فورين بوليسي: عمليات اليمن أدخلت قطاع الشحن البحري مرحلة جديدة

صنعاء – المساء برس|

قالت صحيفة فورين بوليسي، الأميركي، اليوم الثلاثاء، إن عمليات القوات البحرية اليمنية في البحر الأحمر، أدخلت قطاع الشحن البحري مرحلة جديدة وخطيرة.

وأشارت الصحيفة إلى عملية الاستيلاء على السفينة “جالكسي ليدر”، معتبرة أن القوات اليمنية لم تنجح فقط في الاستيلاء على هذه الناقلة الكبيرة التي كانت تبحر في البحر الأحمر، بل قامت بتصوير العملية أيضًا وحظيت باهتمام عالمي هائل.

وأوضحت أن العمليات تسارعت في البحر الأحمر بمعدل غير عادل لدرجة أن أكبر شركات الشحن في العالم لم قررت إيقاف عملياتها في البحر الأحمر، وهو ما يعني أن على المستهكلين الانتظار لفترة أطول للحصول على بعض السلع الاستهلاكية المفضلة لديهم.

وبحسب الصحيفة، فإنه على الرغم من مساعدة دول غربية لأمريكا في حماية السفن في البحر الأحمر، إلا أن هذه المساعدة لم تنجح في تهدئة القلق المتزايد بسرعة بين خطوط الشحن العالمية، وهو ما بدا واضحًا من خلال إعلان عدة شركات دولية تحويل سفنها بعيدًا عن البحر الأحمر.

ونقلت الصحيفة الأمريكية، عن سايمون لوكوود، أحد مدراء شركات الشحن التنفيذيين، قوله: إن التغيير في الديناميكية الحالية لا يتمثل في أن الشحن يقع في مرمى نيران الصراع كما هو الحال في حرب أوكرانيا، ولكن الشحن يتم استهدافه بشكل مباشر”، في إشارة إلى استهداف السفن الإسرائيلية والسفن المتوجهة إلى موانئ إسرائيلية.

وبحسب وسيط التأمين العالمي، ويليس تاوز واتسون، فقد ارتفعت أقساط التأمين الحربي للسفن التي تعبر البحر الأحمر إلى معدلات رئيسية لا تقل عن 0.7% من قيمة حمولة السفينة.

وأضاف: إن السفينة التي تحمل بضائع بقيمة مليون دولار عبر البحر الأحمر، تدفع 70 ألف دولار تأمينًا ضد مخاطر الحرب وحدها، وسيقوم مالكو السفينة بتمرير هذه الكلفة على العملاء.

وإوضحت أن تجارة الحاويات بين الشرق والغرب تعتمد على البحر الأحمر وقناة السويس، مشيرًأ إلى أنه مع تحويل الخطوط الرئيسية إلى طرق أخرى، سيتسبب بتأخيرات كبيرة وزيادة في التكلفة، وستكون هناك تأثيرات غير مباشرة على التجارة الدولية.

وفقًا لسفين رينجباكين، المدير الإداري لشركة Den Norske Krigsforsikring، فإن شركات الشحن الكبرى بدأت بإدراج مسار  الإبحار حول رأس الرجاء الصالح. وهذا يعني 10-12 يومًا إضافية أو أكثر في حالة الناقلات التي لا تسافر بسرعة كبيرة. وهذا يعني أن تكاليف النقل سترتفع أيضًا بشكل كبير. كما يعني اتخاذ مسار الإبحار الأطول فجأة أيضًا حدوث اضطراب لوجستي في سلاسل التوريد العالمية.

وأكدت الصحيفة أن عملية “حارس الازدهار”، التي أعلنتها وزارة الدفاع الأميركية، لن تتمكن من استعادة الهدوء الكامل في المياة المتلاطمة، وسيتعين على السفن البحرية المشاركة في العملية أن تتصرف بضبط النفس خشية أن تؤدي عن طريق الخطأ إلى صراع مع من وصفتهم بـ”الحوثيين”، وأضافت أنه إذا تم استخدام القوة ضد “الحوثيين”، مثل إطلاق صواريخ انتقامية، فإن ذلك سيجعل السفن التجارية عرضة لأي عنف يقرر “الحوثيون” ممارسته عليهم.

وأضافت: وبطبيعة الحال، لا تستطيع شركات الشحن فعل الكثير لمنع هذه الهجمات على سفنها، كما لا توجد قوة بحرية كبيرة بما يكفي لتوفير المرافقة لجميع السفن التجارية التي قد تحتاج إليها.

وكانت القوات المسلحة اليمنية قد أعلنت في أوقات سابقة، حظر مرور كافة السفن الإسرائيلية والمرتبطة بإسرائيل وتلك الذاهبة إلى الموانئ الإسرائيلية، نصرة لغزة، مؤكدة أن عملياتها ستستمر حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة.

 

قد يعجبك ايضا