ملخص لأبرز الأحداث والتطورات على الساحة اليمنية خلال الساعات الماضية
خاص – المساء برس|
العدوان الإسرائيلي على غزة وتداعياته في المنطقة بأكملها، جعل بعض وسائل الإعلام اليمني تبتعد قليلاً عن تغطية الأحداث اليومية في اليمن.
في هذا السياق ينشر “المساء برس” ملخصاً لأبرز الأحداث والتطورات على الساحة اليمنية خلال الـ24 ساعة الماضية.
أولاً على المستوى السياسي:
– كان أبرز حدث في قائمة التطورات السياسية في سياق الحرب التي تقودها السعودية على اليمن منذ 9 سنوات، هو حالة الارتباك التي ظهرت على عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات في التحقيق الذي بثته قناة هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” بخصوص الإمارات ودورها مع أمريكا وإسرائيل في الاغتيالات التي حدثت جنوب اليمن منذ سيطرة التحالف السعودي على هذه المناطق من بعد مارس 2015.
حيث دافع الزبيدي عن دور الإمارات في الاغتيالات والتصفيات عدن، ورغم مواجهته من قبل منفذة التحقيق بالأدلة وأثناء سؤاله عن إدارة شركة سبير الأمريكية التي تعاقدت معها الإمارات لتنفيذ الاغتيالات في عدن، اهتز الزبيدي وبدت عليه علامة الارتباك.
حاول الزبيدي إنكار معرفته بمجموعة الاغتيالات الأمريكية كما حاول إنكار أي دور للإمارات في تنفيذ تلك العمليات الإرهابية.
قبل أن يكمل دفاعه عن جرائم أبو ظبي في عدن واجهت معدة التحقيق، نوال مقحفي، عيدروس الزبيدي بصورة تجمعه مع ناصر الشيبة أحد عناصر تنظيم القاعدة الذين استعانت الإمارات بهم في تنفيذ مخطط الاغتيالات في عدن.
كشف التحقيق البريطاني أن الضباط الإماراتيين عرضوا على عناصر بتنظيم القاعدة كانوا في السجون منحهم الحرية مقابل العمل في مخطط تنفيذ الاغتيالات.
– أثار التحقيق الذي بثته بي بي سي البريطانية، بشأن دور الإمارات وتورطها مع أمريكا في الاغتيالات التي حدثت جنوب اليمن خلال مشاركة الإمارات في عمليات التحالف السعودي العسكرية ضد اليمن، أثارت جدلاً كبيراً في الشارع اليمني والعربي، كان السبب لهذا الجدل هو البحث عن إجابة لسؤال مفاده: “لماذا تبث بريطانيا تحقيقاً كهذا وفيه هجوم عنيف وقوي من بريطانيا ضد الإمارات التي تعتبر ربيبة المملكة المتحدة وصنيعتها، ولماذا هذا التحقيق الهجومي ضد الإمارات في هذا التوقيت تحديداً والذي يفترض فيه أن تكون الإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل في خندق واحد، خاصة بعد طوفان الأقصى والمعركة الحامية الآن بين كيان الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية وداعميها؟”.
الإجابة على هذا السؤال وردت على لسان العديد من المحللين السياسيين العرب وأيضاً اليمنيين العارفين بتفاصيل الصراع في اليمن وأدوار الأدوات الإقليمية التابعة للغرب وأدوات الأدوات في الداخل اليمني أيضاً، حيث يؤكد المحللون أن التحقيق الذي اختارت بريطانيا بثه في هذا التوقيت له علاقة بالحرب الإسرائيلية العدوانية على قطاع غزة والتي انخرطت فيها اليمن عبر حكومة صنعاء انخراطاً قوياً وفاعلاً جداً قلب موازين القوة في المنطقة الإقليمية وكاد هذا الدخول يؤثر حتى على موازين القوى العالمية بسبب ما أقدمت عليه اليمن من اتخاذ قرارات شجاعة أعادت للشعوب العربية العزة والكرامة والشعور بالقوة والهيمنة على منطقتهم ومياههم، ومن ذلك فرض السيطرة العربية على مياه البحر الأحمر ورفض مرور السفن الإسرائيلية أو الذاهبة أو القادمة من وإلى إسرائيل من البحرين الأحمر والعربي.
