قادة الأسطول الأمريكي بالبحر الأحمر ل”بي بي سي”: القوات اليمنية أكبر تحدي للبحرية الأمريكية في التاريخ الحديث
ترجمة خاصة – المساء برس|
وصفت قناة بي بي سي البريطانية المعركة التي تواجهها البحرية الأمريكية بقيادة حاملة الطائرات “دوايت دي آيزنهاور” في البحر الأحمر في مواجهة البحرية اليمنية التابعة لصنعاء، بأنها معركة لا هوادة فيها.
وأقرت البي بي سي البريطانية في تقرير لها، أنه التهديدات من اليمن لا تقتصر فقط على سفن كيان الاحتلال التجارية والسفن التجارية الأمريكية والبريطانية، وإنما تشمل أيضاً مجموعة حاملات الطائرات الأمريكية التي تتعرض “لتهديد مستمر أيضاً”.
ووصف الكابتن ديف ورو، الذي يقود المدمرات الأربع التابعة للبحرية الأمريكية والتي توفر حماية إضافية لحاملة الطائرات آيزنهاور، وصف الهجمات اليمنية بأنها “أشياء مميتة”.
وسرد الكابتن ورو، كمية الأسلحة التي تتعرض القوات الأمريكية للقصف بها من قبل البحرية اليمنية بأنها تشمل: “الصواريخ الباليستية المضادة للسفن، وصواريخ كروز، والمركبات الجوية بدون طيار، والسفن السطحية غير المأهولة، والآن السفن غير المأهولة تحت الماء، أو UUVs، وجميعها محملة بالمتفجرات”.
وقال قائد الأسطول الأمريكي في البحر الأحمر، أيضاً أن من أسماهم “الحوثيين” في إشارة للقوات المسلحة اليمنية، “يشكلون التحدي الأكبر للبحرية الأمريكية في التاريخ الحديث”، وهو توصيف لم يسبق أن أطلقته القوات الامريكية على أي من خصومها العسكريين التقليديين.
وقال ورو، إن الهجمات اليمنية مكثفة جداً وأنه لم يسبق أن تعرضت البحرية الأمريكية لهذا الكم الهائل من الصواريخ والطائرات والزوارق السطحية والغواصات المتفجرة بشكل يومي منذ الحرب العالمية الثانية، واصفا المنطقة التي تنتشر فيها قواته في البحر الأحمر تتعرض لإطلاق النار عليها كل يوم.
ويضيف الكابتن ورو “كما أن وتيرة العمليات على حاملة الطائرات نفسها كانت بلا هوادة، حيث تم تنفيذ العشرات من الطلعات الجوية على مدار الساعة”.
الضابط الذي يعمل في برج المراقبة على حاملة الطائرات الأمريكي، جورج زينتاك، يقول للبي بي سي إنه عمل لثلاثين عاماً في البحرية الأمريكية، ويضيف “ربما يكون هذا هو أكبر عدد طيران قمت به في إحدى عمليات الانتشار – فنحن نطير طنًا كل يوم”، في إشارة إلى حجم ووزن المتفجرات التي تحملها المقاتلات الأمريكية والتي تلقيها إما هلى الطائرات بدون طيار المنية قبل وصولها لأهدافها أو لاستهداف منظومات الصواريخ التي تطلقها البحرية اليمنية على المدمرات الأمريكية او السفن المرتبطة بكيان الاحتلال الإسرائيلي.
وتصف البي بي سي، في تقريرها المشهد على سطح حاملة الطائرات الأمريكية بالقول “يصطف صف تلو الآخر من الذخائر في الحظيرة، جاهزة للتحميل”، في مؤشر على حجم وضراوة المواجهة والخسائر التي تتكبدها الولايات المتحدة يومياً من قنابل وصواريخ تطلقها من الجو على الطائرات المسيرة اليمنية او تلك التي تقصف بها الداخل اليمني من دون فائدة في تحقيق الأهداف المطلوبة وهي منع القوات اليمنية من مواصلة حظرها للملاحة الإسرائيلية من العبور بمضيق باب المندب وحالياً من العبور بالمحيط الهندي نحو طريق الرجاء الصالح.
وفي إشارة إلى أن الهدف الحقيقي من الحرب التي تخوضها البحرية الأمريكية في اليمن هو حماية كيان الاحتلال الإسرائيلي وأن واشنطن ليست مضطرة لتحمل كل هذه الكلفة من أجل الطرق الملاحية، قالت البي بي سي، “في العادة، ينقل البحر الأحمر حوالي 20% من التجارة البحرية العالمية. إنه الطريق الرئيسي إلى أوروبا عبر قناة السويس. إنه أمر أقل أهمية بالنسبة لأمريكا، لكنهم هم الذين يبذلون قصارى جهدهم لمحاولة استعادة حرية الملاحة”، وهذا الحديث يناقض ما يصرح به القادة العسكريون الأمريكيون لجمهورهم في الداخل الأمريكي ولمجلس الشيوخ الأمريكي، حيث أنكر قائد القيادة المركزية الأمريكية عند استجوابه من قبل اللجنة العسكرية بمجلس الشيوخ بشأن ما تفعله البحرية الأمريكية في اليمن، وهل صحيح أن دافعي الضرائب الأمريكيين هم من يتحملون تكلفة ما تقوم به أمريكا دفاعاً عن الملاحة الإسرائيلية والبريطانية في البحر الأحمر، أجاب الجنرال مايكل كوريلا أن ذلك غير صحيح وأن الدول الأخرى تتحمل أيضا تكاليف ما يحدث في البحر الأحمر، وهو أمر غير صحيح بحسب ما كشفته البي بي سي البريطانية.
وأضاف تقرير القناة البريطانية “وأثناء وجودنا على متن الطائرة، قيل لنا إن الحوثيين أطلقوا صاروخًا باليستيًا آخر، يتحرك بسرعة تزيد عن ثلاثة أضعاف سرعة الصوت. لدى أطقم المدمرات الأمريكية دقائق فقط لتعقبهم وإسقاطهم. في هذه المناسبة كان الصاروخ خارج المدى وسقط الصاروخ في الماء”.
يقول الكابتن كريس هيل، قائد سفينة آيك، ضمن الأسطول الأمريكي في البحر الأحمر، أن “من الصعب تحديد الفوز والخسارة في هذا النوع من الصراع”، ويضيف: “من الناحية المثالية، نريد وقف كل هجوم للحوثيين”، وعندما سأله مراسل القناة عما إذا كان ذلك ممكنا، أجاب الكابتن هيل بالقول”من الصعب قول ذلك”.