هوليود في خليج عدن!
عدنان باوزير – وما يسطرون|
شتان ما بين الملحمة والملهاة، وما بين هذه وتلك يظهر مشهدان : المشهد الأول ولن نسهب فيه لأننا قد تحدثنا عنه كثير، مشهد اقتياد السفينة الإسرائيلية (جالاكسي ليدر) بعظمة وبهدوء الى ميناء الحديدة من قِبل أسياد البحر الأحمر أنصار الله في معادلة مفروضة جديدة.
والغريب أن هذا المشهد الحقيقي والواقعي والملموس قيل عنه بأنه مسرحية!! المشهد الآخر هو محاولة احتجاز سفينة مملكة إسرائيلياً أيضاً في خليج عدن من قبل (مسلحين) وحط خط تحت الكلمة ما بين القوسين، ثم تحريرها من قبل البحرية الامريكية في آكشن هوليودي بإمتياز، واعتقال خاطفيها، وما رافق ذلك من بهارات وموسيقي تصويرية سخيفة وحكاية الصاروخين الباليستيين الساقطين في البحر!!
بدون أي خوض بالتفاصيل أنا سأثبت وبالأدلة القطعية أنها مسرحية سيئة الإخراج بكل المقاييس، أنا لست محلل عسكري ولكني مرقب حصيف كما أزعم، وتحضرني الآن ثلاثة أدلة أنها مسرحية غبية وأن الأنصار منها براء براءة الذئب من دم يوسف، هذا طبعاً تجاوزاً عن المكان (خليج عدن) البعيد عن سيطرة بحرية الأنصار، وهي:
أولاً وهذه حقيقة يعرفها الأعداء قبل الأصدقاء: الأنصار إذا مسكوا معاد يفلتون. نقطة على السطر وخير الكلام ما قل ودل.
ثانياً : معروف أن صواريخ الأنصار تصيب أهدافها ولا تسقط في الماء؛ لأن الأنصار ببساطة لا يملكون ترف الخطأ، فهذه الكتل الحديدية قد صنعت بعرق ودماء هذا الشعب الصامد وصهرت من لحمه ولا يمكن تبذيرها هكذا هباء. نقطة أخرى على السطر.
ثالثاً: وهذا أمر يعرفه القاصي والداني ، أنصار الله دائماً يوقعون عملياتهم ، ويعلنون عن مسئوليتهم عنها قبل أن يرتد الى المستهدف طرفه أو يفيق من ذهوله ، فهم يملكون الشجاعة الكافية عن هذا وعن ما هو أكثر وأخطر منه. نقطة ثالثة على السطر.
أما من قال بأن الحادثة الأولى تهدف الى استجلاب الاحتلال الأمريكي للسواحل اليمنية، فالثاني المفبرك يا سادة هو ما يستجلب الاحتلال الأمريكي الموجود أصلاً في السواحل والجزرة الواقعة تحت نفوذ حكومة المرتزقة العميلة وليس الثاني، ويعرف مارينز (اليانكي) أين ومع من يعبثون. نقطة إضافية أخرى: يقول البنتاجون في بيانه أنه قد أعتقل الخاطفين، حسناً أرونا الصور ونتائج التحقيقات مع تلك العناصر المأجورة ليعرف العالم كله الحقيقة، نتحداكم.
للأسف الشديد يتسنم السلطة حالياً في عدن أسفل وأرذل وأزبل وأخنأ وأخنع الخلق ولا أقول اليمنيين لأن اليمني يولد حراً أبياً شامخاً بالفطرة.
ختاماً أرفع أكفي بهذا الدعاء: اللهم قيّض لنا في الجنوب وبقية المحافظات الفرصة لنغسل بدمائنا هذا العار، ونجب هذا الفصل الأسود المخزي من تاريخنا قبل أن يصبح سفراً من أسفار التاريخ، أو أبعث الينا أنصارك ليجوسوا في الديار ولنستقبلهم بالورود الأزهار، ويطهروا ما لحق بأرضنا من رجس ونجاسة، ولا أزيد .. المجد للأحرار صناع التاريخ.. المجد للأنصار المجد لهم اليوم في (القلزم) وغداً في أعالي البحار..