وجدت الولايات المتحدة أنها تفقد هيمنتها على البحر الأحمر كجزء من الهيمنة الأمريكية على الممرات الملاحية العالمية، فأرادت قمع اليمن وردعه عن مواصلة تنفيذ قراراته فقررت تشكيل تحالف لحماية السفن الإسرائيلية وإعادة فرض عبورها من الممر الملاحي إلا أن هذا التحالف فشل وفوق ذلك لم تشارك في هذا التحالف أي دولة عربية مشاطئة للبحر الأحمر وهو ما مثل نكسة للولايات المتحدة، واعتًبر هذا الرفض العربي في المشاركة والانقياد خلف أمريكا صفعة في وجه الهيمنة الأمريكية وتمرداً عليها ومؤشراً على أفول نجمها وبدء ضعفها، فأرادت واشنطن تلافي صورتها عبر شن عدوان على اليمن لكن لم تشارك في هذا العدوان سوى بريطانيا فقط بينما رفضت دول عربية المشاركة فيه من بين هذه الدول، الإمارات التي لم يكن يتوقع الغرب أنها سترفض المشاركة، فكان العقاب البريطاني ضد الإمارات على هذا التمرد هو ببث التحقيق المتعلق بدورها في عمليات الاغتيال التي جرت في جنوب اليمن منذ 2015 حتى 2018.
لكن لا يزال هناك تساؤل حيّر المراقبين، وهو لماذا الإمارات فقط هي من تتعرض اليوم لهجوم غربي على عدم مشاركتها في التحالف الحربي الأمريكي ضد اليمن بينما لم يتطرق أحد للسعودية، والإجابة على هذا التساؤل تتمثل في أن واشنطن ذاتها لم ترغب في أن تشارك السعودية في هذا الصراع لأن ذلك سيفشل خطط الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن والذي يسعى لهندسة اتفاق بين اليمن عبر حكومة صنعاء والسعودية لإنهاء الحرب في اليمن التي قادتها السعودية وأعلنتها من واشنطن في 25 مارس 2015 وانتهت بفشل التحالف السعودي رغم ما حصل عليه من دعم أمريكي وغطاء استخباري ولوجستي وسياسي عالمي، ولكون الهدنة المعلنة بين صنعاء والرياض والتي بدأ تنفيذها منذ 2 أبريل 2022 ولا تزال سارية حتى اليوم يعتبرها الجانب الأمريكي بأنها واحدة من إنجازات الرئيس بايدن، فإن انخراط السعودية مع هذا التحالف الأمريكي سيفشل هذه الهدنة وسيعيد الحرب في اليمن من جديد بما يدفع صنعاء لإعادة استهداف المنشئات النفطية الأمريكية داخل السعودية وهذا ما لا تريده واشنطن وإدارة بايدن خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في أمريكا وبالتالي فقد تفهمت واشنطن احتجاب السعودية والنأي بنفسها عن المعركة الحالية، لكن واشنطن ولندن لم تلتمسا العذر للإمارات بشأن عدم مشاركتها معهم في الحرب على اليمن، ويبدو أن واشنطن ولندن كانتا تعولان على المرتزقة التابعين للإمارات الموجودين في بعض المناطق الاستراتيجية والحساسة التي لو تم تفعيلها فإنها قد تؤثر على عمليات البحرية اليمنية ضد السفن الإسرائيلية والمرتبطة بإسرائيل بحيث يتم دعم هؤلاء المرتزقة من أمثال مقاتلي المجلس الانتقالي الجنوبي ومقاتلي طارق عفاش المتواجدين على الزاوية الجنوبية الغربية لليمن أي على المنطقة المحاذية والمطلة على مضيق باب المندب أكثر منطقة متوترة وخطيرة يتم من خلالها قطع الملاحة الإسرائيلية من المرور من البحرين الأحمر والعربي ومع رفض الإمارات الانخراط في هذا الصراع فإن التعويل الأمريكي والبريطاني قد فشل وتسبب بحالة ارتباك وتخبط وفشل عسكري حتى في ردع اليمن وتحييده عن مواصلة مهمته الإنسانية والأخوية والعروبية تجاه الأشقاء المحاصرين في قطاع غزة بفلسطين المحتلة.
