مصادر سياسية: المبعوث الأممي أبلغ صنعاء حرفياً أن الولايات المتحدة حذرته من إعلان إنهاء الحرب في اليمن
خاص – المساء برس|
كشفت مصادر سياسية، وفق ما تناقلته وسائل إعلام محلية، عن مستجدات ملف المفاوضات بين صنعاء والرياض بشأن إنهاء الحرب على اليمن وبند صرف مرتبات الموظفين المتوقفة بسبب نقل حكومة التحالف السعودي الإماراتي بطلب أمريكس في ٢٠١٦ بنقل وظائف البنك المركزي اليمني من صنعاء إلى عدن، وهو ما نتج عنه إخراج الملف الاقتصادي عن الحياد وتوظيفه ضمن الحرب ضد اليمنيين بعد الفشل العسكري للتحالف السعادي خلال العام والنصف الأولى من فترة الحرب الممتدة حتى اليوم، منذ ٢٦ مارس ٢٠١٥.
وقالت المصادر، حسب ما رصده “المساء برس”، إن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبيرغ، كان قد قدم خارطة طريق بشأن وقف الحرب في اليمن والحل السياسي والاقتصادي، في أكتوبر الماضي على كل من صنعاء والرياض،وكانت خارطة الطريق هي ما توصل له المبعوث من مفاوضات بين صنعاء من جهة والرياض من جهة مقابلة برعاية الوساطة العمانية.
وقالت المصادر أن المبعوث الأممي كان من المفترض أن يتجه برفقه وفد الوساطة العمانية، إلى صنعاء لوضع اللمسات النهائية لآلية إعلان الاتفاق النهائي، إلا أنه قوبل بضغوط أمريكية رافضة لهذه الخطوة ما اضطر المبعوث على وقع الضغوط الأمريكية إلى العودة إلى مقره مكتبه في المكتب الإقليمي للأمم المتحدة في العاصمة الأردنية عمّان.
وقالت المصادر أن المبعوث الأممي أبلغ صنعاء حرفياً أن الولايات المتحدة حذرته بشكل مباشر من أي خطوة لإعلان إنهاء الحرب في اليمن قبل أن تتوقف الهجمات اليمنية على الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، وحينها كانت الهجمات اليمنية تقتصر على الملاحة الإسرائيلية فقط قبل أن تدخل الولايات المتحدة وبريطانيا على الخط وتشن عدواناً على اليمن لحماية كيان الاحتلال الإسرائيلي.
المبعوث الأممي لليمن، هانس غروندبيرغ، كان قد المح إلى هذه التطورات خلال إحاطته أمام مجلس الأمن في الجلسة التي عقدت بشأن اليمن الأسبوع الماضي، وذلك حين ربط عرقلة جهوده لإعلان خارطة الطريق لوقف الحرب في اليمن بأحداث البحر الأحمر، على الرغم من أنه كان قد تم الاتفاق بشكل تفصيلي في بداية أكتوبر الماضي بين صنعاء والرياض عبر الوساطة العمانية على كل تفاصيل الخارطة بما في ذلك الترتيبات الاقتصادية وعلى رأسها إجراؤات حل أزمة صرف المرتبات لكافة موظفي الدولة والمتقاعدين، وكان من المفترض بعد أن وافق الطرفان على ذلك أن تتبنى الأمم المتحدة هي إعلان هذه الخارطة حسب ما كانت تنتظره صنعاء والرياض.
المصادر السياسية التي رصد المساء برس تصريحاتها، أكدت أن المملكة السعودية تعرضت لضغوط قوية وتدخلات من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك على خلفية الهجمات التي شنتها صنعاء على الملاحة الإسرائيلية وقرار حظرها كلياً من العبور من مضيق باب المندب، والتي زعمت واشنطن حسب تبريراتها للرياض أنها هي من منعت من إتمام تلك الخطوة، على من أن ما تم تحقيقه، حسب المصادر، من اتفاق على كل القضايا الخلافية التي كانت عالقة بين صنعاء والرياض وهي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك منذ بدء المفاوضات بين الطرفين، ومن تلك الملفات إعادة الإعمار والانسحاب الأجنبي من اليمن والجدول الزمني لكل خطوة وآلية إعادة تصدير النفط اليمني وآلية توريد العائدات إلى مركزي صنعاء والعملة التي ستورد بها تلك العائدات وأيضا الآلية التي سيتم عبرها صرف مرتبات الموظفين.
الجدير بالذكر أن حتى المسؤولين الأمريكيين كوزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن والمبعوث الأمريكي لليمن تيم ليندركينغ والسفير الأمريكي جميعهم صرحوا اكثر من مرة أن الاتفاق السياسي في اليمن مرهون بوقف صنعاء مساندتها للشعب الفلسطيني عبر وقف هجماتها للسفن الإسرائيلية في البحر الأحمر.