صراخ الأمريكيين يرتفع بسبب القرارات اليمنية في البحر.. الحل سهل وواشنطن تتجاهله لحماية إجرام إسرائيل
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
في تقرير لشبكة (سي إن بي سي) الأمريكية، جرى الكشف عن حجم الصراخ الذي بدأ يتصاعد في الولايات المتحدة بسبب ما تعرضت له ملاحتهم من تأثر وأضرار بفعل ربط الولايات المتحدة ملاحتها بالملاحة الإسرائيلية.
قررت اليمن قطع الملاحة الإسرائيلية من المرور من البحرين الأحمر والعربي مشترطة لرفع الحظر وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ورفع الحصار عن القطاع والسماح بدخول كافة الاحتياجات للقطاع من غذاء ودواء وغير ذلك.
الولايات المتحدة وبدلاً من الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة ووقف المجازر التي أدت حتى اليوم إلى استشهاد 26 ألف و751 حسب آخر إحصائية أعلنتها الصحة في غزة، فيما الشهداء بلغوا أكثر من 65 ألف و636 مصاباً، ومعظم هذه الأرقام طبعاً من النساء والأطفال، ذهبت إلى تشجيع كيان الاحتلال على ارتكاب المزيد من جرائم الإبادة بحق الفلسطينيين بقطاع غزة، فتوجه اليمن إلى توسيع أوراق الضغط لإجبار إسرائيل على وقف العدوان في غزة، فقررت صنعاء وقف الملاحة عن كافة السفن المتجهة إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي أو القادمة من موانئه من أي جنسية كانت هذه السفن بعد أن كان قرار الحظر مقتصراً فقط على السفن الإسرائيلية أو المملوكة لإسرائيليين أو شركات شحن إسرائيلية سواءً كانت ملكية كاملة أو جزئية.
ولكون القرارات اليمنية أثرت بقوة على الوضع الاقتصادي لكيان الاحتلال، ذهبت أمريكا إلى التصعيد في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، من خلال محاولة تشكيل تحالف بحري عسكري لحماية السفن المرتبطة بكيان الاحتلال الإسرائيلي والذاهبة إليه في محاولة لإعادة فرض عبورها بالقوة من الممرات الملاحية في البحرين الأحمر والعربي، إلا أنها فشلت في حماية السفن المحظور عبورها من الممرات، فاتجهت للتصعيد أكثر ضد اليمن من خلال تشكيل تحالف عسكري لضرب اليمن فرفضت معظم الدول التي دعتها واشنطن للمشاركة الاستجابة لها خوفاً على تعرض ملاحتها التجارية للخطر بعد التهديدات اليمنية التي صدرت قبل بدء العدوان الأمريكي على اليمن والتي قضت بأن أي عدوان على اليمن فإن الملاحة التجارية لأي دولة ستشارك فيه سيتم استهدافها في الممرات الملاحية في البحرين الأحمر والعربي، فكانت أمريكا وبريطانيا الدولتان الوحيدتان اللتان باشرتا العدوان على اليمن بقصفه من البحر والجو لإجباره على التراجع عن قرار فرض حظر على الملاحة الإسرائيلية.
ورداً على العدوان الأمريكي والبريطاني، بدأت صنعاء تنفيذ تهديداتها السابقة عبر قرار حظر عبور السفن الأمريكية والبريطانية من البحرين الأحمر والعربي وبالفعل بدأ منع عبور هذه السفن، إلا أن واشنطن وبقطعها الحربية في المنطقة تحاول حماية ناقلاتها التجارية أثناء عبورها في البحرين الأحمر والعربي وهو ما يدفع بصنعاء إلى قصف هذه السفن وفي بعض الأحيان الاشتباك بشكل مباشر مع البحرية الأمريكية، وفي نهاية كل مواجهة تتمكن اليمن من فرض قرارها وتضطر السفن الأمريكية إلى التراجع والعودة فيما تنسحب قوات البحرية الأمريكية مهزومة، ومنذ بدء العمليات اليمنية في البحرين الأحمر والعربي تم استهداف مدمرتين حربيتين أمريكيتين إضافة إلى عدد من السفن التجارية.
حاولت الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً تهويل القرار اليمني ضد الملاحة الإسرائيلية وجعله قراراً يهدد الملاحة الدولية ويقطعها بشكل كامل من المرور من البحرين الأحمر والعربي، إلا أن عدداً من الشركات لم تستجب للضغوطات الأمريكية وظلت تستخدم الممرات الملاحية بشكل آمن بضمان من القوات اليمنية بعدم استهدافها وهو ما أكدته صنعاء لهذه الشركات بأنها لن تستهدف سفنها طالما كانت وجهتها ليست إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي.
