السياسي المصري سامح عسكر.. كيف قرأ تحقيق الـ”بي بي سي” عن دور الإمارات باغتيالات جنوب اليمن
وما يسطرون – سامح عسكر – المساء برس|
هجوم قناة البي بي سي العربية على الإمارات هذا التوقيت مرتبط بالعدوان الإنجليزي الأمريكي على #اليمن
قامت القناة بعرض فيلم وثائقي بعنوان ومحتوى عدائي ضد الإمارات يتهمها بالمسؤولية عن الاغتيالات في اليمن وتدبير انقلابات ونحو ذلك..
مهم جدا فهم الحملات الإعلامية الموجهة وفقا للسياق التي ظهرت فيها
أولا: قناة البي بي سي العربية تابعة لبريطانيا وملتزمة بسياساتها العليا ومصالح أجهزتها الأمنية خصوصا جهاز المخابرات..والمعروف عنها هدوء الطابع وعدم تبني مثل هذه الحملات في السابق، فما الذي تغير فجأة؟
ثانيا: الهجوم واضح أنه لابتزاز قادة الإمارات بعد رفضهم الدخول لتحالف حماية السفن الإسرائيلية المعروف بحارس الازدهار… فبغض النظر عن دوافع الإمارات لهذا الرفض لكنه في الأخير مثّل تحديا للقوى الغربية التي تضررت جراء إقدامها على ضرب اليمن دون دعم عربي..
ثالثا: أيضا فالهجوم يهدف لتسخين الجبهة اليمنية وإشعال خصوم الإمارات فيها وهم (أنصار الله في الشمال) و (الحكومة الشرعية في الجنوب) خصوصا حزب الإصلاح بوصفه المادة الأبرز في الهجوم وإقناعه بأن الإمارات مسؤولة عن اغتيال قادته في اليمن..
رابعا: أكبر المتضررين من هذه الحملة هو المجلس الانتقالي وفكرة تقسيم اليمن التي راودت أصحاب هذا المجلس وداعميه في السنوات الأخيرة..فيكون هدف الحملة إشعال حرب أهلية بين الحكومة والمجلس الانتقالي في الجنوب، وبين المجلس والحوثيين في الشمال..
فيبدو أن بريطانيا تعمل حاليا على إشعال حرب أهلية في اليمن تعوضهم عن الفشل الواضح في ردع اليمنيين عن استهداف السفن الإسرائيلية..
لن أناقش صحة أو كذب المعلومات التي احتواها الفيلم البريطاني، ولا يهمني صدقية المحتوى في حد ذاته ، ولكن توقيت ظهور الفيلم والحملة الإعلامية خلافا لنهج البي بي سي المعروف بالدبلوماسية والهدوء يعني وجود خطة انجليزية لإشعال حرب بين اليمنيين لا تضر الخارج بل سيتضرر منها الشعب اليمني دون غيره..
منطق فرق تسد ما زال يسيطر على قادة الغرب ويعملون ما في وسعهم لإضعاف أعداءهم بإشعال الحروب على أساس ديني أو عرقي أو عشائري، وفي الحالة اليمنية توجد هذه الخلافات فلما لا تصبح مادة إضعاف الشعب اليمني بعد اجتماعه الواضح والأخير ضد إسرائيل ؟