هآرتس: ليس لدى الحوثيين حدود سياسية أو عسكرية أجندتهم مختلفة عن إيران ويجب تفعيل خصومهم على الأرض
ترجمة خاصة – المساء برس|
نشرت صحيفة هآرتس العبرية الإسرائيلية، تقريراً عن القدرات العسكرية اليمنية التي ظهرت خلال المعركة مع كيان الاحتلال الإسرائيلي ومع الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا في البحرين الأحمر والعربي والتي تفوقت فيها القوات اليمنية على البحريتين الأمريكية والبريطانية باعتراف الأمريكيين أنفسهم الذين عبروا عن العمليات اليمنية بأنها مفاجئة للأمريكيين ومختلفة تماماً عما كان لديهم من معلومات استخبارية عن القدرات العسكرية والتسليحية لدى القوات اليمنية.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية، إنه ليس لدى من أسمتهم “الحوثيين” أي سقوف أو حدود سياسية أو عسكرية، وأن أمريكا فشلت في ردعهم وفشلت في إضعاف قدرتهم العسكرية وأن من الخيارات الآن التي يجب اتخاذها هو ضربة البنية التحتية المدنية في اليمن وتفعيل المقاتلين الموالين للسعودية والإماراتي والذين أسمتهم “الجيش اليمني المعترف به” ودعمهم لقتال من أسمتهم “الحوثيين” على الأرض.
وفي تقرير موسع رصده “المساء برس” أضافت الصحيفة الإسرائيلية قائلة: “يؤكد الحوثيون أنهم الوحيدون الذين يواصلون شن الحرب الحقيقية، وأنهم وحدهم من يجرؤون على العمل ضد القوى الغربية وخاصة ضد الأمريكيين، وفي الواقع إنهم على حق”.
وأقرت “هآرتس” إنه “ليس لدى الحوثيين أي قيود دبلوماسية أو عسكرية، وليس لديهم أي تحالفات استراتيجية مع دول في المنطقة يمكن أن تقيد أيديهم أو تملي عليهم سياسات لا علاقة لها بمصالحهم المباشرة والآنية، إن علاقاتهم الحيوية مع إيران التي تدعمهم بتقديم معلومات عن تكنولوجيا صناعة الأسلحة المتقدمة، هذه العلاقة ليست ثنائية الاتجاه، ولزعيمهم عبدالملك الحوثي أجندته الخاصة التي لا تتطابق دائماً مع أجندة إيران”.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى تصدر أنصار الله مشهد الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني، وقالت الصحيفة “يتصدر الحوثي موجة الدعم اليمني للفلسطينيين، ليس فقط في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، بل في جميع أنحاء اليمن، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات مؤيدة لغزة، ويعلقون الأعلام الفلسطينية وينشرون منشورات طويلة تدعو إلى إنقاذ غزة، وتجريده من الاحتلال الإسرائيلي”.
“هآرتس” أقرت بفشل الردع الأمريكي لليمنيين، حيث قالت إن “الولايات المتحدة الأمريكية تواجه صعوبات في العثور على رد مناسب يمكن أن يضمن الإبحار الآمن في البحر الأحمر”.
وتضيف الصحيفة الإسرائيلية، “وبعد فشل استعراض الغرب للقوة البحرية في المنطقة كوسيلة لردع اليمنيين، تبنت الولايات المتحدة استراتيجية جديدة هدفها (ردع وإضعاف) القدرات العسكرية للحوثيين، وقد فشل هذا أيضاً حتى الآن في تحقيق نتائج يمكن أن تقرر نتيجة الحرب لصالح أمريكا”.
كما أقرت “هآرتس” أن أمريكا لم “تفشل فقط في ردع اليمنيين عن مواصلة هجماتهم في البحرين الأحمر والعربي فقط بل أيضاً فشلت في إضعاف قدراتهم العسكرية، حيث لا يزالون بعيدين عن وقف عملياتهم، وتنتشر منصات إطلاق الطائرات المسيرة والصواريخ في المناطق الخاضعة لسيطرتهم وأغلبها متحركة ولا تحتاج إلى ليات تشغيل دائمة وثابتة، ويبدو أن لديهم إمدادات كافية إضافة إلى ما يتوفر لهم من الخارج”.
وتضيف الصحيفة أن “أمريكا تمتنع حتى الآن عن ضرب البنية التحتية المدنية وعن إعادة فتح الجبهة العسكرية في اليمن، ومن الأفكار التي تتم مناقشتها تعزيز الجيش اليمني واستخدامه ضد الحوثيين”، رغم ذلك تستحقر الصحيفة الإسرائيلية من أسمته “الجيش اليمني” في إشارة لفصائل التحالف السعودي الإماراتي التي تتعاطف قياداتها مع كيان الاحتلال الإسرائيلي حسب ما تنشره وسائل إعلامهم، حيث قالت الصحيفة الإسرائيلية إن الجيش الرسمي مجرد قوات شكلية وهي في الأصل عبارة عن فصائل متناحرة فيما بينها وأفراد قبلية ليسوا إخوة في السلاح وتكبدوا خسائر فادحة في السنوات الأخيرة رغم أنهم يتبعون السعوديين والإماراتيين المنخرطين أيضاً في حرب شاملة ضد “الحوثيين”، كما لفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن بعض فصائل هذا الجيش لا تخضع لما وصفتها بـ”الحكومة الرسمية أو للمجلس الرئاسي الذي يحكم البلاد” وأضافت “ويريد بعضهم مثل تلك المنضوية تحت المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تأسس عام 2017 بقيادة عيدروس الزبيدي إعادة تأسيس دولة جنوب اليمن على الرغم من مشاركتهم في المجلس الرئاسي، وهذه القوى تعتمد على دعم كبير من الإمارات التي أصبحت منافساً للسعودية على الساحة اليمنية”.
وفي ختام تقريرها، لفتت الصحيفة الإسرائيلية أن القوات اليمنية التابعة لصنعاء، ليست في عجلة من أمرها خلال المواجهة في البحر الأحمر، وأن من جملة ما سيحققه انتصارها في هذه المواجهة هو مكانتها بين باقي اليمنيين وفي المنطقة وهو ما سيدفع بالدول الإقليمية إلى التسليم لهم في نهاية المطاف، وأنه “حتى ذلك الحين سيظل اليمنيون يرددون الأغنية المصاحبة للمقطع الدعائي للحوثيين التي تقول ما نبالي ما نبالي ما نبالي واشعلوها حرب كبرى عالمية مرحبا بالموت حيا بالمنية”.