انكفاء أمريكي واستدراج إسرائيلي لمصر والسعودية للرد على اليمن من بوابة “الخطر المشترك”
الإعلام العبري يعترف بتوسع تداعيات قرار اليمن قطع الملاحة الإسرائيلية من البحرين الأحمر والعربي
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
قالت صحيفة معاريف العبرية، إن السعودية ومصر ستشاركان مع الكيان الإسرائيلي في الرد على اليمن الذي قام باستهداف سفن الكيان في البحر الأحمر ويمنع عبورها من البحرين العربي والأحمر ومضيق باب المندب.
وتحدثت الصحيفة في مقال لـ”آيال فينكو” عن التسخين الواقع في البحر الأحمر، وما وصفه المقال بـ”تداعيات ذلك على المصالح الأمريكية والإسرائيلية والخطر الذي يشكله ذلك على كل المنطقة” في دلالة إلى توجه إسرائيل نحو توسيع دائرة الخطر بهدف حشد مناصرين لها في مواجهة الضربات اليمنية الموجهة ضد الكيان فقط في البحر الأحمر، على الرغم من أن المتضرر من قرارات صنعاء هو الكيان الإسرائيلي فقط بدليل أن حركة الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب لم تتأثر ولا زالت مستمرة باستثناء فقط الملاحة الخاصة بالكيان الإسرائيلي التي تضطر سفنه اليوم إلى العبور عبر طريق رأس الرجاء الصالح بالطَوفان حول القارة الأفريقية ومن ثم الوصول إلى مضيق جبل طارق فالدخول إلى البحر الأبيض المتوسط للوصول إلى موانئ كيان الاحتلال الشمالية الواقعة على الأبيض المتوسط.
وفي محاولة إسرائيلية لدفع الأمريكي للمواجهة، قالت الصحيفة الإسرائيلية إنه “في حال واصل الحوثيون العمليات الهجومية في البحر الأحمر، من المرجح أننا سنشهد تدخلاً عسكرياً هجومياً متصاعداً في المنطقة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحتى لقطع بحرية أخرى تابعة لحلف الناتو، والسعودية ومصر”، وهنا تشير الصحيفة إلى تهديدات للاستهلاك الإعلامي فقط ولحث واشنطن إلى التدخل، ولكن الحقيقة أن صنعاء قد استمرت بالفعل في هجومها المتصاعد على السفن الإسرائيلية، فبعد احتجاز صنعاء للسفينة الإسرائيلية جلاكسي ليدر واقتيادها من عرض البحر الأحمر إلى السواحل اليمنية، قالت إسرائيل إن استمرار الهجمات اليمنية على سفن إسرائيل سيتم الرد عليه بضربات تقوم بها البحرية الأمريكية وحلفائها، واليوم وبعد استمرار صنعاء في هجماتها ضد السفن الإسرائيلية التي تحاول كسر توجيهات صنعاء بمنع مرورها من البحر الأحمر ها هو الأمريكي الذي تعرضت إحدى سفنه العسكرية التي كان يفترض أنها تقوم بحماية السفن الإسرائيلية، يعلن وفي بيان رسمي للقيادة المركزية بأنه يحتفظ بحق الرد. علماً أن إعلان أمريكا باحتفاظها بحق الرد جاء رداً على استهداف القوات اليمنية المدمرة الأمريكة يو إس إس كارني وليس رداً على استهداف السفينتين الإسرائيليتين اللتين أعلنت صنعاء استهدافهما بعد رفض استجابتهما للتحذيرات الصادرة من البحرية اليمنية بالعودة وعدم المرور من المنطقة.
أما فيما يخص إدراج الإسرائيلي لكل من السعودية ومصر في الكفة التابعة لإسرائيل وأمريكا فذلك يعني أحد أمرين الأول أن إسرائيل لديها ضمانات فعلية من نظامي الرياض والقاهرة بأنهما سيقاتلان مع إسرائيل ضد الطرف العربي الواقف مع الشعب الفلسطيني، أو أن الإسرائيلي يحاول استدراج نظامي القاهرة والرياض لساحة المعركة بتخويفهما من هجمات البحرية اليمنية وادعائه بأنها ستؤثر على الملاحة السعودية والمصرية ولكن الحقيقة أن الجانب المصري على الأقل على قناعة تامة بأن الأمن القومي المصري وقناة السويس ليست متأثرة على الإطلاق بالخطوات التي يقوم بها الجيش اليمني التابع لحكومة صنعاء تجاه سفن كيان الاحتلال الإسرائيلي، أما الجانب السعودي فتجربة حربه الفاشلة على مدى 9 سنوات ضد اليمن أكبر شاهد على مخاطر انخراطه علناً مع كيان الاحتلال الإسرائيلي في أي مواجهة مع اليمن والمرجح حالياً على الأقل أن الرياض تحاول أن تنأى بنفسها قدر الإمكان عن أي تدخل له علاقة باليمن خاصة بعد ما وصلها من رسائل من صنعاء بعد أن تجرأت الرياض في إحدى المرات وقامت بإسقاط أحد الصواريخ المجنحة اليمنية التي ضربتها اليمن تجاه الكيان الإسرائيلي.
صحيفة معاريف الإسرائيلية في مقال آخر لـ”طل لف رام”، ذهبت إلى توقع تصاعد أكبر مما هو عليه الحال الآن في البحر الأحمر، حيث توقعت الصحيفة أن الأمر قد لا يتوقف على استهداف سفن إسرائيل فقط أو سفن الشركات المملوكة كلياً أو جزئياً لإسرائيل أو رجال أعمال إسرائيليين، وأن الأخطر من ذلك أن تذهب القوات المسلحة اليمنية إلى ضرب السفن الأجنبية لمجرد أنها تنقل بضاعة إلى إسرائيل، وهنا تقول الصحيفة “بهذا الشكل سيكون التأثير المباشر والخطير هو على الاقتصاد الإسرائيلي” بل إن الصحيفة ترجح أن السفن الأجنبية المحملة ببضائع جزء منها سيتم نقلها إلى إسرائيل قد تتخوف من الآن من تعرضها لهجوم وبالتالي تتجنب الإبحار من مسار البحر الأحمر وباب المندب والبحر العربي لمجرد أن عليها حاويات تخص إسرائيل. وفي المحصلة فإن كل ذلك يؤدي إلى رفع كلفة الاستيراد وارتفاع أسعار السلع داخل إسرائيل ما يعني أن الأمر كارثي على كل المقاييس بالنسبة للداخل الإسرائيلي.
لقد استطاعت القيادة اليمنية في صنعاء أن تفرض على أرض الواقع حصاراً بحرياً على الكيان الإسرائيلي، وهذا ما تثبته التقارير الرسمية الصادرة من الكيان ذاته بشأن التوقف الكامل لميناء إيلات جنوب فلسطين المحتلة الواقع على البحر الأحمر، ولم يعد لدى الكيان سوى استخدام موانئ شمال فلسطين المحتلة كميناء حيفا مثلاً لاستقبال سفن البضائع والحاويات والوقود شريطة ألا تعبر أي سفن تصل إلى هذا الميناء من البحر الأحمر عند ذهابها أو إيابها واضطرارها لتغيير مسارها نحو طريق رأس الرجاء الصالح الأمر الذي يعني تأخير وصول البضائع لعدة أسابيع إضافية ورفع زيادة تكاليف الشحن ورفع زيادة تكاليف التأمين على البضائع ورفع تكلفة التأمين حتى على السفن الإسرائيلية والمرتبطة بإسرائيل.