نيويورك تايمز: عدد من قتلهم إسرائيل في غزة في شهر ونصف أكثر ممن قتلتهم أميركا وحلفاؤها في أفغانستان
غزة – المساء برس|
كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، اليوم الأحد، عن حجم الجرائم الوحشية والقتل التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة خلال شهر ونصف من الحرب على القطاع.
وقالت الصحيفة، إن عدد النساء والأطفال الذين استُشهدوا جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بلغ في أقل من شهرين ضعف من قُتلوا في عامين بأوكرانيا.
ونقلت الصحيفة عن المديرة المشاركة لمشروع تكاليف الحرب التابع لجامعة براون الأميركية، نيتا كراوفورد، قولها: إن أعداد النساء والأطفال الذين استشهدوا في غزة منذ بداية الحرب الحالية، بدأ يقترب من الــ12400 أي نفس عدد الذين قتلتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها في أفغانستان.
وأشارت، في تقرير لها، أن إسرائيل وصفت سقوط ضحايا في قطاع غزة بأنه “مؤسف” و “لا مفر منه” ويعد جزءا من الصراع، ضاربة مثالا بالخسائر البشرية الفادحة الناجمة عن العمليات العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة نفسها في العراق وسوريا.
وبعد تقييمها لطبيعة الصراعات السابقة والمقابلات التي أجرتها مع خبراء في مجالي الأسلحة وحصر الخسائر، وصفت الصحيفة الأميركية العدوان الإسرائيلي على غزة بأنه مختلف.
وعلى الرغم من عدم دقة أرقام القتلى في زمن الحرب، إلا أن أن الخبراء يقولون إنه حتى بقراءة متحفظة لأرقام الضحايا الواردة من غزة، تظهر أن “وتيرة الموت” خلال الحملة العسكرية الإسرائيلية ليس لها سوابق كثيرة في القرن الحالي، وفق الصحيفة.
وبحسب الخبراء الذين تحدثت معهم الصحيفة الأميركية، فإن الناس يقتلون في غزة بمعدلات فاقت في سرعتها أكثر اللحظات دموية التي حدثت في هجمات قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في العراق وسوريا وأفغانستان.
ولا يقتصر الأمر على نطاق الضربات فحسب، إذ قالت إسرائيل إنها استهدفت أكثر من 15 ألف هدف قبل التوصل إلى وقف إطلاق نار قصير في الأيام الأخيرة، بل يتعلق أيضا بنوعية الأسلحة المستخدمة نفسها.
عبر عدد من الخبراء عن دهشتهم للصحيفة، حيال استخدام إسرائيل “المفرط” لأسلحة كبيرة جدا في مناطق حضرية مكتظة بالسكان، من بينها قنابل أميركية الصنع بوزن 2000 رطل، والتي يمكن أن تسوي برجا سكنيا بالأرض، وفق تقرير الصحيفة.
يقول مارك غارلاسكو، المستشار العسكري في منظمة باكس الهولندية للسلام ومحلل المعلومات الاستخباراتية السابق بوزارة الدفاع الأميركية، إن استخدام إسرائيل لتلك الأسلحة “يفوق أي شيء رأيته في حياتي”.
وأوردت الصحيفة دليلا آخر على ذلك، ناقلة عن مسؤولين أميركيين اعتقادهم أن القنبلة الجوية التي درجت القوات الأميركية على استخدامها في ضرب معظم الأهداف في المناطق الحضرية في العراق وسوريا -لا سيما في الموصل والرقة على التوالي- بلغ وزنها 500 رطل، حسب الصحيفة.
المديرة المشاركة لمشروع تكاليف الحرب التابع لجامعة براون الأميركية، نيتا كراوفورد، قالت للصحيفة: إن أعداد النساء والأطفال اذين استشهدوا في غزة منذ بداية الحرب الحالية بدأ يقترب من الـ12400، أي نفس عدد الذين قتلتهم أميركا وحلفاؤها في أفغانستان.
وتشير إلى أن هذه المقارنات تستند إلى آلاف الوفيات المنسوبة مباشرة إلى قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة على مدى عقود في العراق وسوريا وأفغانستان.
وتضيف: “وفي حين أن إجمالي عدد القتلى في تلك الحروب كان أكبر، فإن عدد الأشخاص الذين قتلوا في غزة “في فترة وجيزة من الزمن أعلى بكثير مما كان عليه في الصراعات الأخرى”، وفقًا لنيتا كروفورد.
وأوضحت الصحيفة أن تحليلات صور الأقمار الصناعية تشير إلى أن أكثر من 60 ألف مبنى تضررت أو دمرت في قطاع غزة، بما في ذلك نحو نصف المباني في شمال غزة.
وتابعت: أن النساء والأطفال يشكلون قرابة 70% من جميع الوفيات المبلغ عنها في غزة، على الرغم من أن معظم المقاتلين هم من الرجال، وهي “إحصائية غير عادية”، كما قال ريك برينان، مدير الطوارئ الإقليمي لمكتب شرق البحر الأبيض المتوسط التابع لمنظمة الصحة العالمية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري كبير، رفض الكشف عن هويته، قوله إن ما يقارب من 90% من الذخائر التي أسقطتها إسرائيل في غزة خلال الأسبوعين الأولين من الحرب، تعد من القنابل الموجهة عبر الأقمار الصناعية التي تزن 1000 إلى 2000 رطل.
“وفي إحدى الحالات الموثقة، استخدمت إسرائيل ما لا يقل عن 2000 رطل خلال غارة جوية في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي على جباليا، وهي منطقة مكتظة بالسكان شمال مدينة غزة مباشرة، تقول الصحيفة الأميركية.