أزمة تعصف بـ “بيت العنكبوت” حرمان الحريديم من الدعم المالي
متابعات خاصة – المساء برس|
تتفاقم الأزمة الداخلية في الكيان الصهيوني يوما بعد الآخر مع تمسك الحريديم بموقفهم الرافض للتجنيد في صفوف الجيش.
وصلت الأزمة إلى إصدار المحكمة العليا في الكيان قراراً بتجميد الدعم المالي لطلاب المدارس الدينية الملزمين بالتجنيد.
وبموجب القرار سوف يُجمّد الدعم المالي لطلاب المدارس الدينية الملزمين بالتجنيد، اعتباراً من الإثنين المقبل 1 أبريل، ما اعتبره مراقبون إسرائيليون ردا على مطالب مسؤولين في حكومة نتنياهو بـ”فترة تكيف مؤقتة” خوفا من عواقب المرسوم الجديد وعواقبه الفورية.
يذكر أن أمر المحكمة العليا ينص على أنه: “يُمنَع على المعنيين إجراء تحويلات مالية بغرض دعم المؤسسات التوراتية للطلاب الذين لم يحصلوا على إعفاء أو تأجيل للخدمة العسكرية، ولم يقدموا للتجنيد منذ 1 يوليو2023 بموجب قرار الحكومة”.
وكان كبير حاخامات الحريديم هدد حكومة الكيان الصهيوني بالهجرة من إسرائيل حال تم إجبارهم على التجنيد في صفوف الجيش الإسرائيلي.
وتبرز هذه الأزمة واحدة من أهم القضايا الشائكة في كيان العدو الصهيوني حيث يطالب فيه المناهضون لإعفاءات الكيانات الدينية من الخدمة في الجيش بالمساواة، ويعتبرون هذا الإعفاء أمرا عنصريا، فيما يعتبره المتدينون أمرا هاما للحفاظ على رجال الدين وتحفيزا للشباب للانخراط في هذه الكيانات الدينية التي يعزف عنها الكثير من الشباب نحو الهوية الغربية المنسلخة عن التعاليم الدينية.
ووصف مراقبون هذه الأزمة بأنها تكشف مدى هشاشة البيت الإسرائيلي من الداخل وتناقضه مجتمعيا، حيث يأتي رجال الدين والمتدينون في أي مجتمع في مقدمة الجيوش باعتبارات كثيرة من أهمها أن الدين يدعو للحفاظ على الدولة وهيبتها وقوتها والدفاع عنها من هجمات الأعداء، فيما يرى الحريديم في إسرائيل أن هذه المهمة ليست من شأنهم، وأن ما عليهم سوى، تعلم التوراة، و هداية الناس للالتزام بالتعاليم اليهودية، وأن سلاح الإيمان يغني عن السلاح المادي، ولهذا يشهد المجتمع الحريدي نموا أكبر من غيره حيث يتهرب الشبان الإسرائيليين من التجنيد الإلزامي عبر الانتساب إلى الحريديم، فضلا عن أن التلاميذ المنتسبين إليهم تقوم الدولة بدعمهم ماليا إذ يحصل كل طالب حريدي على مرتب شهري بقيمة 1200 دولار.
وفي سياق مرتبط كشفت الأزمة مع الحريديم عن حجم الخسائر البشرية الكبيرة في صفوف قوات الكيان الصهيوني والتي لم يشهد التاريخ لها مثيلا منذ احتلال الاراضي الفلسطينية، كما تكشف مخاوف وزارة الحرب الصهيونية من الانهيار الكامل في صفوف القوات الإسرائيلية، والتي تجلت من خلال الأعداد المهولة للفارين من المعارك في غزة، وامتلاء المستشفيات النفسية في كيان العدو بالجنود الذين فقدوا عقولهم من هول ما شاهدوه من النكال الذي حل بزملائهم في غزة، كما يتظاهر كثير من الجنود بالجنون لكي يهربوا من القتال.
كما أن دور حزب الله في شمال فلسطين المحتلة وسع من رقعة المعركة، وهذا يتطلب مشاركة عدد أكبر من الجنود الأمر الذي زاد من مستوى الأزمة في إسررائيل ببروز مشكلة تجنيد الحريديم إجباريا.