المشهد الأمني جنوب اليمن انهيار وانفلات مستمران.. آخر الجرائم ضحيتها طبيب
الضالع – المساء برس|
أمس الجمعة اغتال مسلحون مجهولون طبيباً في مدينة الضالع جنوب اليمن.
وأفاد مصدر محلي، حسب ما نشرته وسائل إعلام، أن مسلحين اغتالوا الطبيب “أكيد قائد حورة” أثناء خروجه من المسجد عقب صلاة الجمعة.
هذه الحادثة تسجل جريمة جديدة في سلسلة جرائم الانفلات الأمني التي تشهدها المناطق الجنوبية الخاضعة لسيطرة التحالف السعودي الإماراتي وفصائله المحلية المسلحة يومياً حيث لا أمن ولا استقرار ولا مظهر من مظاهر الحياة الطبيعية في هذه المناطق التي يعيش أبناؤها ويلات استمرار سيطرة التحالف السعودي وفصائله المحلية عليهم وعلى مناطقهم بكل ما يرتكبونه من جرائم وفوضى وانتهاكات دموية تطال المدنيين الأبرياء.
وأثرت جرائم الانفلات الأمني بشكل كبير جداً على الحياة الاقتصادية جنوب اليمن، حيث هرب جزء كبير جداً من رأس المال اليمني في المحافظات الجنوبية للاستقرار والعمل من المحافظات الشمالية وعلى رأسها العاصمة صنعاء لما تتمتع به هذه المناطق التي تديرها سلطات صنعاء والمجلس السياسي الأعلى، من أمن مستدام واستقرار اقتصادي رغم ما تعانيه اليمن وخصوصاً مناطق سيطرة حكومة صنعاء من حصار اقتصادي من قبل التحالف السعودي الإماراتي.
والوضع الأمني في المناطق الجنوبية لا يقتصر على انتشار جرائم الاغتيالات سواءً بحق القيادات والشخصيات التابعة لأطراف الصراع بين أدوات التحالف السعودي أو الشخصيات والقيادات المدنية التي لا علاقة لها بالصراع المسلح الدائر في جنوب اليمن.
وتتعدد جرائم الانفلات الأمني في جنوب اليمن ما بين الاغتيالات والقتل العمد والسطو المسلح والمداهمات والاعتقالات والتقطعات وممارسة أعمال الابتزاز من قبل النافذين والقيادات العسكرية والأمنية التابعة للفصائل المتعددة التابعة هي الأخرى للتحالف السعودي الإماراتي إضافة لفرض الجبايات على الناقلات باستخدام القوة العسكرية وانتشار النزاعات المسلحة إما بين المواطنين أو بين الفصائل المتصارعة التابعة للتحالف بسبب غياب أي مظهر من مظاهر النظام والقانون والامتثال للسلطات الأمنية أو القضائية، كما تشهد المناطق الجنوبية الخاضعة لسيطرة التحالف جرائم بحق المعتقلين الجنوبيين في السجون السرية التي تديرها بشكل غير مباشر قيادة قوات التحالف السعودي الإماراتي في عدة محافظات جنوبي اليمن أبرزها عدن وحضرموت وشبوة وسقطرى ولحج، وهي سجون ترتكب فيها جرائم فظيعة ضد المعتقلين والمخفيين قسراً من المناهضين للتحالف السعودي الإماراتي تتنوع ما بين التعذيب والإذلال والإهانات وتصل حد التصفية الجسدية.
ويصف مراقبون الوضع الذي تعيشه المناطق الجنوبية الخاضعة لسيطرة التحالف السعودي الإماراتي فيما يخص جرائم الانفلات الأمني بمختلف أشكالها بأنه عبارة عن “قرصنة برية تمارسها مليشيات التحالف” والتي تستخدم ما لديها من سلاح حصلت عليه من التحالف السعودي خلال سنوات الحرب على اليمن منذ مارس 2015، إما لابتزاز بعضها البعض أو لابتزاز المواطنين والتجار والمستثمرين والشخصيات المؤثرة، أو لتحقيق مكاسب بالقوة العسكرية لمصلحة القيادات النافذة العسكرية والأمنية المدعومة من التحالف السعودي.