بعد توسيع رُقعة الحصار إلى رأس الرجاء الصالح.. اليمن يخنق “إسرائيل”
حلمي الكمالي – وما يسطرون|
يواصل اليمن الشامخ فرض المعادلات الإستراتيجية على طريق القدس ونصرةً لمظلومية الشعب الفلسطيني في غزة؛فبعد إعلانه توسيع نطاق الحصار على الملاحة الإسرائيلية من البحرين الأحمر والعربي وباب المندب إلى المحيط الهندي ورأس الرجاء الصالح، يفتتح اليمن مرحلة جديدة مغايرة من التصعيد العسكري غير المسبوق، ويطرق دروباً غير مألوفة على دول وقوى المنطقة، في سياق مقارعته للمشروع الصهيو_أمريكي.
اليمن الذي نرى أفعاله في الميدان قبل أقواله، كما شاهدنا ذلك مع إعلان قيادته الشجاعة، توسيع رقعة الحصار على الملاحة الإسرائيلية إلى المحيط الهندي ورأس الرجاء، بعد تدشينها بثلاث عمليات نوعية؛ يصيب اقتصاد العدو الصهيوني المترنح في مقتل، فماذا بعد إغلاق رأس الرجاء الصالح، والتي كانت السفن الإسرائيلية تهرول إليه فراراً من الصواريخ والطائرات اليمنية، كملاذ أخير رغم مشقته وتكلفته الباهظة؟ وهل سيرفع الكيان الراية البيضاء قريباً؟
وفقاً للمعطيات القائمة، فإنه مما لا شك فيه أن اقتصاد الاحتلال غير قادر على تحمل مثل هذا النوع من الحصار الذي يغلق كافة الطرق الرابطة بين آسيا وفلسطين المحتلة، خاصةً في هذه الظروف العصيبة التي يعيشها على كافة المستويات والأصعدة، في ظل فشله في تحقيق أي نصر عسكري يذكر في غزة، بالإضافة إلى الإخفاق الأمريكي البريطاني الأوروبي في فك الحصار اليمني المفروض على الملاحة الإسرائيلية على الرغم من العدوان المستمر على اليمن منذ أكثر من شهرين.
ويجب الإشارة هنا، إلى أن إعلان اليمن توسيع نطاق الحصار البحري على السفن الإسرائيلية في خضم معركته ضد التحالف الأمريكي البريطاني الأوروبي في البحر الأحمر، ما هو إلا دليل صريح على إخفاق هذا التحالف الذي يندب حظه العاثر على وقع الضربات اليمنية المستمرة ضد الملاحة الإسرائيلية وكذلك ضد السفن الأمريكية والبريطانية المعتدية على اليمن، والتي تشهد تصاعداً استراتيجياً تعكس مدى تحكم صنعاء في تفاصيل هذه المعركة.
بالتالي، فإن وصول الحصار اليمني على الملاحة الإسرائيلية إلى أقصى جنوب قارة إفريقيا، يضعنا أمام حقيقة امتلاك القوات المسلحة اليمنية أسلحة جديدة متطورة ونوعية قادرة على قطع كل هذه المسافة الطويلة ومطارة سفن العدو الصهيوني، وهو ما يعني أن اليمن قد ضرب بالتفوق العسكري الأمريكي والغربي، عرض الحائط، وأطلق العنان للسواعد اليمنية التي ما أن تلبث بعد هذه المرحلة أن تعيد صياغة التوازنات العالمية ككل، متجاوزةً المنطقة والإقليم.
إلى ذلك، فإن كل المؤشرات القائمة في المشهد، تؤكد أن اليمن يخنق “إسرائيل” وأنه لا خيار أمام الكيان الصهيوني سوى الاستسلام للواقع الجديد والإنصياع للإرادة اليمنية ومعادلتها البحرية الجديدة التي قد تكلف الاحتلال والتحالف الأمريكي البريطاني ومن معهما أثمان باهظة، إذا ما أصروا على مواصلة العدوان على غزة، وسط غياب الأفق لدى الأعداء في إدارة المعركة، في وقت يبدو أن اليمن عازم على ملاحقة سفن الاحتلال حول القارات السبع، وسيذهب إلى ما هو أبعد من كل التوقعات من أجل غزة والشعب الفلسطيني المظلوم.