حرب غزة.. منطلق لترسيخ قناعات جديدة

علي مراد – وما يسطرون|

إذا كنا سنخرج نفسياً من هذه الحرب كما كنا قبلها لنكونَنَّ من الخاسرين!

لا شك أنّ هذه الحرب قدّمت لنا العديد من الإجابات على تساؤلات كانت تجول في خواطرنا، وهذا يعني أننا من المفترض بأننا تعلمنا دروساً سنحتاجها مستقبلاً. لقد أيقظت مشاهد الإبادة في نفوس أقوام وشعوب تلك الفطرة – فطرة الله التي فطر الناس عليها.

أي بشري سويّ كان سيرى تلك الفظائع والمجازر ولا تتحرّك فطرته في داخله؟ في بداية الحرب كان يشغلني هاجس نقل زوجتي وأطفالي وأهلي إلى حيث أظن أنه مكان آمن.

بعد أن رأيت ما رأيناه جميعاً، تراجع لدي هذا الهاجس، وصار عقلي وقلبي يحدثاني بأني وعائلتي لسنا بأفضل من أهل غزة، وفي أي لحظة سيحاولون اقتراف المجازر عينها بنا جميعاً. لن أنزح أنا وأهلي وسأبقى مكاني، وهو قرار أصبحت أعرف أنه ناتج عن تفاعلات نفسية أوصلتني إلى توطين عقلي ومشاعري على توقّع وتقبّل أي شيء سيأتي من عدونا، حتى وإن كان استشهادنا جميعاً وشطبنا من السجل المدني كما حصل مع الغزيين.

نعم، هذا ما تبدّل وتغيّر في نفسي. لن أخاف من فقدان أي أحد أو أي شيء بعد ما رأيته في غزة، وأفترض أن كثيرين باتوا مثلي. فلنعمل ولنحرص جميعاً على أن نجعل أميركا تفهم نتائج وآثار ما اقترفته، وأي مجتمعات وشعوب ستواجه بعد هذه الحرب.

عليهم بأن يفهموا أنهم أوقدوا في صدورنا ناراً لن تنطفئ إلا برحيلهم عن أرضنا هم وكيانهم الزائل!

قد يعجبك ايضا