طوفان الأقصى.. معركة عابرة للحدود
مصطفى عامر – وما يسطرون|
مفتاح المستقبل مطمورٌ في أعماق التاريخ، من الأمس تتكشّف ملامح الغد، أما اليوم فمحض خطٍّ واصلٍ بينهما، يا صديقي!
لهذا لا تقرأ المشهد بعينيّ ذبابةٍ ولا بذاكرة سمكة، أقول لك هذا الأمر حتى لا تبتلعك الحيتان أو تفترسك العناوين الزائفة.
وتذكّر، حينما تقوم قنوات الأخبار بصبّ عناوينها في أذنيك، أنه يتوجّب عليك لاستجلاء عنوان الحقيقة أن تبحث مليًّا في حقيقة العنوان!
حينما تطنّ مذيعةٌ ما في أذنيك وتُخبرك، مثلًا، بأنّ العدوان على غزة لم يكن ليحدث لولا عملية طوفان الأقصى فاعلم أنّها تستخفّ بك، لا أكثر، تتصرف معك باعتبارك فريسةً سهلة!
أوما رأيت خلف أسنانها البيضاء أنيابًا حادة؟ ووراء شعرها الأشقر، أوما رأيت مُفترسًا خبيثًا؟!
لا تخدعنّك عيونها الزّرقاء إذن، ولا يصرفّنك وجهها الأملس عن استكشاف الحقيقة!
إنتبه! فأخطر الأفاعي أكثرهنّ بريقًا!
ولولا أنك لا تملك الوقت أو لا تتحلّى بالصبر لأخبرتك كيف أن ثمّة علاقةٍ تربط بين طوفان الأقصى وطوفان نوح، “السيوف الحديدية” وحكاية النمرود، حرب اليوم والحروب الصليبيّة، الكيان الصهيوني وفرسان المعبد، غزوة الأحزاب وتحالف الازدهار!
لا أريد لك أن تكون متذبذبًا في مواقفك إذن! لا يليق بك التّرنح على أرصفة الحياة مثل بندولٍ بسيط! تصرفك عناوين اليوم عن عناوين الأمس! تُنسيك مجريات اليوم اصطفافات الأمس! أو تُعميك حدود الزمان والمكان عن إدراك حقيقة أن المعركة عابرةٌ لكلّ الحدود!
من يُخبرك بخلاف ذلك فهو يرفع في وعيك، فحسب، جدرانًا من الوهم والزيف والخداع! ليُعميك، لا أكثر، عن حقيقة أنّه يحيك شباكه عليك اليوم بهدوء، حتى يفترسك غدًا بلا مقاومة!
لماذا أخبرك بهذا الأمر؟ حسنًا، لا أدري على وجه التحديد!
أو! ربّما، وهذا هو الأهم، لأنّ المعركة أكبر وأعظم وأشدّ وطئًا من أن نذهب إليها بجيشٍ من “البندوليين”، الذين لا يستطيعون معها صبرا، أو الذين لا يحيطون بحقيقتها خُبرا!