لكن واشنطن أيضاً تمكنت من الضغط على عدد من شركات الشحن العالمية الكبرى لقطع ملاحتها كلياً عن البحرين الأحمر والعربي واتخاذ طريق رأس الرجاء الصالح بديلاً رغم ما يتسبب به الطريق من تكاليف إضافية في رسوم النقل والتأمين، وقد أرادت واشنطن بهذه الخطوة أن تدفع دول العالم للانضمام إليها وإدانة ما تقوم به البحرية اليمنية إلا أن معظم الدول رفضت اعتبار ما يحدث في الممرات الملاحية بأنه تهديد عالمي وأقرت بأن ما يحدث هو من تداعيات ما يحدث في قطاع غزة وأن الحل يبدأ بوقف العدوان في قطاع غزة وهذا ما أكدت عليه أيضاً الصين وروسيا.
وظنت الولايات المتحدة الأمريكية أن إجبار كبرى شركات الشحن العالمية من تحويل مسار سفنها من البحر الأحمر إلى طريق رأس الرجاء الصالح سيكون إجراءاً مؤقتاً وأنها سريعاً ما ستتمكن من إجبار اليمن على وقف الهجمات ضد السفن الإسرائيلية والذاهبة لإسرائيل إلا أنها فشلت في ذلك بل إن الأمر زاد في تعقيده عبر عسكرة واشنطن للبحر الأحمر وجعله ساحة صراع أدت لتصاعد مخاوف شركات الشحن التي كانت تستخدم باب المندب وقناة السويس لتقرر من باب الاحتياط تحويل مسار سفنها إلى طريق رأس الرجاء الصالح في حين رفضت معظم شركات الشحن الأخرى تحميل بضائع وعتاد لكيان الاحتلال الإسرائيلي تجنباً لمنع عبورها من قبل القوات اليمنية من البحرين الأحمر والعربي.
ألم المواقف الأمريكية المتعصبة لكيان الاحتلال الإسرائيلي وصل إلى المواطن الأمريكي وإلى التجار والموردين، وبالعودة لتقرير شبكة سي إن بي سي الأمريكية، فإن هناك ما يكشف كيف أن صراخ التجار والمواطنين الأمريكيين بدأ يتصاعد جراء قطع الملاحة من البحرين الأحمر والعربي بسبب وقوف إدارة الرئيس جو بايدن مع كيان الاحتلال الإسرائيلي وحماية جرائمه في قطاع غزة وعدوانها على اليمن.
مقدمة تقرير الشبكة الأمريكية الذي تضمن خلاصة ما جاء في التقرير، جاء فيها “صرح أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في شركة MSC، أكبر شركة شحن في العالم، للكونجرس يوم الثلاثاء أن تأثير هجمات الحوثيين في البحر الأحمر سيكون ”أكبر بكثير” على أسعار المستهلكين مقارنة بسوق النفط.
أخبر مسؤول في الاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة أعضاء اللجنة الفرعية بمجلس النواب أن أسعار الشحن تضاعفت وأن التجار الصغار قاموا بالفعل بنقل الزيادات إلى المستهلك.
قال الدكتور إيان رالبي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة الاستشارات البحرية IR Consilium، في شهادته في الكابيتول هيل: ”لا شحن ولا تسوق”.
الحل بيد الولايات المتحدة الأمريكية وهو سهل جداً لعودة الأمور لطبيعتها في البحرين الأحمر والعربي، وهو الضغط على كيان الاحتلال الإسرائيلي لوقف العدوان فوراً على قطاع غزة ورفع الحصار عن القطاع وإدخال كل ما يحتاجه القطاع من غذاء ودواء وتنفيذ شروط المقاومة الفلسطينية وهي شروط محقة وعادلة ولا تساوي شيئاً أمام ما قد ارتكبته إسرائيل من جرائم إبادة بحق أبناء القطاع، بهذه الطريقة فقط يمكن للشحن البحري أن يعود لاستخدام الممرات الملاحية في البحرين الأحمر والعربي، لا تريد إدارة بايدن السير في هذا الاتجاه لأن ذلك يعني هزيمة بايدن وهزيمة أمريكا أمام قرارات وإرادة شعوب منطقة الشرق الأوسط التي تحاول أمريكا البقاء مهيمنة عليها بدون وجه حق.