الجارديان: استهداف اليمن سيشعل الصراع بشكل أكبر في الشرق الأوسط
صنعاء – المساء برس|
قالت صحيفة “الجارديان” البريطانية، اليوم الأحد، إن أي استهداف لليمن من شأنه أن يخاطر بقلب وقف إطلاق النار الهش رأسًا على عقب، وتأجيج الصراع بشكل أكبر في الشرق الأوسط.
وأوضحت الصحيفة، أن هجمات من أسمتهم بالحوثيين وصلت إلى مستوى عال من الغليان، مستدركة: إلا أن الرد العسكري بقيادة الولايات المتحدة سيكون خطأ فادحًا.
وأشارت إلى أنه منذ اندلاع الحرب بين الكيان الصهيوني والمقاومة الفلسطينية في غزة بعد الـ7 من أكتوبر الماضي، ظل العالم قلقًا بشأن انتشار الحرب إلى صراع أوسع يستنزف الشرق الأوسط. لافتة إلى أنه في الأسابيع الأخيرة تركز التهديد بتوسيع الصراع في المكان غير متوقع، هو اليمن، التي تعد أفقر دولة في المنطقة والتي عانت لسنوات من الحرب.
ولفتت إلى الهجوم والاشتباك المباشر للمرة الأولى بين القوات الأميركية وقوات البحرية اليمنية والذي أدى إلى مقتل 10 من منتسبي الأخيرة، موضحة بأن المسؤولين الأميركيين والبريطانيين هددوا على إثر الحادثة بأنهم يفكرون بشن غارات جوية على أهداف تابعة “للحوثيين” في اليمن لمنع المزيد من الهجمات، مشيرة إلى البيان الذي صدر عن أمريكا وبريطانيا وحلفاؤهم والذي هددوا فيه بشن ضربة عسكرية على اليمن.
وبحسب الصحيفة، فإن العمليات اليمنية في البحر الأحمر ضد السفن الإسرائيلية والسفن المتوجهة إلى موانئ الكيان الصهيوني “تسببت بأضرار اقتصادية لإسرائيل، التي فقد ميناء إيلات التابع لها 85% من نشاط الشحن منذ بدء عمليات الحوثيين”، حسب تعبيرها.
وتقول الصحيفة البريطانية، أنه ومن خلال تعطيل التجارة العالمية، يفرض الحوثيون تكلفة غير متوقعة على الولايات المتحدة وحلفائها بسبب دعمهم لإسرائيل، معتبرة أن الحوثيين يجرون أمريكا والغرب إلى وقف خسائر إذا ردوا بشن هجمات على اليمن.
وأضافت: إن الرد العسكري الذي تقوده أمريكا وبريطانيا على هجمات البحر الأحمر يهدد بتفاقم الوضع على نطاق أوسع، ومن غير المرجح أن يجبر اليمنيين على تغيير تكتيكاتهم، موضحة أن التحالف الأمريكي يخاطر من خلال مهاجمة اليمن أيضًا بعملية وقف إطلاق النار الهشة بين الحوثيين والسعودية، الذين خاضوا حربًا منذ أواخر مارس 2015.
وأشارت إلى أن أمريكا وحلفاؤها يحاولون الضغط على إيران لمنع الحوثيين من شن المزيد من الهجمات على سفن الشحن، مستدركة: إلا أنه حتى لو حاولت إيران الضغط على قادة الحوثيين، فإنه ن غير الواضح ما إذا كانوا سيقفون هجماتهم في البحر الأحمر، لأن الحوثيين لديهم مصالحهم وأولوياتهم الخاصة، فضلًا عن أن اليمنيين يتمتعون بتاريخ طويل في دعم القضية الفلسطينية، ويقدم الحوثيون أنفسهم باعتبارهم الجماعة الوحيدة التي تتخذ إجراءات ملموسة ضد إسرائيل.
وبيّنت الصحيفة بأن هناك جرح آخر قد يفتح من جديد إذا استخدمت أمريكا قوتها العسكرية ضد الحوثيين، حيث أنفقت المملكة السعودية ما بين 5 مليارات إلى 6 مليارات شعريًا في قتالها مع الحوثيين في ذروة الحرب على اليمن، لكنها خسرت فعليًا واضطرت إلى التوقيع على هدنة هشة في العام 2022، ولا يزال الجانبان يتفاوضان على وقف دائم لإطلاق النار والتعويضات، وهذه الجهود تحققت بشق الأنفس لتحقيق الانفراج في اليمن وأصبحت الآن معرضة للخطر بسبب أزمة البحر الأحمر.
واعتبرت أنه في حال هاجمت أمريكا الحوثيين، فيمكن الأخيرين إعادة صياغة المواجهة كوسيلة لتسوية حسابات قديمة مع واشنطن، حيث أن الأخيرة قدمت أسلحة بمليارات الدولارات وتدريبات ومساعدات استخباراتية لحلفائها في السعودية والإمارات خلال الحرب على اليمن.
وإذا هاجم التحالف الذي تقوده أمريكا الحوثيين في الأسابيع المقبلة، فسوف يكونون حريصين على تذكير العالم بأن واشنطن وحلفائها ساعدوا في إثارة أزمة إنسانية استمرت لسنوات في اليمن، إضافة إلى أن أمريكا تخاطر بذلك بإشعال حريق أوسع نطاقًا من شأنه أن يؤدي إلى المزيد من البؤس في الشرق الأوسط.