أمريكا بين أمرين أحلاهما مرّ
وما يسطرون – جلال زيد– المساء برس|
لقد ولّى زمن القطبية إلى غير رجعة نحن جيل النصر ؛ ونحن جيل زمن الإنتصارات الذي أعلن بدايته الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله منذ عقدين ،، وعلى أيدينا ستزول قوى الشرّ في المنطقة والعالم لتنعم الأرض بخيراتها ولتفرح بنصرالله..
لقد قلبنا الطاولة رأساً على عقب واستطعنا أن نحشر أمريكا في زاوية ضيقة فلا هي قادرة على النهوض ولا هي قادرة على القعود وبمعنى آخر فلا هي تستطيع النهوض بأعباء حرب بحرية ستكلفها وحلفائها الكثير وتؤدي إلى خسارة المنطقة ،، ولا هي قادرة عن السكوت إزاء ما يحدث في البحر من تضييق الخناق على الكيان الصهيوني ومنع كل السفن المتجهة نحو الكيان الصهيوني من العبور .. !! واصبحت الآن بين أمرين أحلاهما مُرّ .
فتداعيات سياسة اليمن والمحور المقاوم بفرض الحصار على الصهاينة و الضغط على التواجد الامريكي في المنطقة استراتيجية وخطيرة جدا على النظام الامريكي وحلفاؤه لا يمكن احتوائه ابداً بأي شكل .
ومع فرضية إذعان امريكا للشروط اليمنية بفك الحصار عن غزة مقابل فك الحصار البحري عن الكيان فهذا يعني تسليم بقوة وقدرة اليمنيين العالمية والخضوع لهذه القدرة والقوة والتي تختم على آمال كل حلفائها “ادواتها” في المنطقة بالسيطرة على اليمن او تحييد قوته أو سلبه حقه في السيادة على شبه الجزيرة العربية وهذه خسارة استراتيجية كبرى لأمريكا والغرب ، ونصرٌ ذهبي ساحق لليمن ومحور المقاومة .
ومع الفرضية الأخرى التي تقول باحتمالية تشكيل حلف دولي “امريكي غربي وعربي” و إجراء عملية عسكرية في البحر الأحمر لكسر هذه المعادلة ومنع اليمن بقيادة السيد عبدالملك الحوثي من الانتصار الاستراتيجي المذكور سابقاً ..
فهذا يعني اشتعال المنطقة وبالطبع سيكون أول وقود هذه الحرب هم حلفاء امريكا وعلى رأسهم السعودية والامارات وغيرها من الدول.. ومع الأخذ بعين الإعتبار تنامي قدرات محور المقاومة من إيران إلى الشام والعراق و اليمن في ضلّ الإنتكاسات والخسائر الكبيرة التي منيت بها أدوات امريكا في المنطقة خلال العقود الماضية فإن حلفاء امريكا تعتبر قوى منهكة ما يستدعي تحشيد قوى جديدة من خارج المنطقة يكون تكاليف تواجدها في البحر الاحمر كثيرة و تعزيزها في حالة اندلاع المعركة سيمرّ بتعقيدات وصعوبات بالغة ! علماً أنه في حال اندلعت المعركة البحرية في منطقتنا فإن محور المقاومة لن يقف مكتوف الإيدي بل سيعمل على قاعدة وحدة الساحات وهذا المدلول نجده في تصريح وزير الدفاع الايراني حين صرح بقوله ” إن وجود أمريكا في البحر الأحمر يزيد من تعقيد مشاكلهم. الخليج الفارسي هو منطقتنا، ونحن نسيطر على تلك المنطقة، وبالتأكيد لا يستطيع أحد المناورة.” أي أن الخليج الفارسي “الذي نسميه الخليج العربي” سيكون أيضا ساحة حرب في المواجهة المقبلة وسيدفع العالم كله ثمن هذه المعركة وبالأخص أوروبا .
ومع وجود التعقيدات الكثيرة في هذه المرحلة وكذلك التأثيرات المترابطة والعالمية للأعمال العسكرية وتداعياتها على الاقتصاد والتجارة والسياسة وحتى على تواجد القوات الاجنبية بل وحتى على وجود كيانات وانظمة في المنطقة وتداعيات هذه الحرب المؤثرة تماما على القوى العالمية كل ذلك وأكثر يجعل من امريكا بين فكين وأمرين أحلاهما مرّ فلا خيار لأمريكا إلا الخسارة أو الخسارة . كل ذلك مع الأحداث العالمية الأخرى يعني أن هذا العصر هو عصر أفول أمريكا ونظام القطب الواحد والهيمنة . فقد هذه المنطقة كمال يقول الإمام الخامنئي هو المقاومة وإن هذا العصر لهو عصر المقاومة والانتصارات وهو ذاته الزمن الذي سيعيد فيه المحور إعادة تشكيل الخارطة السياسية للمنطقة .