عن أزمة الأمريكي مع الموقف اليمني وفرصة البناء عليه مستقبلا
وما يسطرون – أحمد الكمالي – المساء برس|
في جلسة للجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي حول عمليات اليمن في البحر الأحمر، رد السيناتور “هولين” على تبرير مساعد البنتاغون بالشرق الأوسط، دانيال شابيرو، بأنه مهما كانت العلاقة بين ارتباط عمليات اليمن بالوضع في غزة فإنها عمليات غير شرعية، بتذكيره: “لا خلاف بكونها غير شرعية، لكن أليس من الحقيقة أن هجمات الحوثيين ضد السفن انخفضت خلال فترة الوقف الإنساني للحرب في غزة خلال نوفمبر”
لم يستطع شابيرو الإجابة فزعم أن سبب خفض التصعيد حينها يعود لغاراتهم على اليمن، فذكره السنياتور مرة أخرى أنه في ذلك الوقت، لم تكن عملياتهم ضد اليمن قد بدأت!
الموقف اليمني وضع صانع القرار الأمريكي بين كماشة أزمتين، احداهما أخلاقية قيمية عرت زيف شعاراته وازدواجيته في المعايير، والأخرى سياسية-عسكرية معا كشفت عدم فاعلية خياراته وضعف قدراته وعجزه على إيقاف عمليات قوات بلد من المفترض أنها خرجت بعد تسعة أعوام من حرب حلفائه في المنطقة ضدها أكثر ضعفا وقبولا للتطويع ورضوخا للإملاءات.
إذ أن ما يشهد على انتصار اليمن في حربها ضد أدوات وحلفاء أمريكا في المنطقة “السعودية والإمارات”، هو موقفها اليوم من الحرب الإجرامية ضد قطاع غزة والتي تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني وطمس قضيته وحقه في أرضه، واثبات اليمن قدرتها على التمسك بهذا الموقف وتفعيله وفرضه عمليا على أرض الواقع بشجاعة منقطعة النظير وبحكمة يشهد لها العدو قبل الصديق، في الوقت ذاته.
هذا الانتصار بهذا الموقف الذي نعنيه هنا هو موقف اليمنيين جميعا وانتصار لليمن كل اليمن، وكل من يشعر بالانتماء لهذا البلد العظيم وتهمه مصلحتها الوطنية ودورها القومي والإنساني، سيدرك أن بلدنا اليوم أمام فرصه حقيقية لاستثماره والبناء عليه مستقبلا لتثبيت استقلالها الوطني وتعزيز حضورها على المشهد الإقليمي ورسم صورة ذهنية ايجابية عنها على المستوى العالمي، من منطلقات الواجب والمسؤولية الوطنية في الأولى، والدور والموقع الجغرافي في الثانية، والمكانة والرسالة الحضارية في الأخيرة، واليمن تستحق واليمن تستطيع ذلك.