استجابة لأوامر أميركية.. برنامج الغذاء العالمي يعلن وقف المساعدات الغذائية عن مناطق سيطرة صنعاء
صنعاء – المساء برس|
أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في اليمن، اليوم الثلاثاء، إيقاف برنامج المساعدات الغذائية العامة في المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة صنعاء، واستمرارها في مناطق سيطرة الحكومة الموالية للتحالف.
وقال البرنامج في بيان له “إن هذا القرار الصعب، الذي تم اتخاذه بالتشاور مع الجهات المانحة، “يأتي بعد ما يقرب من عام من المفاوضات، والتي لم يتم خلالها التوصل إلى اتفاق لخفض عدد الأشخاص المستفيدين من المساعدات الغذائية المباشرة من 9.5 مليون إلى 6.5 مليون شخص”.
وبرر البرنامج هذه الخطوة بأن مخزون الغذاء التابع له بدأ بالنفاذ في المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة صنعاء بشكل كامل نتيجة نقص التمويل، مشيرًا إلى أنه “قد يستغرق استئناف المساعدات الغذائية، حتى في ظل التوصل إلى اتفاق فوري مع السلطات، ما يقارب أربعة أشهر بسبب انقطاع سلسلة الإمداد للمساعدات الغذائية الإنسانية”، مؤكدا أن البرنامج سيواصل العمل لإحراز تقدم في المفاوضات مع حكومة صنعاء، في محاولة منه للضغط على صنعاء عبر ملف المساعدات.
وأضاف: “ستستمر عمليات توزيع المساعدات الغذائية العامة في مناطق سيطرة الحكومة الموالية للتحلف مع التركيز بشكل أكبر على الأسر الأشد ضعفاً واحتياجاً، بما يتماشى مع التغيرات في الموارد التي تم الإعلان عنها في أغسطس الماضي”، حسب البيان.
وتعليقًا على قرار البرنامج، قال رئيس تحرير صحيفة الثورة في صنعاء، عبدالرحمن الأهنومي، إن القرار سياسي ولا يتعلق بالتمويل.
وأوضح الأهنومي، في تدوينة على حسابه في منصة إكس، أن القرار يأتي تنفيذًا لتوجيهات من الإدارة الأميركية، مشيرًا إلى أن إعلان البرنامج اليوم رسميًا وقف المساعدات جاء نتيجة موقف اليمن المناصر لغزة.
ولفت إلى أن ادعاءات البرنامج ليست صحيحة: فما يدعيه البرنامج من أن السبب هو العجز في التمويلات، تكشفه أرقام التمويلات الصادرة عن البرنامج نفسه، ومن خلال الاطلاع على تقرير الموقف للبرنامج لشهر سبتمبر 2023م أوضحت الأرقام: بأن التمويلات المؤكدة التي حصل عليها البرنامج على النحو التالي: توفر للبرنامج موارد بـ مليار و160 مليون $، وكانت كالتالي: موارد مرحلة من الفترة الماضية المساهمات التي حصل عليها في 2023 اجمالي الموارد المتوفرة حتى 30-9-2023م 644 مليون+ 522 مليون=1.160 مليار دولار.
وهذا يعني، وفق الأهنومي، أن البرنامج حصل على تمويلات خلال التسعة الأشهر الأولى من عام 2023م أكبر من التمويلات التي حصل عليها خلال 2022م بالكامل.
وأضاف أنه قد تم ترحيل مبالغ معتبرة من العام 2022، إلى تمويل 2023، وبالإضافة إليها الموارد التي توفرت للتمويل هذا العام ، فقد حصل البرنامج على تمويل في العام 2022م 1.1 مليار$، مشيرًا إلى أن ما حصل عليه من تمويل حتى 30-9-2023م 1.160 مليار$، موضحًا أن “الفارق 60 مليون$”.
وأكد أن البرنامج لم يصرف سوى خمس دورات سلة غذائية من بداية العام حتى اليوم، والمفترض هو صرف 12 دورة.. من خلال الأرقام أعلاه والتي نشرها البرنامج نفسه، وهو ما يتضح جليا “كذبة أزمة التمويل الذي يدعيه”، ويؤكد بأن القرار سياسي يأتي في سياق الضغوط على اليمن.
وبيّن أنه مع بداية تطور موقف اليمن في نصرة غزة، كان من ضمن الترهيب الذي مورس على صنعاء، هو وقف المساعدات، وصعد البرنامج من خطواته لوقف المساعدات، واليوم أعلن رسميا ذلك.
ولفت إلى أن البرنامج قد يحاول ترويج تبريرات أخرى حين تنكشف هذه الذريعة، مؤكدًا أن “كلها مجرد أكاذيب لا صحة لها”، وأن المسألة تتعلق بقرار سياسي ومن الأمريكيين الذين يشرفون على البرنامج بشكل مباشر. معتبرًا أن مساومة اليمنيين على لقمة العيش، ليتنازلوا عن موقفهم المناصر لغزة، معادلة مكسورة سيرفضها كل يمني ولن يرضاها أحد.