ثانياً على المستوى الأمني:
أقر مرتزقة أمريكيون عملوا مع شركة سبير أوبيريشن الأمريكي، وظهروا بتصريحات مصورة في تحقيق بثته قناة بي بي سي، أقروا بأن الشركة الأمريكية شاركت في تدريب ضباط إماراتيين في القاعدة العسكرية الإماراتية في عدن والذين بدورهم قاموا بتدريب يمنيين مرتزقة على القيام بأعمال إرهابية واغتيالات وتصفيات جسدية وفوضى في جنوب اليمن.
ثالثاً على المستوى العسكري:
اندلعت اشتباكات متبادلة بين الفصائل الموالية للإمارات في محافظة شبوة.
حسب مصادر محلية فإن المواجهات نشبت بين عناصر من مليشيا شبوة ومسلحين آخرين يتبعون القيادي في الفصائل الجنوبية التابعة للتحالف أصيل رشيد.
وجرت الاشتباكات في مفرق الحوطة بمدينة عزان، وقد اندلعت الاشتباكات على إثر خلافات شخصية.
أشارت المصادر المحلية أيضاً أن المواجهات أسفرت عن سقوط عدد من الجرحى بينهم حالات خطيرة تم نقلهم لمستشفى في المدينة.
رابعاً على المستوى الحقوقي:
– أثار التحقيق البريطاني الذي استعرض الجرائم الإماراتية والاغتيالات التي طالت مئات الناشطين وخطباء المساجد وقيادات حزبية أبرزها بحزب الإصلاح خلال السنوات الماضية جنوب اليمن، أثارت جدلاً واسعاً بين اليمنيين.
حيث قال ناشطون في تغريدات لهم على منصة إكس، إن “الإمارات لا تريد لليمن الاستقرار فلديها أجندة ترتكز على السيطرة على الممرات المائية والمناطق الاستراتيجية والموانئ وإبقاء اليمن ممزقاً ومدمراً حتى تستمر مصالحها”.
أشار الناشطون أيضاً إلى أن “ما يثير السخرية هو أن الإمارات لا تزال تتحدث عن مساعدتها لليمن في محاولة لتحسين صورتها القبيحة التي انكشفت للجميع”.
اكد الناشطون أيضاً أن “اعتراف المرتزقة الأجانب الأمريكيين والإسرائيليين بالتعليمات الإماراتية في تصفية شخصيات يمنية جريمة ويجب ألا تمر دون عقاب”.
– كشف ضابط أمريكي سابق يدعى إسحاب جيلمور عن أنه عمل كمرتزق مع الإمارات لتنفيذ اغتيالات في اليمن.
أكد جيلمور وهو موظف في شركة سبير أوبريشن إضافة لموظف آخر يدعى ديل كومستوك أن المهمة التي قاموا بها انتهت في عام 2016 لكن الاغتيالات التي ارتكبوها بلغت 160 عملية قتل نفذت في اليمن بين عامي 2015 و2018، وقالوا إن معظمها حدثت منذ عام 2016 وأن 23 فقط من أصل 160 شخصاً ممن تم اغتيالهم كانت لهم صلات بالإرهاب بينما البقية تم تصفيتهم لأسباب سياسية بتوجيهات إماراتية، وهو ما دفع بناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي إلى المطالبة بمحاسبة الإمارات في المحاكم الدولية لانتهاكها السيادة في اليمن.
– كشف التحقيق البريطاني الذي بثته بي بي سي، أن الإمارات أنشأت قوات شبه عسكرية في 2017، ووصف التحقيق مليشيا المجلس الانتقالي أنها منظمة أمنية تدير شبكة من الجماعات المسلحة في جميع أنحاء جنوب اليمن، وتعمل بشكل مستقل عن الحكومة اليمنية (المنفية) وتتلقى الأوامر فقط من الإمارات، ولم يتم تدريب المقاتلين في الانتقالي على القتال في الخطوط الأمامية النشطة ضد قوات صنعاء فحسب وهو انتهاك إنساني ترتكبه الإمارات في اليمن، بل أيضاً قامت بإنشاء وحدة النخبة لمكافحة الإرهاب هدفها فقد تنفيذ اغتيالات برئاسة شلال شايع، وهو إثبات ودليل قاطع على أن شائع أول شخص على قائمة منفذي الاغتيالات من المرتزقة المحللين في اليمن.
