كيف أثبت اليمن تخبط الأمريكي وضعفه.. (مسرحية السفينة المختطفة من خليج عدن وتحريرها فصل جديد)
خاص – المساء برس| تحليل: زكريا الشرعبي|
نحن أمام تضارب وتخبط أمريكي غير مسبوق ولا سيما في حالة اليمن ولهذا التناقض دلالته المرتبطة بالسيطرة الأمريكية على المنطقة…
دعونا نستعرض جانبا من هذا التخبط:
19 أكتوبر:
بدأ الأمر بتسريب أمريكي عن إسقاط 2-3 صواريخ أطلقت من اليمن ولا يعرف أين وجهتها… لاحظوا معي بدقة…
عندما تتحدث عن اعتراض صواريخ لا مجال للاحتمالات.. إما 2 أو 3.. هي ليست لعبة تخمين..
مع ذلك بعدها بساعات ارتفع عدد الصواريخ من 3-4
ثم أعلن البنتاغون رسميا بعد أن قام بتسريب الأنباء عن طريق مسؤوليه إلى الصحف، أن عدد الصواريخ التي تم اعتراضها، هي 3 صواريخ..
في وقت لاحق نشرت وول ستريت جورنال عن مسؤولين أمريكيين أن اليمن أطلقت 5 صواريخ اعترضت منها السفينة الأمريكية 4 بينما اعترضت السعودية الخامس، وجرى الحديث أيضا عن 30 طائرة مسيرة، بينما كان التسريب سابقا مبهم (عدة طائرات)
في 9 نوفمبر أعلنت القوات المسلحة اليمنية طائرة أمريكية إم كيو 9 في البحر الأحمر، وعقب الإعلان مباشرة مسؤول في البنتاغون للصحفيين إنه لا يوجد تقارير عن هذا الحادث، وبعد أن تم بث مشاهد الإسقاط ظهر البنتاغون ليقول إن الإسقاط حدث بالفعل ولكن في المياه الدولية، ثم في يوم تالي تحدثت السكرتيرة الصحفية للبنتاغون أن “الحوثيين” يواصلون الوصول إلى حطام الطائرة ولكنهم لن يجدوا شيئا مفيدا، وهنا نتساءل إذا كانت الطائرة أسقطت في أجواء المياه الدولية، فلماذا لا تصل بوارج أمريكا الحربية إليها، ثم ألم يقل جون كيربي ذات يوم عندما سقطت طائرة مماثلة في البحر الأسود إن واشنطن لن تسمح للروس بالوصول إلى الحطام لأن فيه أسرار تتعلق بالتقنية الأمريكية..
لحظة… بعد 5 أيام من العملية، قالت واشنطن إنها تحتفظ بحق الرد.
يوم 15 نوفمبر..
بدأ التسريب لرويترز أن سفينة أمريكية اعترضت طائرة مسيرة يمنية كانت متجهة نحو العدو الإسرائيلي
ثم عقب ساعات قال مسؤول إن الطائرة اقتربت كثيرا من السفينة في باب المندب,,أين إسرائيل وأين باب المندب…
مجددا وبعد تحميلها المسؤولية من قبل اسرائيل في عدم حماية السفن واستيلاء اليمن على سفينة في 19 أكتوبر ضمن المناطق التي يفترض أن السفن الأمريكية جاءت من خلف المحيط الأطلسي لحمايتها، لا تستطيع أمريكا فعل شيء فتلجأ إلى مسرحية ..تم اختطاف سفينة في خليج عدن وقمنا بتحريرها… وأين القوات المسلحة اليمنية وأين خليج عدن؟!!
هذا التخبط مفاده أن أمريكا باتت كقط منزوع المخالب أمام نوع جديد من الحرب، أما أطراف تدرك أمريكا أن القتال معها لا يعني سوى الاستنزاف الكبير ثم الهزيمة كما في فيتنام وأفغانستان، في وقت يقول المستشار الأمريكي للأمن القومي جيك سوليفيان إن بعض أهم العضلات الحيوية للولايات المتحدة قد ضمرت.
تقول مجلة newstatesman البريطانية الشهيرة إن “ما يشتبه فيه الجميع في الشرق الأوسط علانية: أن التفوق الأمريكي قد مات، وأن الولايات المتحدة أصبحت عملاقًا ضعيفًا متداعيًا يقف على أقدام من الطين. وبالتالي، أصبحت الحرب التي تشن على الولايات المتحدة اليوم حرب ظل. إنها حرب لا أحد في البنتاجون يريد التحدث عنها على أمل أن تختفي بكل بساطة. لأن الاعتراف بأن الولايات المتحدة غارقة بالفعل في نوع جديد من الحرب ضدها، شن بأسلحة جديدة وبغرض جديد، هو الاعتراف غير المقبول: بأن مشروع “القرن الأمريكي الجديد”، الذي ولد في النار والدم في أفغانستان والعراق، يبدو أنه ينتهي بشكل حاسم في نفس الأماكن التي بدأ فيها ذات مرة.”