فايننشال تايمز: ضغوط أمريكية وبريطانية مكثفة لتحييد اليمن.. لماذا هناك حاجة لترميم الردع في اليمن ومما تخاف واشنطن؟
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
كشفت صحيفة “فيننشال تايمز” البريطانية عن ضغوط مكثفة تمارسها كلاً من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على صنعاء لثنيها عن مواصلة هجماتها ضد سفن كيان الاحتلال الإسرائيلي والسفن المرتبطة بالكيان ورفع الحصار عن الكيان بحرياً.
الصحيفة البريطانية قالت إن وزير الدفاع البريطاني جرانت شابس قال اليوم الإثنين إن بلاده مستعدة لاتخاذ إجراء مباشر ضد صنعاء لما أسماه “ردع التهديدات لحرية الملاحة في البحر الأحمر”.
يقول مراقبون عرب، أن بريطانيا تطلق تصريحات تهديدية ضد صنعاء من باب ممارسة حرب نفسية فقط فيما الحقيقة أنها لا تستطيع فعل شيء وفي حقيقة الأمر أسطولها البحري معظم قطعه أصبحت خارج الخدمة وبالتالي لا يوجد لدى بريطانيا ما تهدد به اليمنيين عوضاً عن أن اليمن ليس البلد الذي يمكن تهديده.
الفيننشال تايمز البريطانية نقلت عن وزير الدفاع البريطاني في مقال كتبه في صحيفة ديلي تلغراف البريطانية أيضاً إنه “إذا لم نحمي البحر الأحمر، فإن ذلك يخاطر بتشجيع أولئك الذين يتطلعون إلى التهديد في أماكن أخرى، بما في ذلك بحر الصين الجنوبي وشبه جزيرة القرم”.
واضح من حديث شابس، أن الغرب يرى أن السكوت على ما قامت به صنعاء في البحر الأحمر من فرض معادلة لم يسبق أن فرضها أحد بهذه الطريقة والفاعلية، سيشجع أطرافاً دولية أخرى على فعل الشيء ذاته، على سبيل المثال تفكر أمريكا وبريطانيا في أن تغاضيهما عن اليمن سيفهم على أنه ضعف أمريكي وغربي بامتياز وعجز عن الرد وعن المواجهة وبالتالي فإن إيران على سبيل المثال قد تفكر في فعل الشيء ذاته في أماكن ومناطق أخرى مثل الخليج العربي ومضيق هرمز، وترى واشنطن أن إيران ستقرأ محاولة تجنب أمريكا تصعيد الصراع وفتح جبهة مع صنعاء كالتالي: “بما أن أمريكا لم تجرؤ على مواجهة اليمن فهذا يعني أنها أضعف مما كنا نعتقد وهذا يعني أننا – أي طهران – من الممكن أن نستخدم ورقة الملاحة ضد المصالح الأمريكية كورقة جديدة ستقلب المعادلة ليس على مستوى الحرب في قطاع غزة فقط بل على مستوى الصراع الأمريكي الإيراني الآن ومستقبلاً فأمريكا التي تهاب اليمنيين رغم قلة ما يمتلكونه من أسلحة فإنها ستهاب أيضاً إيران التي تملك أضعاف أضعاف ما يملكه اليمنيون من منظومات تسليحية”.
شابس يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك إذ يعتقد أن الصين وروسيا يمكن أن تذهبان لاستخدام الورقة التي استخدمتها اليمن ولم تتمكن أمريكا من تحييدها وإبطال مفعولها ومن لم يتمكن من تحييد اليمن قطعاً لا يمكنه تحييد الصين أو روسيا أو كليهما معاً.
الواضح أن أمريكا وبريطانيا يتهيبان من الدخول بمعركة أوسع في اليمن كون النتائج غير مضمونة فالخروج بنتائج مخيبة لآمالهما إنما سيزيد من قناعة دول العالم بأن نجم واشنطن قد أفل وأن حجم الضعف الأمريكي حالياً أضعف ما يمكن تصوره وتخيله وبالتالي فقدان واشنطن والغرب عموماً المزيد من هيمنتهم عالمياً، والأخطر من ذلك أن الدخول بمعركة في اليمن سيكشف كيف أن السلاح الأمريكي لم يعد ذو فاعلية وخصوصاً مع الشعب اليمني الذي لا يهاب أي شيء ويستطيع التكيف مع مواجهة عسكرية غير متكافئة استناداً لما خاضه هذا البلد من تجربة حرب قادتها بشكل غير مباشر وغير معلن واشنطن من داخل الرياض على مدى 9 سنوات انتهت بالفشل الذريع وانتصار عظيم حققته صنعاء، بالتالي فإن من غير المستغرب جداً ما تمارسه واشنطن ولندن اليوم من ضغوط مكثفة بالطرق الدبلوماسية على صنعاء لتحييدها ودفعها للتراجع عن قرار حصارها لكيان الاحتلال الإسرائيلي.