العمليات اليمنية في البحر.. من المنع إلى الإغراق
عبدالحميد شروان – وما يسطرون|
من يتابع سير تصعيد العمليات اليمنية المساندة لغزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على الأخيرة، يرى بوضوح أن زخم العمليات يتصاعد بشكل متناسب مع تصاعد المعاناة والجرائم والحصار بحق أهلنا في غزة.
كانت العمليات في بادئ الأمر مقتصرة على ضربات صاروخية ومسيّرة محدودة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، قبل أن تتطور إلى حظر السفن الإسرائيلية من البحر الأحمر، ومع اشتداد الحصار وتصاعد الجرائم بشكل أكبر في غزة، أعلنت القوات المسلحة اليمنية حظر كافة السفن المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، ما تسبب بآثار بالغة على الكيان الصهيوني.
ثم تدخل بعد ذلك الأمريكي والبريطاني بعدوانهما على اليمن لحماية الملاحة الإسرائيلية، فكان الرد تصعيدًا من القوات المسلحة اليمنية بإضافة سفنهما إلى قائمة الحظر، إلا أن الاستهداف كان رمزيًا (هدفه منع عبور السفن لكن دون الإضرار بها بشكل بالغ).
إلا أنه ومع اشتداد الحصار وتصاعد صرخات أهلنا في شمال غزة ومناشداتهم نتيجة انعدام كل متطلبات الحياة بشكل كامل على رأسها الغذاء والماء والدواء ووصول الأمر حد وفاة عدد من سكان شمال القطاع جوعًا، انعكس ذلك فوريًا في تصاعد العمليات العسكرية ضد السفن الأمريكية والبريطانية، مع دخول أسلحة جديدة إلى خط المعركة، أثمرت بداية في استهداف سفينة بريطانية (وإغراقها)، أي تجاوز الأمر الاستهداف الهادف لمنع المرور إلى الإغراق.
ويبدو أن العمليات القادمة ستتصاعد بشكل أكبر بحسب انعكاسات الوضع في غزة.
وبالتالي، فليس لدى أمريكا وبريطانيا حل لوقف هذه العمليات المتصاعدة إلا بوقف الحرب العدوانية على غزة ورفع الحصار عنها باعتبارهما من يدير دفة المعركة هناك، وما دون ذلك فلتحضر كل منهما نفسها لتشييع سفنها في البحر الأحمر وخليج عدن.