عن مفهوم أمريكي يجري ترويجه لتبرير الهيمنة
وما يسطرون – زكريا الشرعبي- المساء برس|
عن مفهوم أمريكي يجري ترويجه لتبرير الهيمنة..”النظام الدولي القائم على القواعد” والعدوان على غزة واليمن
يردد المسؤولون الغربيون مصطلح “النظام القائم على القواعد” في تبريره للعدوان على اليمن، باعتبار أن اليمن يتجاوز هذا النظام، ومن ذلك تصريح لوزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في 12 أبريل قال فيه ” أظهر تحالف من الدول الملتزمة بدعم النظام الدولي القائم على القواعد التزامنا المشترك بالدفاع عن السفن الأميركية والدولية والسفن التجارية التي تمارس الحقوق والحريات الملاحية من الهجمات غير القانونية وغير المبررة.”
ما هو النظام وما هي القواعد التي يقوم عليها؟!
بعد الحرب العالمية الثانية وتأسيس الأمم المتحدة، نشأ ما يسمى بالنظام القائم على القانون الدولي، ويستند القانون الدولي إلى الاتفاقيات الدولية والأعراف الدولية والمبادئ القانونية العامة، ولا يوجد ذكر في هذه المبادئ لما يسمى بالنظام “القائم على القواعد”..
بالبحث عن بدء استخدام هذا المفهوم يقول باول بوست، الأستاذ المساعد في قسم العلوم السياسية بجامعة شيكاغو، إن هذا المصطلح بدأ يظهر في النصوص في أواخر ثمانينيات القرن العشرين، وبدأ استخدامه في الفترة من أوائل إلى منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حيث كان استخدامه في تلك الفترة، جزئيا، ضمن التبرير لغزو العراق عام 2003، خاصة وأن الحرب تمت دون تفويض من الأمم المتحدة.
في العام 2018م عقد أول مؤتمر للنظام الدولي القائم على القواعد(RUBIS)،في العاصمة الكورية الجنوبية بمشاركة من بريطانيا وشركاء آخرين، بحسب موقع الحكومة البريطانية، ونجد في موقع الحكومة أيضا ما يمكن أن نقول أنه أول توصيف للمفهوم حيث يقول الموقع إن “النظام الدولي القائم على القواعد يقوم على العلاقات بين الدول ومن خلال المؤسسات والأطر الدولية، في ظل قواعد واتفاقيات مشتركة بشأن السلوك.
حتى الان لا يوجد تحديد دقيق لماهية القواعد، ولا صيغة مشتركة تجمع عليها الدول من أجل هذا النظام، لكن الولايات المتحدة ومعها بريطانيا تريدان التحلل من النظام القائم على القانون الدولي الذي لم تلتزما به يوما من الأيام إلى نظام يخدم الهيمنة بشكل كلي، وقد كان غزو العراق تحت هذا المفهوم ومثل ذلك عمليات العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن.
إن هذه القواعد التي تحاول واشنطن فرضها على العالم هي تلك التي تتلاءم مع مصالح الولايات المتحدة الأمريكية، فما تسميه أمريكا إرهاب يجب على العالم أن يعتبره إرهاب، وما تسميه جريمة يجب أن ينظر إليها كذلك، وكمثال حاضر، لا يتم إدانة العدوان الوحشي على قطاع غزة والإبادة الجماعية المستمرة التي يرتكبها الإسرائيليون ضد سكان القطاع، وفي المقابل يتم إدانة العمليات اليمنية في البحر الأحمر وشن عدوان على اليمن، لأن من القواعد التي تعتمدها أمريكا هي دعم حلفاءها ووكلاءها ومنفذي سياستها في مواجهة التهديدات المشتركة، ولا أهمية لحقوق الإنسان،ولا لاتفاقية جنيف في منع الإبادة الجماعية ولا لأي من جوانب القانون الدولي.
إن هذا النظام كما يعرفه بوتين هو “تجسيد للأيدلوجية الاستعمارية”، ولقد اعتبرت روسيا في تعريفها لمفهوم السياسة الخارجية 31 مارس 2023م أن الترويج اللاحق لمفهوم النظام الدولي القائم على القواعد، محفوف بتدمير النظام القانوني الدولي، وله عواقب أخرى خطيرة على البشرية.
ووفقا لوانغ هونغ قانغ، مدير معهد الدراسات الأمريكية التابع للمعاهد الصينية للعلاقات الدولية المعاصرة، إنه عندما تتدهور الدول المهيمنة، فإنها تبدأ في التأكيد على القواعد.
ويؤكد وانغ أنه مع الصعود الجماعي للدول غير الغربية والتطور المستمر للوضع الدولي، تحاول الولايات المتحدة وشركاؤها الغربيون إبطاء المسار نحو عالم متعدد الأقطاب من خلال تسليط الضوء على القواعد الغامضة.