– كشف التحقيق البريطاني الذي بثته هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، أن الإمارات استخدمت تنظيم القاعدة الإرهابي المصنف عالمياً، وتحالفت معه عبر استقطابها عناصر من التنظيم الإرهابي لتنفيذ جرائم اغتيالات جنوب اليمن طالت سياسيين وعلماء وقيادات عسكرية، تجاوز عدد المستهدفين الـ200 شخص.
التحقيق البريطاني كشف أن الإمارات استعانت بتنظيم القاعدة لتنفيذ بعض عمليات الاغتيال لكي لا تتسبب بمخاطر للمرتزقة الأمريكيين والإسرائيليين الذين استأجرتهم الإمارات لهذه المهمة، وحسب مراقبين فإن التحقيق البريطاني أعاد تسليط الضوء على اغتيال القائد العسكري في عدن أحمد السعدي الذي رفض ضغوطاً إماراتية بتسليم موانئ عدن للمليشيات التابعة لأبوظبي.
– اعتقلت السلطات في حضرموت التي يديرها المحافظ المدعم إماراتياً مبخوت بن ماضي، الصحفي عمر عبدالله كرمان في تصعيد خطير أقدم عليه المحافظ ضد العاملين بمجال الصحافة والإعلام في المحافظة الغنية بالنفط الأكبر في اليمن.
الاعتقال دفع الكثيرين إلى شن هجوم ضد المحافظ بن ماضي، من ذلك ما قاله الإعلامي والمحلل السياسي سمير الكثيري والذي وصف اعتقال الصحفي كرمان بأنه بداية السقوط الوشيك، مضيفاً بالقول “عندما استلم مبخوت بن ماضي السلطة في حضرموت أكد وأعلن على لسانه في أكثر من مناسبة بأنه سيكون هناك صفحة جديدة وحرة وأنه لن يستهدف فيها الإعلام والصحافة والصحفيين والرأي الآخر ومهما كانت كتاباتهم فهو صوت الشعب”.
خامساً على مستوى الاحتجاجات الشعبية:
يحاول المجلس الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات الركوب على موجة الاحتجاجات الشعبية في محافظة لحج لتحقيق مكاسب ومصالح شخصية وحرف دفة الاحتجاجات الشعبية لصالحه رغم أنه طرف رئيسي في ما يعانيه المواطنون جنوب اليمن من أزمات معيشية واقتصادية وأمنية وسياسية.
قالت وسائل إعلام جنوبية إن الانتقالي يحاول استغلال الاحتجاجات الشعبية في محافظة لحج لتحقيق مصالح شخصية عبر انضمامه إلى المحتجين وتأييدهم في المطالبة بحقوقهم المشروعة وإنهاء الفساد.
وأعلن الانتقالي اليوم الأربعاء ضم صوته إلى جانب المحتجين المطالبين بإنهاء الفساد وتوفير الخدمات وتحسين الأوضع المعيشية، حيث أعلنت الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة لحج تأييدها للاحتجاجات السلمية التي خرجت يومي أمس وأمس الأول في الحوطة عاصمة المحافظة.
يشير مراقبون إلى أن انضمام الانتقالي للاحتجاجات الشعبية نابع من كون الانتقالي يسعى للإطاحة بسلطة المحافظة التي يقودها القيادي المقرب من خصوم الانتقالي وتحديداً حزب الإصلاح، أحمد التركي، ولو كانت الاحتجاجات ذاتها قد خرجت في شبوة أو حضرموت أو عدن لكان الانتقالي قد قام بقمعها كما فعل سابقاً ويفعل حالياً في باقي المحافظات التي يسيطر عليها الانتقالي.