البنتاغون: مهاجموا السفينة الإسرائيلية قراصنة صوماليون.!!. لماذا غيّرت واشنطن الرواية؟ وماذا عن الصواريخ؟
خاص – المساء برس|
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية مساء اليوم الإثنين، أن المهاجمين للسفينة الإسرائيلية “سنترال بارك” قبالة المياه اليمنية الإقليمية في خليج عدن، ليسوا من قوات حكومة صنعاء.
ونقلت مساء اليوم وكالات أمريكية عن البنتاغون الأمريكي، إن “التقييم الأولي هو أن المسلحين الذين هاجموا السفينة سنترال بارك صوماليون والحادثة مرتبطة بالقرصنة”.
كما صرح البنتاغون الأمريكي تعليقاً على التوتر في خليج عدن، بالقول “لا نرى أن الحرب في غزة تحولت إلى صراع إقليمي رغم أن التوتر حاد”.
في السياق قال مصدر يمني مطلع لـ”المساء برس” أن تقييمه لما حدث يوم أمس من إعلان أمريكي وغربي بشأن تعرض سفينة إسرائيلية لهجوم من مسلحين مجهولين قبالة خليج عدن وهي مناطق خارج سيطرة قوات حكومة صنعاء، وما تلا ذلك من تهويل إعلامي غربي كبير ثم النشر بأن أمريكا بقطعها البحرية في المنطقة قامت بإنقاذ السفينة الإسرائيلية وحررتها من المسلحين، كانت عبارة عن مسرحية هدفها محاولة أمريكية لترميم الردع الذي تعرضت له الملاحة الإسرائيلية بعد قرار صنعاء بمنع مرور السفن الإسرائيلية كاملة من المرور من مضيق باب المندب والبحر الأحمر وعدم إلغاء هذا القرار إلا بعد وقف الكيان الإسرائيلي حربه على قطاع غزة، الأمر الذي جعل أمريكا تبدو عاجزة عن تأمين السفن الإسرائيلية بناءً على تعهدها السابق ولهذا كان لا بد لأمريكا أن تستعيد هذه قناعة المفقودة لدى المجتمع الدولي، إضافة لمحاولة طمأنة شركات الملاحة البحرية والنقل التي رفعت تكاليف التأمين والشحن من وإلى إسرائيل بشكل كبير جداً لم يسبق له مثيل وتريد واشنطن أن تطمئن هذه الشركات بهذه التطورات المدبرة لإزالة مخاوف الشركات الملاحية ودفعها لتخفيض أسعارها التي مثلت ضربة قوية للاقتصاد الإسرائيلي.
المصدر قال إنه فيما يبدو أن التطورات التي انتشرت بوسائل الإعلام يوم أمس أتت بنتائج عكسية وتسببت بالمزيد من هروب شركات الملاحة الدولية البحرية من استقبال طلبات الشحن البحرية الإسرائيلية، مضيفاً أن تطورات يوم أمس رفعت أكثر من رسوم الشحن والتأمين للنقل البحري من وإلى الكيان الإسرائيلي، وأضاف المصدر “لعل ذهاب الأمريكي لاختلاق رواية أن المسلحين المزعومين اللذين هاجموا السفينة الإسرائيلية حسب المزاعم الأمريكية أيضاً هم صوماليون وأن الحادثة مجرد قرصنة عادية وانتهت بالفشل، سيكون وقعه أخف وطأة من أن يترك الأمريكي الأمر معلقاً للذهاب لتأويلات ترفع من مخاوف شركات الملاحة، فخطورة وضرر وتأثيرات أن تتعرض سفينة إسرائيلية لهجوم من قبل الجيش اليمني بناءً على تهديدات مسبقة وبناءً على قرار الحرب المعلن رسمياً من صنعاء أكثر تأثيراً وبأضعاف مضاعفة عن خطورة أن يكون الهجوم على السفينة الإسرائيلية من قبل مسلحين صوماليين وأن العملية مجرد قرصنة”.
الجديد في تطورات الهجوم المزعوم على السفينة الإسرائيلية، هو أن المدمرة الأمريكية يو إس إس ميسون تلقت تهديداً نارياً من القوات المسلحة اليمنية منتصف ليل أمس الأحد حيث جرى إطلاق صاروخين متوسطي المدى إلى منطقة قريبة من موقع تواجد المدمرة الأمريكية، وحسب الرواية الأمريكية فإن الصاروخين تم إطلاقهما بشكل متعمد لأن يسقطا في منطقة بمحيط تواجد المدمرة، الأمر الذي يعني أن صنعاء أرادت من إطلاق هذين الصاروخين توجيه رسالة تحذير للبحرية الأمريكية، غير أن صنعاء لن توجه رسالة تحذير بقصف محيط المدمرة الأمريكية بصاروخين باليستيين من نوع أرض بحر إلا في حال رصدت صنعاء أي توجه معادي من المدمرة الأمريكية نحو اليمن فأرادت صنعاء توجيه رسالة تحذير استباقية أدت إلى تراجع الأمريكيين عن أي خطوة، ولإقفال هذا الملف وتقديم رواية تفسيرية لما أعلنته أمريكا منذ يوم أمس يبدو أن واشنطن رأت أن تختلق طرفاً تلصق به تهمة الهجوم المزعوم على السفينة الإسرائيلية غير أن واشنطن لا تزال في حاجة للإجابة عن سؤال ما سبب قصف محيط المدمرة الأمريكية بصاروخين باليستيين ارض بحر من اليمن.
ويقول خبير عسكري في صنعاء لـ”المساء برس” أن المرجح أن تكون القصة برمتها مفبركة من الأمريكيين والشركة المالكة للسفينة من أجل استعادة الردع من ناحية ومن أجل إعادة طمأنة السفن والشركات الملاحية التي أوقفت التعامل مع الكيان الإسرائيلي استجابة لتوجيهات القوات المسلحة اليمنية من ناحية أخرى ومن أجل إيجاد مبرر للبحرية الأمريكية لتنفيذ أي تحرك عسكري ولو تكتيكي وخاطف لجس نبض وقياس مدى ردة الفعل التي ستصدر من صنعاء عسكرياً لكن يبدو أن خطوة صنعاء أفشلت المهمة الأمريكية وذلك باتخاذ قرار توجيه رسالة تحذيرية نارية وباليستية للبحرية الأمريكية بمجرد اقتراب المدمرة الأمريكية من المياه الإقليمية اليمنية فيما يبدو، الأمر الذي فهمته واشنطن جيداً وقررت التراجع من حيث أتت والبحث عن رواية مقنعة لتقديمها للإعلام لإقفال ملف قصة السفينة الإسرائيلية والهجوم المزعوم وعملية الإنقاذ الأمريكية المزعومة هي الأخرى، فكانت قصة القراصنة الصوماليين هي الأنسب فيما يبدو من وجهة نظر المخرج الأمريكي.