بيان أمريكي تصعيدي ضد صنعاء يتبناه مجلس الأمن بشأن البحر الأحمر
خاص – المساء برس|
في سياق التوجه الأمريكي نحو حشد تنديد دولي ضد قرارات صنعاء المساندة للشعب الفلسطيني في مقاومته لعدوان كيان الاحتلال الإسرائيلي، دفعت واشنطن بمجلس الأمن لإصدار بيان هجومي ضد صنعاء بسبب عملياتها في البحر الأحمر ضد الملاحة الإسرائيلية والملاحة الأمريكية والبريطانية الداعمة لكيان الاحتلال.
وعقب جلسة مجلس الأمن الخاصة بملف اليمن والتي عقدت مؤخراً، أصدر المجلس بياناً أدان فيه أعضاء لمجلس هجمات القوات اليمنية ضد سفن الملاحة الأمريكية والبريطانية وقطعها حركة الملاحة الخاصة بكيان الاحتلال الإسرائيلي.
البيان وصف الهجمات بأنها تستهدف السفن التجارية في البحر الأحمر، دون الإشارة إلى أن قرارات صنعاء وهجماتها متعلقة فقط بسفن الملاحة الإسرائيلية ومن بعدها الأمريكية والبريطانية التي ضربت اليمن عسكرياً حماية لكيان الاحتلال الإسرائيلي ولمنع اليمن من مواصلة فرضه حظراً على الملاحة الإسرائيلية من باب المندب.
كما دعا بيان مجلس الأمن المصاغ أمريكياً إلى العمل مع الحكومة التابعة للتحالف السعودي الإماراتي على منع القوات اليمنية التابعة لصنعاء من مواصلة هجماتها على الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر والبحر العربي وعلى ما وصفه البيان بـ”منع الحوثيين من الحصول على المعدات ذات الصلة اللازمة لتنفيذ المزيد من الهجمات”.
وكالعادة، تباكى مجلس الأمن الذي ظل طوال التسع السنوات الماضية يرعى حصاراً خانقاً على الشعب اليمني، على ما أسماه “أهمية الطريق البحري للبحر الأحمر للجهود الإنسانية في اليمن وخارجها، وكذلك لصناعة صيد الأسماك المحلية التي تدعم سبل عيش اليمنيين”، في تناقض أقل ما يوصف بـ”السخيف” خاصة وأن التباكي على صناعة الصيد في اليمن والتي يزعم مجلس الأمن أنها ستتأثر بفعل العمليات اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني ضد سفن الملاحة الإسرائيلية، بينما يتجاهل المجلس المدار أمريكياً قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي وبحسب الأرقام المعلنة من الأمم المتحدة، بتدمير 90% من قوارب وسفن الصيد ومعدات الصيد من شباك وغيرها والتابعة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة على الستة الأشهر الماضية من عمر العدوان الإسرائيلي المدعوم أمريكياً على قطاع غزة.
وتحاول الولايات المتحدة الأمريكية حشد إدانات دولية ضد ما تقوم به صنعاء من مساندة للشعب الفلسطيني في مواجهة حرب الإبادة التي يمارسها كيان الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، إلا أنها تلقى معارضة شديدة من العديد من الدول الكبرى خاصة روسيا والصين اللتين تريان أن ما يحدث من تصعيد في البحر الأحمر سببه المجازر المرتكبة من قبل كيان الاحتلال الإسرائيلي وبدعم وغطاء أمريكي وغربي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وفي هذا السياق دفعت روسيا والصين إلى إضافة تعديلات في بيان مجلس الأمن، حيث تم ضم هذه التعديلات بصعوبة وفي آخر فقرتين في البيان الطويل الذي حمل لغة الهجوم والعداء ضد صنعاء، حيث ورد في البيان أن “أعضاء المجلس شددوا على ضرورة منع المزيد من امتداد النزاع إلى المنطقة وتأثيره على الأمن والاستقرار في المنطقة وخارجها، وفي هذا الصدد، أكدوا من جديد ضرورة معالجة الأسباب الجذرية التي تساهم في التوترات الإقليمية وفي الاضطراب للأمن البحري من أجل ضمان الاستجابة السريعة والكفؤة والفعالة” في إشارة إلى العدوان على قطاع غزة وضرورة وقفه ورفع الحصار عن القطاع كون هذه الأسباب هي التي دفعت بصنعاء لاتخاذ قرار قطع الملاحة عن كيان الاحتلال الإسرائيلي من المرور من مضيق باب المندب.
وفي الفقرة الأخيرة، حيث البيان “أعضاء المجلس على توخي الحذر وضبط النفس لتجنب المزيد من تصعيد الوضع في البحر الأحمر والمنطقة الأوسع، وشجعوا تعزيز الجهود الدبلوماسية التي تبذلها جميع الأطراف لتحقيق هذه الغاية بما في ذلك الدعم المستمر للحوار وعملية السلام في اليمن تحت رعاية الأمم المتحدة”، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية دفعت بالحكومة الموالية لها والمنفي معظم أعضائها خارج اليمن، إلى العمل على ما يناقض هذه الفقرة الأخيرة من البيان، حيث أعلن رئيس الحكومة التابعة للتحالف السعودي أحمد عوض بن مبارك، وقف حكومته العمل بموجب خارطة الطريق الخاصة بالمبعوث الأممي إلى اليمن المتعلقة بعملية السلام في اليمن، وهو ما يعني تمهيداً لاستئناف الحرب في اليمن بدعم أمريكي، خاصة بعد الفشل الأمريكي عسكرياً عبر القصف من الجو ومن البحر ضد أهداف عسكرية داخل اليمن في وقف صنعاء من مواصلة فرض قرار حظرها مرور الملاحة الإسرائيلية من باب المندب.