كيف ستكون المعركة في البحر حسب ما كشفه السيد الحوثي وحسب ما يراه ضابط بحرية بريطاني؟
خاص – المساء برس|
قال ضابط سابق في البحرية البريطانية الملكية، إن هجمات من أسماهم “الحوثيين” ناجحة.
وقال توم شارب، وهو ضابط سابق في البحرية الملكية. كان ضابطًا متخصصًا في الحرب الجوية، وقاد سفينة حربية مقاتلة سطحية، إن الأرقام الحديثة الصادرة عن موقع تتبع حركة الملاحة البحرية، ماريان ترافيك، تشير إلى أن حركة المرور عبر باب المندب بين 15 و19 ديسمبر انخفضت بنسبة 14% عن حركة الملاحة خلال الفترة من 8 إلى 12 ديسمبر.
وقال شارب، إن هناك 9 دول أخرى إلى جانب الـ9 دول التي أعلن الأمريكي أنها شكلت معه تحالفاً بحرياً، وقال إن هذه الـ9 الدول الأخرى لا تريد حالياً الكشف عن مشاركتها في هذا التحالف في هذا الوقت تحديداً، معلقاً على سبب إخفاء هذه المشاركات يكمن في حساسة المنطقة.
وسرد الضابط السابق في البحرية البريطاني، عدد السفن الحربية المشاركة في هذه القوة المشتركة 12 سفينة على الأرجح ومعها بعض السفن الصغيرة المساندة.
وفي حديثه عن التهديدات التي ستواجهها هذه السفن، قال الضابط البريطاني إن هناك نوعان من التهديدات، الأول: تهديدات الصواريخ والطائرات بدون طيار، ويضيف إن الولايات المتحدة الأمريكية وسفينة واحدة تتبع البحرية الفرنسية وأخرى تتبع بريطانيا أسقطوا جميعهم 36 طائرة، ويضيف إنه وفي حين أن هذا يعد أمراً مثيراً للإعجاب إلا أن صواريخ وطائرات اليمنيين اخترقت الحماية البحرية الأمريكية لسفن إسرائيل وتلك المتجهة لإسرائيل وتمكنت على سبيل المثال من ضرب واحدة وإحداث أضرار بالغة فيها وفي حالة ناقلة المواد الكيماوية النرويجية ستريندا اشتعلت فيها النيران، ومن المعجزة أن هجمات اليمنيين لم تتسبب بحدوث انسكاب كبير للنفط أو غرق إحدى السفن المستهدفة أو حدوث وفيات حتى الآن لم يحدث ذلك وهذا معجزة.
كما تحدث الضابط البريطاني عن جزء آخر من التهديد الأول ويتمثل في المراكب الهجومية السريعة سواء تلك التي تحتوي على طاقم بشري أو تلك التي بدون طاقم، مشيراً إلى أن على التحالف أخذ هذه التهديد في الاعتبار.
أما التهديد الثاني، فيقول الضابط البريطاني شارب، تحتاج السفن الحربية إلى الحماية من القرصنة وعمليات الاختطاف من النوع الذي تمت محاولته عدة مرات الآن ونجح في مناسبتين. هناك أيضاً احتمال وجود تهديد بالألغام وهي لعبة كرة مختلفة تماماً إذا حدث ذلك.
ما يتعلق بالتهديد الأول أشار الضابط السابق في البحرية البريطانية إلى أن مواجهته ستتطلب من السفن المشاركة أن تتوزع في مربعات معينة على الجانب الشرقي من قناة باب المندب وأن المسافات بين هذه السفن ستكون على حسب مديات صواريخها.
في هذه الجزئية يعلق محللون لـ”المساء برس” أنه من هنا جاء حديث زعيم أنصار الله في كلمته أمس عن أن الأمريكي ومن معه هم الخاسرون في هذه المعركة على كل الأصعدة، حيث قال إن الأمريكي ومن معه يطلقون صاروخاً قيمته 2 مليون دولار ليسقط طائرة مسيرة لا يكلف صنعها سوى ألفي دولار فقط، أي أن المعركة على أقل تقدير وفي أضعف احتمالاتها ستكون معركة استنزاف مكتملة الأركان، مما يعني أن الأمريكي ومن معه سيخسرون مئات الملايين وربما المليارات من الدولارات في هذه المعركة (معركة المواجهة بين الطائرات المسيرة اليمنية والصواريخ المضادة لها الأمريكية والغربية على سفن التحالف في البحر)، وتجدر هنا الإشارة إلى ما أكد عليه زعيم أنصار الله عبدالملك الحوثي أمس عند حديثه عن هذه النقطة بتأكيده على أن نفس اليمنيين طويل جداً في هذه المعركة، ومن غير المتوقع أن يتحمل الأمريكي طويلاً تكبد هذه الخسارة لفترة طويلة.
ويضيف المحللون الذين تحدثوا لـ”المساء برس” أن هناك نقطة أخرى تتعلق بهذه المعركة (معركة الاستنزاف)، وهي مدى تحمل الأمريكي لتكاليف هذه المعركة، مضيفين بالقول “من هنا أيضاً جاء حديث زعيم أنصار الله خلال تحذيره للدول التي قد تشارك مع الأمريكي في هذا التحالف عبر التمويل المالي والذي سيعتبر بالنسبة لصنعاء مشاركة عملية مع هذا التحالف وبالتالي سيدخلها ذلك في دائرة القوى المعادية وعليها أن تنتظر الرد من صنعاء، إذ أن المتوقع أن أمريكا ستحمّل بعض أدواتها في المنطقة خاصة تلك التي لها ثروات نفطية وغازية تكاليف هذه المعركة كون الأمريكي لن يتحمل أن يخسر في كل مرة يتصدى فيها لطائرة مسيرة تساوي ألفي دولار صاروخاً تبلغ قيمته 2 مليون دولار وبالتالي لا بد من ممول لهذه المعركة وهنا ستقع الأنظار بكل تأكيد على السعوديين والإماراتيين بدرجة رئيسية فهم أمام البيت الأبيض كما سبق ووصفهم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب (البقرة الحلوب)”.