الحصار اليمني للعدو الإسرائيلي يُفقد الأمريكي صوابه
وما يسطرون – رضوان العمري – المساء برس|
خلال الفترة الماضية كان العدو الصهيوني ينشر أرقاماً وإحصائيات عن خسائره الاقتصادية جراء الحصار اليمني، ومع ذلك فإن سياسة العدو تقضي بأن يكون هناك تكتم على خسائره البشرية والاقتصادية في أي حرب يخوضها، لذا فإن حجم الخسائر التي مني بها جراء الحصار اليمني تتجاوز إحصائياته وبياناته.
فبعد أن وصلت تأثيرات الحصار اليمني لكيان العدو الصهيوني إلى مستوى لايطيقه اقتصاد الكيان وأصبح هذا الحصار يشكل له تحدياً رئيسياً على سير معركته في قطاع غزة ، غامر العدو الأمريكي الداعم الرئيسي للكيان الصهيوني بعملية عدوانية في البحر الأحمر نتجت عن استشهاد 10 من جنود القوات البحرية اليمنية، وهذه المغامرة لها دوافع ودلالات عديدة، أولها أن الأمريكي وصل إلى قناعة تامة بأن القيادة الثورية ممثلة بالسيد عبدالملك الحوثي لم ترضخ للترغيب أو الترهيب الذي استخدمهما الأمريكي خلال الفترة الماضية لمحاولة ثني اليمن عن التراجع عن قرار الحصار، كما أن عملية المغامرة هذه تدل أيضاً بأن اقتصاد العدو الصهيوني قد وصل لحالة سيئة جداً خصوصاً وأن البحر الأحمر يمثل خط إمداد لوجستي رئيسي للكيان الصهيوني، ويضاف إلى دوافع العملية الإجرامية الأمريكية بأن الأمريكي رأى بأن العمليات اليمنية في البحر الأحمر أصابت جدران هيبته الذي ظل يبنيها لعدة عقود بالشقوق والتصدعات، لكن الأمريكي بمثل هكذا مغامرة الذي يهدف من خلالها ترميم شقوق جدران هيبته لايدرك بأن تبعات هذه المغامرة ستكون بداية فعلية لطرده من البحر الأحمر والمنطقة ككل بالإضافة إلى أن مصالحه في المنطقة ستكون ضمن دائرة الخطر، ومع أن الأمريكي يدرك هذه الحقائق جيداً إلا أن هزيمة كيانه في غزة وعدم حصوله على نقطة نصر واحدة بالإضافة إلى الحصار المطبق الذي يفرضه اليمن، جعل الأمريكي يبدو أكثر ارتباكاً ويتصرف كما لو أن أوراقه كلها قد نفدت ولم يعد يمتلك سوى ورقة المواجهة المباشرة.
أما اليمن فقد اتخذ قرار نصرة فلسطين متخطياً كل التحديات والضغوطات وسيذهب إلى أبعد مدى وفق الإمكانيات المتاحة، لأن القيادة والشعب اليمني يدركون بأن العدو الصهيوني لن يتوقف عن جرائمه إلا بالرد والردع.
إن إعلان القوات المسلحة اليمنية الانخراط رسمياً في الحرب دعماً لفلسطين سواءً بإطلاق الصواريخ والمسيرات إلى عمق الأراضي المحتلة، أو بإعلان الحصار على كيان العدو الصهيوني في البحر الأحمر لاقى ترحيباً واسعاً في أوساط الشعب اليمني وأدى لتماسك الجبهة الداخلية لصنعاء أكثر من أي وقت مضى، والدليل على ذلك حالة الاستنفار اليومي الذي تعيشه اليمن على كل المستويات وخروج اليمنيين بتظاهرات حاشدة باستمرار لتأييد كل الخيارات التي تتخذها القيادة لنصرة إخواننا في غزة، كما تخرجت كتائب شعبية جديدة باسم “طوفان الأقصى” تقدر بأكثر من 100 ألف مقاتل ولازالت التعبئة والتحشيد مستمر، وهذا ينبئ بأن العدوان على اليمن بمثل هذه الأيام بمثابة انتحار حقيقي للعدو، ولا ننسى أهم عامل في هذه المعركة، حيث أن القوات المسلحة اليوم باتت تمتلك أسلحة نوعية رادعة قادرة على توجيه ضربات موجعة للسفن الأمريكية أو المصالح الأمريكية في المنطقة، كما أن العقيدة والخبرة القتالية التي اكتسبتها القوات المسلحة اليمنية خلال أعوام العدوان السابقة تعتبر رصيد مهم يضاف إلى عوامل القوة والنصر بإذن الله.
لن نبالغ أكثر بمدى القدرات اليمنية حتى لا يظن البعض بأننا نعطي تطميناً مباشراً للشعب اليمني، ولكننا ندرك بأن الوعي لدى الشعب اليمني المتراكم خلال السنوات السابقة قد جعله يدرك بأن أي حرب لها أثمان وأكلاف وتضحيات وهو مستعد لتقديم الغالي والرخيص في سبيل نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم.