استجابة لإملاءات واشنطن.. حكومة التحالف السعودي تصطف مع إسرائيل وتعلن وقف العملية السياسية مع صنعاء
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
في إعلان ضمني بوقوفها ضمن الحلف التابع لكيان الاحتلال الإسرائيلي، أعلنت حكومة التحالف السعودي الإماراتي التي يتواجد أعضاؤها خارج اليمن، وقف العمل بموجب خارطة الطريق الأممية لحل النزاع بين اليمن والتحالف السعودي من جهة واليمن ممثلاً بحكومة صنعاء والجماعات التابعة للسعودية والإمارات والمدعومة غربياً من جهة أخرى، وذلك بسبب الهجمات اليمنية التي تنفذها قوات حكومة صنعاء ضد الملاحة الإسرائيلية دعماً للمقاومة الفلسطينية، حسب ما جاء في بيان رسمي لحكومة التحالف السعودي برئاسة احمد عوض بن مبارك.
وفي البيان الذي نشرته وسائل إعلام التحالف السعودي وإعلام الحكومة التي تعمل من داخل العاصمة السعودية الرياض، أعلنت حكومة التحالف أن “خارطة الطريق المعلن عنها من قبل المبعوث الخاص للأمين العام والتي رحبت بها الحكومة توقفت، بسبب التصعيد الحوثي في البحر الأحمر وتهديد الملاحة الدولية والذي أدى للتصنيف الخاص لمليشيا الحوثي كإرهابيين دوليين” حسب البيان المعلن.
وفي إشارة تمهيدية لاستئناف الحرب على اليمن من قبل الفصائل العسكرية التابعة للتحالف السعودي تحت غطاء الحكومة المعترف بها غربياً، قال رئيس الحكومة بن مبارك في لقاء عبر الاتصال المرئي مع سفراء حكومته لدى دول العالم أنه “بتوقف خارطة الطريق تراجع أفق الحل السياسي”، في إشارة واضحة إلى أن الولايات المتحدة التي ترعى حكومة التحالف السعودي وتدعمها تدفع الفصائل العسكرية لهذه الحكومة إلى استئناف الحرب في اليمن ضد القوات المسلحة اليمنية التابعة لحكومة صنعاء التي تدير المناطق ذات الأغلبية السكانية في اليمن.
وكانت السلطة التابعة للتحالف السعودي الإماراتي التي تدير المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف من خارج اليمن، قد اعتبرت أن مساندة القوات المسلحة اليمنية التابعة لصنعاء للشعب الفلسطيني والوقوف مع المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الصهيوني على قطاع غزة عبر قطع الملاحة عن كيان الاحتلال من مضيق باب المندب ولاحقاً من العبور من طريق رأس الرجاء الصالح، كانت الحكومة التابعة للتحالف السعودي قد اعتبرت هذا الموقف من صنعاء بأنه أعمال إرهابية وقرصنة على السفن التجارية في البحر الأحمر والبحر العربي، وقد جاء موقف حكومة التحالف منساقاً مع الموقف الأمريكي والغربي الداعم والحامي لكيان الاحتلال الإسرائيلي.
كما سبق أن رحبت حكومة التحالف السعودي الإماراتي بقرار الولايات المتحدة الأمريكية تصنيف حركة أنصار الله في اليمن كمنظمة إرهابية.
قرار الحكومة التابعة للتحالف السعودي الإماراتي، المتعاطفة مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، جاء ترجمة للتوصيات التي قدمها قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل كوريلا خلال إحاطته التي قدمه للجنة العسكرية بمجلس الشيوخ الأمريكي في جلسة استماع لمجلس الشيوخ عما يحدث في البحر الأحمر وما تفعله القوات الأمريكية هناك، حيث أجاب الجنرال كوريلا على أسئلة أعضاء مجلس الشيوخ في اللجنة العسكرية عن سبب فشل الولايات المتحدة في وقف الهجمات اليمنية على سفن الملاحة الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية، بالقول إن قواته في البحر الأحمر تعمل منذ 4 أشهر تحت النار وتواجه باستمرار وابلاً من الصواريخ الباليستية والموجهة من اليمن وأن ما تقوم به حالياً البحرية الأمريكية والقوات الجوية في مشاة البحرية في هذا الشأن لا يكفي لإيقاف عمليات القصف التي تشنها القوات اليمنية على السفن وأن المطلوب هو أن تعمل الدولة بأكملها على حشد المجتمع الدولي لمساندة واشنطن في مهمتها وخاصة مهمة قطع إمدادات التقنيات والقطع الحربية التي تصل إلى اليمن، بالإضافة إلى تعزيز منظومات الأسلحة الدفاعية الأمريكية على القطع البحرية المشاركة في البحر الأحمر.
كما قال قائد القيادة المركزية الأمريكية خلال جلسة الاستماع في مجلس الشيوخ التي عقدت في 7 مارس الجاري، أن قصف أهداف داخل اليمن لا يكفي لوقف هجمات من أسماهم “الحوثيين” بالصواريخ والطائرات المسيرة على السفن المحظور عبورها من باب المندب، ملمحاً في سياق ردوده على استفسارات أعضاء مجلس الشيوخ إلى أن الأمر يحتاج إلى عمل عسكري من الداخل أيضاً ضد “الحوثيين”، مؤكداً أن عمليات القصف الأمريكية والبريطانية في الداخل اليمني تواجه عراقيل وصعوبات بالغة ولهذا السبب فشلت هذه العمليات في وقف الهجمات اليمنية على سفن الملاحة الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية، رافضاً الحديث عن هذه الصعوبات كونها معلومات سرية وأنه قد يكشفها في جلسة استماع سرية وغير معلنة أمام مجلس الشيوخ أو الكونجرس الأمريكي.
اقرأ بهذا الشأن:
جدل في إدارة بايدن بشأن استنزاف البحرية الأمريكية في مواجهتها باليمن للمخزون الخاص بردع الصين
قائد القيادة المركزية الأمريكية: الدول المشاركة معنا في حارس الازدهار 24 ويبدو من الصعب ردع الحوثيين