وكالة شينخوا الصينية: التواجد العسكري الأميركي في البحر الأحمر سيوسع الصراع في المنطقة
صنعاء – المساء برس|
قالت وكالة الأنباء الصينية “شينخوا” اليوم الخميس، إن الوجود العسكري الأمريكي المتزايد في البحر الأحمر، سيؤدي إلى تفاقم الصراع في المنطقة وسيوسع الحرب الإسرائيلية الفلسطينية فيها.
ونقلت الوكالة عن محللين، قولهم إن التوترات المتزايدة في البحر الأحمر، يمكن أن تؤثر بشكل خطير على التجارة العالمية المنقولة بحرًا وسلسلة التوريد العالمية.
وأشارت الوكالة إلى تهديد زعيم حركة أنصار الله، عبدالملك الحوثي، في خطابه أمس: إذا استهدفتنا الولايات المتحدة، فسوف ننتقم باستهداف البوارج والمصالح الأمريكية في المنطقة بصواريخنا وطائراتنا المسيّرة وعملياتنا العسكرية.
.وأوضحت أن المشهد المتطور في البحر الأحمر يثير القلق بين دول الشرق الأوسط، التي تخشى أن يؤدي الصراع إلى تعطيل طرق الشحن الحيوية وزعزعة استقرار المنطقة.
ولفتت إلى أن تصعيد القوات اليمنية لهجماتهم على السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر انتقامًا من الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وهو ما رفع من من توترات شركات الشحن والنفط الكبرى، ودفعها إلى تعليق العبور عبر طريق التجارة البحرية الحيوي، مما أثار خاوف بشأن التداعيات الاقتصادية العالمية المحتملة، وهو ما دفع أمريكا لتشكيل تحالف جديد لحماية السفن الإسرائيلية التي تبحر في البحر الأحمر.
وأشارت الوكالة الصينية إلى أن المخاطر المتزايدة التي يتردد صداها بالفعل في جميع أنحاء قطاع الصناعة، حيث أعلنت شركات التأمين البحري في لندن أن جنوب البحر لأحمر منطقة عالية المخاطر وهو ما دفع شركات الشحن إلى الحصول على تغطية إضافية لخاطر الحرب.
وبحسب الوكالة، فإن ما زاد من الخاوف، أن أربع شركات كبرى لشحن الحاويات وهي – MSC، وMaersk، وCMA CGM، وHapag-Lloyd – أوقفت رحلاتها في البحر الأحمر منذ 15 ديسمبر، وقد أدى هذا بدوره إلى ارتفاع أسعار الشحن في آسيا وأوروبا.
وتظهر البيانات الواردة من بورصة شانغهاي للشحن أن سعر الشحن في السوق، بما في ذلك الشحن والرسوم الإضافية، بلغ 1024 دولارًا أمريكيًا لكل حاوية مكافئة لعشرين قدمًا (TEU) من ميناء شانغهاي إلى الموانئ الأوروبية الكبرى في 15 ديسمبر، بزيادة بنسبة 4.1 في المائة عن الرقم السابق، قبلها بأسبوع.
ومع ذلك، قللت مصر، موطن قناة السويس، من أهمية التأثير، حيث أكد رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع يوم الأحد على أن التعطيل لا يزال محدودا، وقال إن 55 سفينة فقط غيرت مسارها إلى رأس الرجاء الصالح منذ 19 نوفمبر، مقارنة بـ 2128 سفينة عبرت قناة السويس خلال نفس الفترة.
وتقول الوكالة أن نشر رافقة عسكرية بقيادة الولايات المتحدة في البحر الأحمر، أدى إلى زيادة المخاوف بشأن التصعيد المحتمل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني وامتداده إلى الممر المائي الحيوي.
ونقلت عن محللين، قولهم إن “وجود السفن الحربية الأمريكية إلى جانب المصالح الإسرائيلية يثير احتمال وقوع مواجهات غير مقصودة مع قوات الحوثيين”.
ويثير المشهد المتطور في البحر الأحمر، وفق الوكالة، القلق بين دول الشرق الأوسط، التي تخشى أن يؤدي الصراع إلى تعطيل طرق الشحن الحيوية وزعزعة استقرار المنطقة، علاوة على ذلك، فإن الحكومة اليمنية (المدعومة من السعودية) والقوى الإقليمية مثل المملكة العربية السعودية ومصر، على الرغم من اعتمادها على طريق البحر الأحمر وقناة السويس، تتردد في الانضمام إلى مهمة المرافقة الأمريكية والتعامل بشكل مباشر مع الحوثيين، وذلك لأن عمليات الحوثيين تأتي في سياق مساندة فلسطين وهو ما يعطي شرعية شعبية واسعة لهذه العمليات، ما يجعل من الصعب سياسيًا على بعض الدول معارضتهم علنًا، وفق محللين الوكالة.
وتضيف: منا أن ما يزيد الوضع تعقيدًا، هو ردة الفعل العكسية بين الدول العربية ضد سياسة الولايات المتحدة بشأن الصراع الدائر في غزة، ما يجعل التعاون مع التحالف الأمريكي أقل جاذبية.
واختتمت التقرير بالإشارة إلى أن لعبة البحر اأحمر، وصلت الآن إلى ذروتها، حيث تصطدم المخاوف بشأن الأمن البحري مع تعقيدات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مضيفة: ويبقى أن نرى ما إذا كانت عملية المرافقة الأمريكية قادرة على الإبحار في هذه المياه المتلاطمة دون إشعال توترات إقليمية أوسع نطاقًا.