فشل استعادة “جلاكسي ليدر”.. إقرار أمريكي ببدء تلاشي ردعها في اليمن
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
من خلال رصد التحليلات الأمريكية الصادرة عن مراكز الدراسات والأبحاث والصحف الرئيسية بخصوص القرارات التي نفذتها وفرضتها اليمن عبر فرض حصار بحري شامل على كيان الاحتلال الإسرائيلي من جهة البحر الأحمر والبحر العربي، نشر موقع “المونيتور” مقالاً لجاريد زوبا، في الـ20 من نوفمبر الماضي، جاء فيه أن فشل الولايات المتحدة الأمريكية في استعادة السفينة الإسرائيلية المحتجزة لدى قوات البحرية اليمنية “جلاكسي ليدر” واستعادة طاقمها، يعني أن الردع الأمريكي في اليمن قد بدأ يتلاشى.
ويضيف الكاتب بالقول “يمثل اختطاف السفينة اختبارًا لحدود ردع الولايات المتحدة في اليمن. لقد تعهدت الولايات المتحدة بحماية السفن التجارية في المياه الدولية، لكنها لم تتمكن من منع الحوثيين من شن هجمات على هذه السفن في الماضي. إذا لم تتمكن الولايات المتحدة من الإفراج عن السفينة وطاقمها، فقد يشير ذلك إلى أن ردعها في اليمن قد بدأ يتلاشى”.
ويضيف “يمكن أن يكون اختطاف السفينة مرتبطًا بجهود الحوثيين لزيادة الضغط على إسرائيل. فقد تعهد الحوثيون بشن هجمات على إسرائيل، واختطاف السفينة يمكن أن يكون خطوة في هذا الاتجاه”.
وقال زوبا “كما يمكن أن يكون الاختطاف محاولة من الحوثيين لإثبات قوتهم وقدرتهم على تحدي الولايات المتحدة. فقد أظهر الحوثيون أنهم قادرون على شن هجمات على أهداف أمريكية في اليمن، واختطاف السفينة يمكن أن يكون إشارة إلى أنهم مستعدون لاتخاذ مزيد من الإجراءات. من المرجح أن تستمر الولايات المتحدة في الضغط على الحوثيين للإفراج عن السفينة وطاقمها. لكن من غير الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتمكن من تحقيق ذلك”.
توقعات الكاتب بأن السيطرة على السفينة الإسرائيلية، أنها رسالة من صنعاء بأنها قادرة على اتخاذ المزيد من الإجراءات وتحدي الولايات المتحدة، كانت توقعات صحيحة وهذا ما تثبته عملية البحرية اليمنية الأخيرة التي استهدفت سفينتين إسرائيليتين في البحر الأحمر ومعهما استهداف المدمرة الأمريكية يو إس إس كارني التي أقر البنتاغون أنه جرى استهدافها وأن الهجمة لم تؤدي إلى سقوط إصابات أو أضرار بالمدمرة وقد أكد ذلك أيضاً مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان والذي قال إن المدمرة كارني تعرضت لهجوم وتصدت لثلاث هجمات أخرى في حين لم تتمكن كارني التي كانت منشغلة بالتصدي للهجمات التي تستهدفها من حماية وتأمين السفينتين الإسرائيليتين اللتين أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن إحداهما تعرضت لأضرار بالغة والأخرى لأضرار طفيفة، إذ يعد استهداف المدمرة الأمريكية تأكيداً من صنعاء جدية تهديداتها السابقة.
إن التحليل الأمريكي الوارد في موقع “المونيتور” يشير صراحة إلى أن الردع الأمريكي بدأ يتلاشى، خاصة أنه لا يوجد رد أمريكي على الأراضي اليمنية ولا يوجد أيضاً أي قرار سياسي يمني باستهداف القطع البحرية الأمريكية سوى قرار استهداف السفن الإسرائيلية، وهو ما أعاد تكراره الجيش اليمني باستهداف السفينتين الإسرائيليتين في الثالث ديسمير الجاري ومعهما المدمرة يو إس إس كارني الأمريكية ومع ذلك لم يستتبع هذا التطور أي رد فعل أمريكي مباشر، ما يشير إلى أن سياسة احتواء التصعيد هي المرتكز حاليًا لدى الأمريكي ريثما يتبين الموقف جليًا من العدوان الصهيوني على قطاع غزة.
كان الإسرائيلي وحتى النخبة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي يعتقدون جازمين أن يتبع عمليات البحرية اليمنية، عمليات عسكرية حربية أمريكية في الداخل اليمني، لكن ذلك لم يحدث ولن يحدث والسبب أن صنعاء أعلنت منذ اليوم الأول لاتخاذها قرار قطع الملاحة البحرية الإسرائيلية عن البحر الأحمر والبحر العربي وباب المندب أنها جاهزة ومستعدة كلياً لمواجهة أي تداعيات أو ردود فعل قد تصدر من الأمريكيين أو أي طرف في الحلف الإسرائيلي، ولهذا توجهت الولايات المتحدة إلى سلوك سياسة ممارسة الضغوط على صنعاء تارة بالترغيب وتارة بالترهيب لكن ذلك لم يجدِ نفعاً مع صنعاء.
سياسة الترغيب والترهيب التي قابلت بها واشنطن قرارات صنعاء بشأن الملاحة الإسرائيلية التي باتت محرمة من البحر الأحمر والعربي، سرعان ما وصلها الرد اليمني وذلك على لسان وزير الدفاع بحكومة صنعاء، اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، والذي صرح أمس الأربعاء خلال زيارته لمقاتليه المتواجدين في السواحل اليمنية قائلاً “نحمد الله على الحرية واستقلال القرار فزمن الضغوط والترغيب والترهيب ولى إلى الأبد، وعلى دول العالم أن تتعامل مع اليمن معاملة الندية”، والرسالة هنا واضحة لمن يحاول الضغط على صنعاء ولمن لا يزال متوهماً بتبعية صنعاء للخارج أو الإقليم.