صحيفة يابانية: استيلاء البحرية اليمنية على سفينة إسرائيلية قد يفجر حربًا إقليمية
الحديدة – المساء برس|
قالت صحيفة يابانية، أمس الأربعاء، إن العملية العسكرية التي نفذتها القوات البحرية اليمنية قد تتسبب بتوسع الحرب بين حماس وإسرائيل إلى حرب إقليمية وتصعيد للحرب في المنطقة.
وأوضحت صحيفة “جابان تايمز” أن استيلاء البحرية اليمنية على سفينة شحن يوم الأحد مرتبطة برجل أعمال إسرائيلي لم يسلط الضوء على ضعف سلاسل التوريد العالمية فحسب، بل أدى أيضًا إلى تفاقم المخاوف من أن الصراع بين إسرائيل وحماس قد يتصاعد إلى أزمة إقليمية.
ونقلت الصحيفة عن الباحث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة ومقره لندن، توبياس بورك، قوله: إن الحوثيين أصبحت لديهم مهارات عالية بشكل متزايد خلال العقد الماضي”،
وقال توبياس بورك، الباحث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة ومقره لندن: “لقد أصبح الحوثيون ميليشيا ذات مهارات عالية بشكل متزايد خلال العقد الماضي”.
ومن جهته، أشار رايان بول، محلل شؤون الشرق الأوسط في شركة RANE للجغرافيا السياسية والاستخبارات ومقرها الولايات المتحدة، إلى إن الحوثيين تعلموا القتال بطرق متنوعة، حيث ورثوا ضباطًا وجنودًا من الجيش اليمني وتعلموا تكتيكات قيمة من قتال فلول الحكومة المركزية.
وأضاف: “لكن من المحتمل أيضًا أنهم استفادوا من خبرات حليفهتم إيران، والتي نفذت بانتظام تكتيكات المضايقات البحرية في الخليج العربي (على غرار اختطاف سفينة جالاكسي ليدر) كجزء من المواجهة الأوسع بين الولايات المتحدة وإيران”.
وعن لماذا استهدفت القوات البحرية اليمنية إسرائيل، أوضحت الصحيفة، إن من أبرز السمات لدى حركة أنصار الله، هي معارضتها لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل.
يقول، فابيان هينز، محلل شؤون الدفاع في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، للصحيفة: “إن معارضتهم لإسرائيل موجودة بالفعل في حمضهم النووي”، مشيراً إلى أن شعار الحوثيين يدعو إلى “موت” كل من إسرائيل وأمريكا.
ولفتت الصحيفة إلى أن الحوثيين، وهم جزء من “محور المقاومة”، خلف الفلسطينيين منذ اندلاع الصراع الأخير بين إسرائيل وحماس في أكتوبر/تشرين الأول. وكجزء من “مقاومتهم”، أطلقوا صواريخ وطائرات بدون طيار على إسرائيل، على الرغم من أن أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة لديها اعترضتها.
وأوضحت الصحيفة، أنه وبسبب محدودية تأثير الهجمات على الأراضي الفلسطينية المحتلة، فإن الحوثيين حولوا تركيزهم الآن إلى “الأهداف السهلة” المرتبطة بإسرائيل، بما في ذلك السفن التجارية غير المحمية مثل “جالاكسي ليدر”.
وبحسب، توم أوسوليفان، مستشار الطاقة في شركة ماثيوس الاستشارية ومقرها طوكيو، فإن الوضع الأمني المتدهور في المنطقة لا يؤدي فقط إلى ارتفاع تكاليف التأمين على الشحن، بل يجعل شركات الشحن أيضًا تفكر في طرق بديلة أطول بكثير، بما في ذلك حول رأس الرجاء الصالح في أفريقيا، والذي يمكن أن تضيف أكثر من أسبوع في وقت الإبحار.
وبالفعل، أفادت التقارير أن سفينتين تجاريتين مرتبطتين بنفس مجموعة الشحن البريطانية مثل سفينة “جالاكسي ليدر” قد حولتا مسارهما بعيدًا عن البحر الأحمر.
ومع ذلك، تضيف الصحيفة اليابانية، لا يبدو أن تحذير الحوثيين موجه لجميع السفن التي تبحر في هذه المياه، على الأقل في الوقت الحالي.
ويشير بورك إلى أن: “الخطر لا يقتصر على السفن التي تديرها الدول الآسيوية”، وإنه من المرجح أن يستهدف الحوثيون أي سفن مرتبطة بطريقة أو بأخرى بإسرائيل.
“من وجهة نظر الحوثيين، لا يهم أن السفينة تديرها اليابان. إنهم يعتبرونها سفينة “إسرائيلية”، يضيف بورك للصحيفة.
واعتبرت الصحيفة أن الحل الناجع لوقف الهجمات ضد السفن الإسرائيلية عند مضيق باب المندب أو بالقرب منه، وفق الخبراء، هو زيادة حراسة السفن حول تلك المنطقة، مشيرة إلى أنه وحتى أواخر أكتوبر الماضي، نشرت البحرية الأمريكية خمس سفن حربية لتعزيز الحماية. ويمكن للدول الأخرى أيضًا أن تعمل معًا لزيادة وجودها البحري في المنطقة، والذي يشمل قوات من اليابان والصين وكوريا الجنوبية وأوروبا مكلفة بمعالجة مشكلة القرصنة في خليج عدن، في مؤشر على تصاعد القلق من عمليات القوات البحرية اليمنية ضد السفن الإسرائيلية.
من جهته قال جون برادفورد، خبير الأمن البحري، للصحيفة، إنه من الممكن إعادة توجيه بعض هذه القوات لمرافقة السفن في البحر الأحمر أو إقامة دفاعات في المنطقة البحرية من شأنها أن تمنع قوات الحوثي من تنفيذ هجمات.
وتشمل الخيارات الأكثر إلحاحا أيضا زيادة الدوريات الجوية للكشف عن محاولات الاختطاف وربما اعتراضها، إلا أن المؤرق للدول الداعمة لإسرائيل هو كيفية حماية الشحن دون توسيع نطاق الحرب على غزة في المنطقة، خاصة مع “عزم الحوثيون على جعل مثل هذا التصعيد حقيقة واقعة”، وفق الصحيفة.