الجارديان: لن يتمكن الغرب وإسرائيل من هزيمة الحوثيين إلا بتفعيل المقاتلين التابعين للتحالف السعودي
خاص – المساء برس|
ازداد في الآونة الأخيرة النقاش داخل دوائر الأنظمة الغربية وخصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وكيان الاحتلال الإسرائيلي، بخصوص الطريقة المجدية التي يمكن من خلالها هزيمة القوات المسلحة اليمنية التابعة لحكومة صنعاء ومنعها من مواصلة حظر الملاحة الإسرائيلية من العبور من مضيق باب المندب وما تبعها من حظر للملاحة الأمريكية والبريطانية أيضاً كرد من اليمن على التدخل الأمريكي والبريطاني عسكرياً في اليمن لحماية كيان الاحتلال الإسرائيلي.
وأكثر ما يجري نقاشه حالياً والدفع به لاتخاذه كقرار، هو خيار استخدام المقاتلين التابعين للتحالف السعودي الإماراتي في قوات وفصائل ما كانت تسمى (الشرعية)، الحكومة المنفية التي تتحكم بها وتتبع حرفياً السعودية والإمارات.
مناقشة خيار استخدام المقاتلين التابعين للتحالف السعودي الإماراتي لاستئناف القتال ضد قوات صنعاء في سياق حماية كيان الاحتلال الإسرائيلي، جاء بعد دراسة خيار التدخل العسكري الأمريكي المباشر برياً في اليمن لقتال قوات صنعاء على الأرض بعد فشل الهجمات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة وبريطانيا من البحر في إضعاف القدرات العسكرية لقوات صنعاء والوصول لمرحلة إفقادها القدرة على مواصلة ضرب السفن المحظور عبورها من مضيق باب المندب.
في هذا الصدد قالت صحيفة الجارديان البريطانية في تقرير لها، رصده “المساء برس”، إن السياسيين والخبراء في الغرب “يحذرون من أن الجهود الغربية لوقف هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر ستفشل ما لم تقم الولايات المتحدة وحلفاؤها ببناء علاقات استخباراتية وعسكرية أقوى مع الحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة في اليمن (الحكومة المنفية الموالية للغرب والمتعاطفة مع كيان الاحتلال الإسرائيلي)”.
وتكشف الجارديان البريطانية، أن المسؤولين اليمنيين (التابعين للتحالف السعودي الإماراتي ومنهم طارق عفاش والسفير اليمني التابع لحكومة التحالف السعودي لدى بريطانيا) حذروا بشدة بشأن ضرورة مواجهة “الحوثيين” وإبعادهم عن موانئ البحر الأحمر مثل الحديدة، وأن أعضاء في المجلس القيادي الرئاسي (في إشارة لطارق عفاش) وجهوا دعوات لبريطانيا بشأن ضرورة مواجهة القوات اليمنية التابعة لصنعاء وإبعادها عن السيطرة على الحديدة، وأن هذا التحذير من أعضاء المجلس القيادي الرئاسي التابع للتحالف جاء عندما زار هؤلاء الأعضاء لندن الشهر الماضي.
تقول الجارديان إن الدبلوماسيين البريطانيين والأمريكيين يترددون في مسألة ضم الحكومة التابعة للتحالف السعودي إليهم وجعلها تعمل لصالحهم في حماية كيان الاحتلال الإسرائيلي بما في ذلك توجيه مسلحيها وفصائلها العسكرية لشن هجمات ضد قوات صنعاء وإشراكهم في عمليات القصف التي تشنها واشنطن ولندن ضد قوات صنعاء وجعلهم (أي المسلحين التابعين للتحالف السعودي) جزءاً من القوة العسكرية التي تواجه القوات اليمنية فيما يسمى تحالف حارس الازدهار الأمريكي البريطاني في البحر الأحمر، وأن تردد البريطانيين والأمريكيين في الاستجابة لما يريده المجلس القيادي الرئاسي التابع للتحالف السعودي من الانضمام للتحالف الأمريكي البريطاني نابع من كون هذا الأمر سيؤدي بالضرورة إلى إشعال الحرب الأهلية في اليمن والتي توقفت منذ أبريل 2022.
ما نشرته الجارديان البريطانية، يشير وبوضوح إلى أن قيادات حكومة التحالف السعودي والفصائل العسكرية التابعة لهم طلبوا أكثر من مرة أن يتم اعتبارهم جزءاً من الجيش الأمريكي والبريطاني وتمويلهم ودعمهم من الدفاع الأمريكية والبريطانية للقتال وفتح جبهات ضد قوات صنعاء على الأرض لإشغالها عن مواصلة تصديها للسفن الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية، وأن الأمريكيين والبريطانيين لا يزالون مترددين في أن يقبلوا بتشغيل قوات التحالف السعودي الإماراتي كمرتزقة لديهم وفي تحالفهم العسكري الثنائي ضد القوات اليمنية التابعة لصنعاء من عدمه، والسبب في ذلك حسب الجارديان، هو أن تفعيل قوات حكومة التحالف كمرتزقة يعملون ضمن التحالف الأمريكي البريطاني قد يجعل قيادة صنعاء تلغي اتفاقية السلام المتفق عليها مع السعودية في أكتوبر العام الماضي (وهي عبارة عن تفاهمات اتفق عليها طرفي صنعاء والرياض بشكل غير معلن ولم تكشف تفاصيلها حتى اللحظة).
تشير الصحيفة البريطانية أن عمليات القصف من الجو فقط التي تشنها بريطانيا وأمريكا في اليمن، لم تردع القوات اليمنية من مواصلة فرض قراراتها بشأن قطع الملاحة الإسرائيلية من البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي وأن الدليل على ذلك هو الهجوم الأخير للقوات اليمنية والذي اضطرت فيه كل من القطع البحرية لبريطانيا وأمريكا والدنمارك وفرنسا في البحر الأحمر لمواجهته والذي استخدمت فيه القوات اليمنية 35 طائرة وصاروخ والذي أدى أيضاً إلى ضرب السفينة “تروكونفيدنس” التي تحمل بضائع سائبة والتي أصبحت الآن “سفينة منكوبة بالفعل”، حسب توصيف الجارديان.
وأوردت الجارديان أن القيادات الموالية للتحالف السعودي الإماراتي من عيدروس الزبيدي إلى رشاد العليمي وطارق صالح وياسين سعيد نعمان السفير التابع لحكومة التحالف السعودي لدى لندن بعضهم تداعوا إلى بريطانيا الشهر الماضي، كلاً على حدة وبعضهم أطلق دعوات متكررة ومخاطبات لبريطانيا وأمريكا عندما وجدوا التحالف الأمريكي البريطاني يفتقر للمعلومات البسيطة بشأن كيفية التعامل الهجمات اليمنية ضد الملاحة الإسرائيلية ويتفاعل الأمريكيون والبريطانيون مع كل ما يمكن أن يساعدهم في هزيمة قوات صنعاء.
الأمر الذي يشير إلى أن قيادات حكومة التحالف السعودي الإماراتي كلاً يدلي بدلوه لدى الغربيين للقبول به كموظف لدى وزارتي الدفاع الأمريكية والبريطانية وتجنيده للقتال ضد قوات صنعاء تحت مسمى دعم (الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً – المنفية) لإنهاء سيطرة قوات حكومة صنعاء على المناطق الشمالية لليمن والتي تنطلق منها الهجمات ضد الملاحة الإسرائيلية.