المشاط للأمريكان: إذا أردتم عدم الرد على عدوانكم على قواتنا البحرية عليكم تسليم القتلة لمحاكمتهم في اليمن
صنعاء – المساء برس|
بالبدلة العسكرية ومن محافظة الحديدة جنوب غرب البحر الأحمر وفي اجتماع مع أبرز القادة العسكريين في هيئة الأركان والجيش اليمني بحكومة صنعاء، ظهر مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، أعلى سلطة حكم في اليمن، لأول مرة منذ أن شهدت منطقة البحر الأحمر تطورات هامة بدخول أمريكا عسكرياً على خط المواجهة بين صنعاء وكيان الاحتلال الإسرائيلي.
في سياق الحرب التي يشنها كيان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة ومساندة اليمن بإعلانه الحرب رسمياً على كيان الاحتلال الإسرائيلي وتنفيذ هذا القرار بقصف الكيان بالصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة وقطع الملاحة البحرية عليه من البحر الأحمر والبحر العربي، شكلت واشنطن تحالفاً بحرياً عسكرياً للتمركز في البحر الأحمر في محاولة فاشلة لتحييد اليمن وإبطال قرارها بفرض حظر على الملاحة الإسرائيلية من هذه المنطقة وفي تطور خطير في سياق هذا التحالف البحري أقدمت القوات البحرية الأمريكية في 31 ديسمبر المنصرم على الاعتداء على 4 زوارق تتبع البحرية اليمنية كانت تؤدي مهامها الاعتيادية في تأمين حركة الملاحة الدولية في المياه الدولية المقابلة للمياه الإقليمية اليمنية جنوب البحر الأحمر ومهامها في منع السفن المرتبطة بإسرائيل من العبور من المنطقة، وقد أدى الاعتداء الذي تم بطائرات مروحية أمريكية إلى استشهاد 10 من عناصر القوات البحرية اليمنية.
وفي أول ظهور لرئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، مهدي المشاط، بعد الاعتداء الأمريكي على عناصر البحرية اليمنية، أعلن المشاط أن على الولايات المتحدة الأمريكية إذا أرادت ألا يقوم اليمن بالرد على اعتدائها على عناصر البحرية اليمنية، أن تقوم بتسليم القتلة الأمريكيين الذين أطلقوا النار على عناصر البحرية اليمنية، وذلك لمحاكمتهم في اليمن، في موقف كشف حجم السقف المرفوع عالياً من قبل صنعاء في وجه الولايات المتحدة الأمريكية التي تجاوزت الخطوط الحمر بنظر صنعاء بدءاً بتواجد واشنطن العسكري في منطقة تعتبر مجالاً حيوياً خاصاً باليمن والسيادة اليمنية وتبعد عن الأراضي الأمريكية آلاف الأميال، ومن ثم الاعتداء على السيادة اليمنية وقتل عناصر من قواتها البحرية بما مثله ذلك من انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية.
ولا تبدو تصريحات مهدي المشاط مجرد حرب إعلامية ونفسية يمارسها ضد واشنطن، إذ أكد في كلمته أمام أبرز قادته العسكريين أن الجريمة التي أقدمت عليها القوات الأمريكية في البحر الأحمر ضد عناصر من البحرية اليمنية “لن تمر دون رد قوي وسيدفعون الثمن بشكل غير مسبوق وسيتحملون العواقب جراء حماقتهم” حسب ما قاله المشاط والذي أعقب على عباراته السابقة بالقول “نحن نعرف كيف نتخاطب مع من يدعون أنهم أقوياء ونعرف اللغة التي يفهمونها جيدا”.
ولم يثني التحالف البحري الأمريكي في البحر الأحمر وما أقدمت عليه واشنطن من الاعتداء على عناصر من البحرية اليمنية، لم تثنِ صنعاء عن مواصلة فرض قرار حصارها وقطع الملاحة البحرية عن كيان الاحتلال الإسرائيلي من البحر الأحمر والبحر العربي إذ استمرت عمليات صنعاء ضد السفن المرتبطة بإسرائيل ما دفع شركات الشحن التي كانت قد أعلنت أنها ستستأنف مرور سفنها عبر البحر الأحمر بعد تشكيل التحالف البحري إلى إلغاء هذا القرار وإعادة الإعلان مرة أخرى أن ستلغي جميع رحلاتها عبر البحر الأحمر حتى إشعار آخر الأمر الذي يؤكد فشل التحالف البحري الأمريكي وانتصار صنعاء لفلسطين في فرض قرار الحصار على كيان الاحتلال الإسرائيلي بالقوة، الأمر الذي يضع واشنطن أمام خيارين الأول الاستسلام لقرار صنعاء وممارسة الضغط على إسرائيل لرفع الحصار عن قطاع غزة تنفيذاً لشروط صنعاء مقابل إلغاء الأخيرة قرارها بحظر عبور السفن المتجهة لكيان الاحتلال الإسرائيلي من البحر الأحمر والبحر العربي، أو الذهاب لمواجهة عسكرية أمريكية مع صنعاء وفي هذه الحالة تكون واشنطن قد قررت بنفسها توسيع المعركة في المنطقة وهي التي لا تريد للمعركة في فلسطين المحتلة أن تتوسع كما أنها تقود منطقة البحر الأحمر إلى جعلها منطقة مغلقة تماماً أمام جميع سفن دول العالم كون هذه المنطقة ستصبح منطقة عسكرية خالصة.