الغواصة الأمريكية النووية “أوهايو” تقطع كابلات إنترنت في قعر البحر الأحمر لتأليب المجتمع الدولي ضد صنعاء
صنعاء – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
اتهمت وزارة النقل اليمنية في صنعاء، القطع العسكرية الحربية الأمريكية والبريطانية بالتسبب في خلل في الكابلات البحرية الخاصة بالانترنت والاتصالات الممتدة عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي.
جاء ذلك بعد أن قامت قطع بحرية أمريكية بأعمال تخريبية في الكابلات البحرية الخاصة بالاتصالات والإنترنت في البحر الأحمر حيث جرى قطع بعض الكابلات، وذلك بعد حملة إعلامية مسبقة شنتها وسائل إعلام أمريكية وأخرى عربية ممولة من الولايات المتحدة وشائعات تم بثها على نطاق واسع في منصات الإعلام والتواصل الاجتماعي بثت خلالها معلومات مزيفة عن اعتزام قيام البحرية اليمنية بقطع كابلات الإنترنت الممتدة في قعر البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
وكانت صنعاء قد نفت منذ الأيام الأولى لظهور شائعات انقطاع كابلات الإنترنت صحة ما يشاع بشأن اعتزام صنعاء قطع الكابلات البحرية، حيث أكدت قيادات صنعاء وعلى رأسها زعيم أنصار الله عبدالملك الحوثي بأن مسألة استخدام الكابلات البحرية والاعتداء عليها كرد إضافي على مواصلة الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة أمر غير صحيح وغير وارد ولن يحدث ذلك مطلقاً، بالمثل أكدت قيادات سلطة صنعاء أنها حريصة كل الحرص على سلامة الكابلات البحرية الممتدة من باب المندب.
وفي آخر توضيح بشأن الاعتداء على الكابلات وإلصاق التهمة باليمن لزيادة تحريض المجتمع الدولي ضد صنعاء، قالت وزارة النقل اليمنية إن الاعتداء الأمريكي البريطاني على الكابلات البحرية عرض أمن وسلامة الاتصالات الدولية والتدفق الطبيعي للمعلومات للخطر.
وأضافت الوزارة في بيانها اليوم السبت، حرص اليمن على أمن وسلامة الكابلات البحرية في المياه اليمنية وفقاً للقوانين والمواثيق والاتفاقيات الدولية، ومصالح الدول المرتبطة بها من منطلق احترام القوانين والاتفاقيات والمعاهدات الدولية والمصالح المشتركة بين اليمن والدول الأخرى.
واتهمت صنعاء في بيان وزارة النقل كلاً من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة باستخدامهما أساليب عدائية وغير قانونية في حربهما على اليمن من أجل خدمة العدو الصهيوني ليواصل ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في غزة.
ولجأت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً وبعد فشل حملتها العسكرية ضد اليمن لحماية إسرائيل وفي محاولة منها لدفع اليمن نحو وقف قرار فرض الحظر على الملاحة الإسرائيلية من العبور من مضيق باب المندب، لجأت إلى أسلوب تأليب الرأي العام الدولي والمحلي ضد اليمن وضد حركة أنصار الله (سلطة صنعاء).
وقبل أكثر من أسبوع أقرت محطة تلفزيون أمريكية، بأن البنتاغون الأمريكي (وزارة الدفاع)، ووزارة الخارجية، تعملان بقوة على تأليب اليمنيين العاديين ضد أنصار الله في اليمن بسبب مواصلة عمليات القوات اليمنية في البحر ضد الملاحة الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية.
وجاء الاعتراف الأمريكي في شبكة تلفزيون “سي إن إن” التي نشرت تقريراً على موقعها الإلكتروني الناطق بالعربية، كشفت فيه نقلاً عن مصادر في إدارة بايدن، قولها “تعمل وزارة الخارجية والبنتاغون على تأليب اليمنيين العاديين والمجتمع الدولي بشكل أكبر، وبدأوا في تحدي رواية الحوثيين بقوة أكبر هذا الأسبوع”.
وذكرت القناة في تقريرها، إن واشنطن تمارس حملة ضغط دولية لإدانة عمليات اليمن في البحر الأحمر وتحاول دفع الدول لاتهام صنعاء أن عملياتها تشكل تهديداً للبيئة وطريق الشحن.
وتأتي حركة قطع الكابلات البحرية الممتدة في قعر البحر الأحمر ومضيق باب المندب ورمي التهمة على القوات اليمنية، كخطوة جديدة ضمن خطوات الولايات المتحدة الأمريكية التي كشفت شبكة “سي إن إن” عنها والمتعلقة بـ”تأليب المجتمع الدولي ضد الحوثيين”.
في هذا السياق أيضاً أكد محللون أجانب، أن مسألة اتخاذ اليمن خطوة قطع الكابلات البحرية، حسب ما يروج الإعلام الأمريكي والعربي المتحالف مع إسرائيل، هي مسألة غير واردة وغير منطقية، لأسباب عديدة على رأسها وأهمها أن اليمن لا يملك الإمكانات والتقنيات التي تمكنه من الوصول إلى قعر البحر الأحمر والوصول إلى الكابلات الممتدة هناك لقطعها، وأشار المحللون إلى أن من يمكنه الوصول إلى قعر البحر هي الغواصة النووية الأمريكية “أوهايو” التي سبق أن أرسلتها واشنطن إلى الشرق الأوسط في أبريل العام الماضي لتعزز أسطولها الخامس، لكن مع نشر أمريكا قطعها البحرية العسكرية في البحر الأحمر لمواجهة اليمن ومنعه من مواصلة ضرب سفن الاحتلال الإسرائيلي، جرى الإعلان عن أن من بين القطع العسكرية الأمريكية المكلفة بحماية الملاحة الإسرائيلية من الاستهداف الغواصة النووية أوهايو التي أعيد تمركزها في البحر الأحمر.