تهديد مباشر لها أكثر من كونه عقاباً لإسرائيل.. كيف تنظر أمريكا للقرارات اليمنية في البحر؟
خاص – المساء برس|
من واقع البيانات الرسمية الأمريكية الصادرة سواءً عن البيت الأبيض أو البنتاغون أو وزارة الخارجية، أو القيادة المركزية، يتبين أن الولايات المتحدة الأمريكية تنظر للقرارات اليمنية العسكرية تجاه كيان الاحتلال الإسرائيلي وأبرزها بالطبع قطع الملاحة البحرية عليه من العبور في الممرات الملاحية بالبحر الأحمر والبحر العربي، تنظر لها على أنها تمثل تهديداً مباشراً لواشنطن أكثر من كونها تهديداً أو عقاباً لكيان الاحتلال الإسرائيلي.
على سبيل المثال هناك مجموعة من النقاط التي يمكن الخروج بها كاستنتاجات من واقع قراءة متعمقة لبيانات الولايات المتحدة الأمريكية بخصوص اليمن والتي صدرت منذ نهاية الأسبوع الأول لشهر ديسمر 2023، والتي يمكن تلخيصها فيما يلي:
أولاً: تعتبر واشنطن هذه القرارات بأنها تهديد للوجود الأمريكي في المياه الدولية وهو ما يعني تهديد لنفوذها في الممرات الملاحية.
ثانياً: دائماً ما تتجه أمريكا للربط بين الهجمات اليمنية والدعم الإيراني (المزعوم) لحركة أنصار الله، وذلك من باب تحميل مسؤولية الهجمات لإيران كون الاعتراف الأمريكي بالهزيمة أمام جماعة دائماً ما تستصغرها أمريكا وتستحقرها، أمر ليس بالبسيط على أمريكا التي تروج لنفسها أنها أكبر قوة عالمية وأساطيلها البحرية لا تقهر، لكن أن تنسب أمريكا هزيمتها إلى الدعم الإيراني فذلك يعتبر أهون عليها من الاعتراف بهزيمتها من قبل أنصار الله أو بالأحرى من الجيش اليمني المحاصر والمنهك من الحرب التي أشرفت عليها أمريكا طوال 9 سنين بقيادة سعودية.
ثالثاً: دائماً ما تدعي أمريكا بأن الهجمات اليمنية تهديد للملاحة البحرية، رغم أن صنعاء دائماً ما تكرر وتجدد التأكيد على أن هجماتها تستهدف فقط السفن غير البريئة التي ترفض المثول لتعليمات البحرية اليمنية وهذه السفن هي فقط الإسرائيلية أو الذاهبة أو القادمة من وإلى الموانئ الفلسطينية المحتلة (الإسرائيلية).
رابعاً: لا تربط أمريكا هذه الهجمات بأنها امتداد لاستمرار الحرب والحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، وتحاول واشنطن فصل الأحداث في البحرين الأحمر والعربي بما يحدث من جرائم إبادة في قطاع غزة، إلا أن هذا الفصل قوبل برفض من المجتمع الدولي خاصة كبرى الدول كروسيا والصين اللتين أكدتا أكثر من مرة بأن ما يحدث في الملاحة البحرية سببه ما يحدث في قطاع غزة وأن الحل يبدأ بوقف العدوان على القطاع ورفع الحصار عنه وهو ما لا تريده واشنطن بل وتصر على استمرار الحرب والحصار.