ما مدى تأثير العمليات اليمنية ضد قوى الهيمنة ؟!
وما يسطرون – جلال زيد – المساء برس|
يراقب الكثير من المحللين السياسيين انعكاسات معركة طوفان الأقصى ومدى تأثيرها الاقليمي والعالمي وتطورات هذه المعركة التاريخية وتمددها إلى ساحات عدة في المنطقة .
وهذا أمر مصيري مهم إذ أن نتائج هذه المعركة سترسم صورة جديدة لمنطقتنا وتعيد تشكيل الموازين السياسية في العالم .
ساحات المعركة تتسع جغرافيا وامتدت من فلسطين الى لبنان وسوريا والعراق وصولاً إلى اليمن..
ومع امتداد ساحة المعركة امتدت تأثيراتها وأهميتها الجيوسياسية على المنطقة .
لا اود الحديث في هذا الجانب مع ما له من أهمية، ولكنني اريد ان انتقل إلى معركة أهم ذات بُعد أخطر إذ أن هناك معركة نخوضها اليوم مع محور المقاومة في ميدان أوسع وأخطر وأشد تأثيراً..
إنها معركة إعادة تشكيل الوعي المجتمعي الإسلامي والعربي في المنطقة !
إحدى الأمور التي نمرّ عليها مرور الكرام، هي تحليلات الأعداء بخصوص الدوافع والاسباب التي دفعت المقاومة الفلسطينية لتنفيذ عملية السابع من اكتوبر هو:
– قطع عملية التطبيع مع السعودية
– وإعادة ابراز القضية الفلسطينية للواجهة العالمية .
هذا كان واحداً من أبرز كلام الأعداء بهذا الشأن ولكن ماهي أبرز خطواته التي قام بها ..؟
– تشويه صورة المقاومة الفلسطينة واتهامها بعدة اتهامات كذبح الاطفال واغتصاب النساء..الخ
– تحميلها سبب هذا الدمار والقتل بحق الفلسطينيين
– توصيفها بالارهابية وتسميتها بداعش .
وهذا ما عمل عليه فعلا قطعان المتصهينيين
مع اختلاف تشكيلاتهم المنضوية تحت عباءات “دينية واعلامية وسياسية…الخ”
الأعداء المحليون والاقليميون والعالميون، سعوا جاهدين لكي الوعي الأممي الذي صنعته المقاومة وكادوا ان يفلحوا، فما الذي حدث حتى فشلوا..؟!
مع بداية الخطاب الأول المرتقب لسماحة السيد حسن نصرالله، عمد سماحته لإعادة التوازن لمجابهة هذه الحرب وخوضها بكل اقتدار “اقليمي وعالمي” حيث بيّن الخلفيات الصحيحة والسليمة التي دفعت بالمقاومة الفلسطينية لتنفيذ هذه العملية
– اظهر الصورة القوية والمتزنة والناصعة للمقاومة الفلسطينية
– ثبّت معادلات الردع للحفاظ على النصر الذي صنعته المقاومة الفلسطينية ورسم خطة ومسار هذه العملية بضمان انتصار المقاومة الفلسطينية وردع الكيان .
– بيّن المسؤوليات والالتزامات التي يجب على ” الحكومات والشعوب العربية والاسلامية والانسانية ” _بلا استثناء_تجاه فلسطين وغزة والمقاومة الفلسطينية “وهنا مربط الفرس”
اعتمد العدو على التشتيت والتضعيف والاستهانة بخطاب القائد السيد حسن نصرالله فكان لابد من خطاب بلغة أخرى توصل هذه الحقائق إلى قلوب وعقول شعوب المنطقة والعالم !
ومع التوهين المتعمد لما يقوم به حزب الله في جبهة الشمال والتعتيم والتقليل من شأن ما تصنعه المقاومة الاسلامية في العراق لابد من رسائل تكون أكثر وقعاً وأشدّ ألما للعدو وللعالم !
هنا برز قائد الثورة اليمنية القائد السيد عبدالملك الحوثي وشعبه اليمني الهمام ليتكفل بتوجيه الضربات والصفعات التي يترنح منها العدو “بمختلف الساحات” وأهمها ساحة الوعي الشعبي ؛؛ فنفذت اليمن ضرباتها النوعية باتجاه الاراضي المحتلة والتي ظنّ البعض أنها لا تحمل اثراً وليست ذات أهمية استراتيجية وهذا ظن خاطئ تماماً
ماذا صنعت العمليات اليمنية وماهو مدى تأثيرها ..؟!
ولماذا انبرت امريكا لمواجهتها بتشى السبل ..؟
العمليات اليمنية كانت عبارة عن صدمات كهربائية لإنعاش جسد أمتنا المريض وقد أدت فعلها بكل جدارة حيث أحرزت هذه العمليات نتائج مبهرة ففضحت بفعلها
” كل وجوه المتقمصين للقومية والقضية الفلسطينية والحكومات المطبعة “واعطت الشعوب أملا جديدا وقويا بالتحرير والحرية والمقاومة ..!
وهنا وقفت آلة الحرب الاستكبارية في صناعة التوجهات العالمية حائرة ومحاولة لتغييب هذه العمليات اليمنية وتشويهها او اتهامها بطرق مفضوحة كالقرصنة وتهديد الملاحة العالمية ..!
ووقف حلفاؤها في موقف لا يُحسد عليه فمن ناحية “أن شرعية اليمن وحجته قوية وواضحة بالدفاع عن فلسطين_ “العمق العربي والإسلامي والإنساني” _و أن كل عمل عدواني على اليمن في هذه المرحلة والمنعطف ستعتبره الشعوب دفاعا عن اسرائيل والذي لن تكون عواقب كل الانظمة المعتدية حميدة !
إذ سيكون ذلك بمثال الزلزال والصاعقة التي تضرب اساسات هذه الانظمة, وباعتقادي أن هذا أحد اسباب الفشل الامريكي بتشكيل تحالف بحري ضد اليمن .
وإلى جانب ما يحمله اليمن اليوم من اقتدار
خرج السيد عبدالملك الحوثي في خطابه الاخير ليضيف دافعاً آخر وانتصاراً إضافياً في هذه المعركة بتلميحه “حول بعض الدول التي تصد الضربات اليمنية المتجهة نحو الكيان” وتهديده دول المنطقة “تحالف العدوان على اليمن” إذا اشتركوا في تحالف امريكا للاعتداء على اليمن، و دول العالم ايضا..باستهداف المصالح النفطية والملاحة البحرية والعسكرية التي ستطالها ايدي ابطال جيشنا اليمني وحركات محور المقاومة .
يخرج الامريكي اليوم بصناعة مسرحيات سخيفة وسمجة ليثبت للعالم أن اليمن وقائده يمثلون تهديدا للمصالح العالمية ولابد من مجابهته بصناعة سيناريوهات الاستيلاء على سفينة من قبل قراصنة واستهداف اخرى “ممن ليست هدفا لليمن” ..
فهل سينجح في تأليب الرأي العالمي ومحاولة حشر روسيا والصين في هذا الصراع ..؟ هذا ما ستكشف فشله الايام المقبلة.
لقد انتصرنا في معركة الوعي بحكمة وحنكة قادة محور المقاومة ولابد لنا كنخب سياسية وفكرية واعلامية وشعبية المحافظة على هذا الانتصار وتعزيزه والعمل على تعميمه قدر الامكان والسلام.