أطفاله الصغار.
ومع تساقط الأمطار وازدياد شدة البرد، كان الرجل المعاق يبدو عاجزاً عن المغادرة، فلم يكن لديه جاكيت واقٍ من المطر ليحمي نفسه من قساوة الظروف الجوية.
يلاحظ رجل المرور وضع ذلك المعاق والصمت الذي يعبر عن معاناته، ولم يتردد في التقدم بخطوات واثقة نحوه ثم يقوم بخلع جاكيته الواقٍ من المطر والذي يحمل شارة المرور ويضعه بلطف على كتفه لحمايته من قوة الطبيعة التي كادت أن تغلبه.
إن هذا الموقف البسيط يمثل قمة الإنسانية والتضحية من أجل الغير. فهو يعكس حقيقة أن مهمة رجال الأمن لا تقتصر على حفظ النظام فحسب، بل تمتد لمد يد العون لكل محتاج. كما أنه يؤكد على أهمية تعزيز روح التكافل والتضامن بين أفراد المجتمع.
ولا شك أن تلك اللحظة ستبقى خالدة في ذاكرة كل من شاهدها، فهي تلمع بالإنسانية والعطاء، وتجسد مدى تفاني رجال المرور وتفانيهم في خدمة المجتمع.
ولا ننسى أن هذا المشهد هو مجرد احدى نماذج العطاء في شوارع صنعاء، تلك القصص البسيطة الجميلة التي تجسد العطاء والإنسانية في أشدها.
وهكذا ينبغي أن يكون جميع رجال الأمن والمرور دائمي الاهتمام بمساعدة المحتاجين وذوي الاحتياجات الخاصة، متفانين في خدمة المجتمع بلا ملل. فهم بذلك قدوة للجميع في نشر روح الإنسانية والتضحية من أجل المجتمع اليمني.