لا تنزلوا من الجبل!
مصطفى عامر – وما يسطرون – المساء برس|
طائشةٌ هي الرصاصة ما لم تكن “بين العيون”!
خائنةٌ هي- يا رماة الحيّ- نيرانكم الصّديقة!
لو رسم لك القائد خطًّا على الرّمال، ثم قال: لا تتجاوز هذا الخط، فلا تتجاوز هذا الخط!
لا ينتقص هذا الأمر من قدرك ولا يحطّ من كرامتك!
الانضباط بسملة المعركة، وهو أيضًا أخر نقطةٍ في صفحتها الأخيرة! وأسوأ ما قد يصادفه قائدٌ في حرب: جنديٍّ منفلت، أو سيء الطباع، أو بطيء الفهم!
هذه القوانين ثابتة! إنّها أبجديّة الحرب، معلومةٌ لكلّ جنديٍّ بالضرورة، يحفظها أكثر من أبجد هوّز، ويفهمها أكثر من القاعدة البغدادية!
لماذا أقولها إذن؟
ببساطة لأنّ هذه الرسالة- أو المقالة- ليست موجّهةً إلى الجنود في الميدان، وإنّما إلى “الاعلاميين حقّنا”، أو- بالتّحديد- إلى الذين “ما تعسكروش” من الاعلاميين حقنا!
على هذا النحو فلا يكفي أن تفتح حسابًا في تويتر، أو قناة تليفزيون، حتّى تصبح قائد أركان! كما أنّ العلامة الزرقاء في تويتر ليست “نجمتين وطير”! عليك تفهّم هذا الأمر! وأن يتابع حسابك الآلاف فهذا لا يعني- بالضرورة- أنك قد أصبحت “قائد لواء”!
أن تكون “تويتر” ساحتك في هذه المعركة فهذا ليس أمرًا سيئًا، لكنّه يعني- وبالضّبط- أن دورك في هذه المعركة ينحصر في الدعم والإسناد، فلتبذل غاية جهدك في أداء دورك إذن، وبوعيٍ عميق! ثمّ لتسأل من الله المثوبة، العفو عن التقصير، وألا يكتبك من القاعدين!
أمّا أن تدخل إلى ساحة تويتر “زنجبيل بغباره” ! تطلق منشوراتك- بعد ذلك- في كلّ الاتجاهات! بحماسة عنترة واندفاع فيل! فهذا ليس أمرًا جيّدًا على أيّة حال!
لا تكن مثل مدفع التُرك!
ولا تجعفر بنا!
لا تدخل معركة قبل أن تفهم موقعك منها، تميّز بين عدوّك والحليف، من هو لك ومن عليك، ولا تطلق “منشوراتك”، بالطبع، قبل تحديد الهدف!
وهذه بعد ذلك معركةٌ فاصلة، لا مكان فيها للمذبذبين، هذا يعني أنك لا تملك حريّة التعبير، فلتنس ما تعلمته في كليّة الإعلام بهذا الشأن!
في المعارك الفاصلة لابدّ أن تكون مُنحازًا! أنت لست من سكّان نيكارغوا أو زائرًا من المريخ حتى تملك ترف الحياد!
إمّا أن تكون مع فلسطين أو مع الكيان القذر! محور المقاومة أو محور الاعتلال! في صف من “صدقوا ما عاهدوا الله عليه” أو: في صف أولئك الذين “لا يستحون”!
لا تذهب إلى المعركة بوصفك “يمني”، فقط! في معركة الشرف هذه فمحور المقاومة كلّه جيشٌ واحد، لا يهمّ بعدها أن تكون في ميمنة الجيش أو ميسرته، أن تكون من فلسطين أو لبنان أو العراق أو اليمن، أو إيران! أو من أيّ مكانٍ مقاوم! فهذا لا يعني شيئًا باستثناء أنّ لك دورًا “ما” وموقعًا تعرفه، في جيشٍ واحد!
ليس من شأنك تقييم الأداء إذن، ثمٌة من يقوم بهذا الدور! كإعلامي ليس هذا من شأنك، وإذا وجّهت سهامك إلى أيٍّ من مواقع الجيش فإنك تضرّ الجيش بأكمله، وفي كلّ الحالات فإنّ السّهم الموجّه إلى صدر محور المقاومة سهمٌ عدو، والمنشور الذي يخدم العدو.. منشورٌ من عدو!
أرض الله واسعة، والأعداء أكثر من الهمّ على القلب، “إنعث براحتك” من المحيط إلى الخليج، من الإمارات وحتّى آخر “نقطة خيانة” في درب التّبانة، لكن لا “تجعفر” بنا!
معلوماتك في المعركة مُنحصرة بحدود دورك، عليك تفهّم هذا الأمر! ليس من الضروري ولا المطلوب ولا اللازم أن تعرف كلّ شيء، أو أن تُعرض عليك الخطط! وإذا لم تفهم بعد أن محور المقاومة كلّه واحد، وأنه من يحارب الآن ويدفع الضريبة، فهذا شأنك.. إذهب إلى البيت أو إلى المحور المقابل، هذا أيضًا شأنك!
أحسست بالصداع، خذ بندول!
“حسيت بالغاثي” لا تكتب وانت “مصبّح”!
على أنّ الأرض لا تتوقف عن الدوران، فقط لأنّك تشعر بالدّوار!
ولن يتوقف الرجال عن أدوارهم في المعركة للاطمئنان على سلامة رأسك، عافاك الله!
إذا لم يروقك ما كتبته أعلاه فهذا ليس من شأني، وإذا لم تقتنع بمحور المقاومة- من أقصاه إلى أقصاه- فهذا ليس من شأنه، أو: لديه الآن ما هو أهم من إقناعك أو إقناعي!
لقد عاد عبدالله بن أُبي بثلث الجيش في “أُحُد”، ولم يهتزّ لجيش المسلمين “جفْنٌ”! علينا جميعًا تذكّر هذا الأمر!
لكنّهم دفعوا الثّمن غاليًا، حينما خالف الرّماه الأوامر، ونزل بعضهم من الجبل!
فلا تغادروا مواقعكم، ولا تنزلوا من الجبل!